الأداء السياسي بدون تمثيل نسائي عادل هو أداء منقوص، ونتاجه سيكون حتماً منقوصاً.
نحن في الحركة السياسيّة النسويّة السورية، نرى أنّ النظام يستثمر في ملف اللجوء خدمة لمصالحه السياسيّة والاقتصاديّة، وفك العزلة الدوليّة المفروضة عليه، جرّاء سياساته القمعيّة الإجراميّة بحقّ شعبه على مدى عشر سنوات مضت.
تركت سنوات النزاع في سوريا أثرها على المجتمع، وأدت لنزوح ملايين السوريات والسوريين، وتعد النساء اللواتي فقدن المعيل بسبب القتل والاعتقال والتهجير من الفئات الأكثر ضعفاً بين اللاجئات واللاجئين، وهذا الضعف يشمل جوانب تأمين سبل العيش والقدرة على الصمود.
لابد من الوقوف على أمر أهم من كل الجدليات القائمة، ألا وهو النظر إلى الروابط المشتركة، بدلًا من النظر إلى الفروقات الآنية التي أفرزتها الحرب السورية، فما يجمعنا كسوريات/ين من أهداف أكثر مما يفرقنا، والثورة السورية مستمرة لا يحدها زمان أو مكان.
أكثر ما يسعدني ويعطيني شعوراً بالنجاح هو رؤية نساء فاعلات في المجتمع، خاصة أنني تعاملت خلال عملي مع نساء، وساهمت في دعمهن وتمكينهن، ومن هؤلاء النساء من كن مغيبات تماماً وملازمات للمنازل، إلا أنهن بعد تجربة كسر الصورة النمطية للنساء، أدركن أهمية أدوارهن وتشجعن على الدراسة والعمل والنشاط المدني والسياسي.
إن الصورة النمطية التي وسمت بها المرأة في مجتمعنا حدّت من دورها، وفي مرحلة ليست ببعيدة كان مستهجناً إبداء المرأة رأيها السياسي أو اهتمامها بدراسة العلوم السياسية مثلاً، ولا أنكر أن الكثيرات وافقن ضمنياً على هذا التنميط والتزمن بالأدوار التي حددها المجتمع لهن كنساء.
أعتقد أن المرأة السورية ما تزال تعاني حتى في بلاد الهجرة، من السلطة البطريركية (الأبوية) السيئة، ومن التقاليد البالية التي عاشتها في بلدنا في ظل الاستبداد السلطوي والديني.
تلعب الحركة السياسية النسوية السورية دوراً حيوياً من خلال عضواتها وأعضائها في النضال الفكري والقانوني والسياسي بالنضال اللاعنفي الذي سيستمر من أجل تحقيق تغيير حقيقي في المجتمع السوري، والقضاء على كافة الأنظمة الاستبدادية، ومحاسبة الذين ينتهكون حقوق الإنسان، بما فيها حقوق المرأة.
تحاول هذه المادة تشكيل وجهة نظر نسوية من الحرب والتسلح والعسكرة ودور النساء في صناعة السلام، والتي يمكن من خلالها أن نبدأ بالبحث في مواقفنا من صناعة الحرب، مثلما يمكننا أيضاً الخروج من تنميطنا كـ"حمامات سلام"، وذلك من خلال بناء قاعدة معرفية، وقراءة بعض التجارب النسوية في العالم، والتي يمكن أن تدعم موقفنا كنسويات سوريات من الحرب ومن النزاع العسكري الذي نقف على هامشه اليوم، على الرغم من أننا كنا ولا زلنا أول ضحاياه.