عضواتنا وأعضاؤنا

آيات أحمد

آيات أحمد من مدينة جديدة عرطوز بريف دمشق، ناشطة مدنية، درست الأدب الفرنسي لمدة عام ولم تكمل دراستها بسبب اعتقالها عام 2009، غادرت سوريا إلى تركيا 2013، حيث تابعت نشاطها في مجال دعم المرأة، انتقلت إلى فرنسا عام 2015، وعضوة في الحركة السياسية النسوية السورية.

سارعت آيات أحمد للانضمام إلى المظاهرات منذ بداية الثورة، التي أتت لتلبي رغبة قديمة بداخلها للثورة على النظام الفاسد والظالم، وذلك بعد تعرضها لتجربة الاعتقال في سن صغيرة، حيث كانت لا تزال طالبة جامعية عندما اعتقلها نظام الأسد عام 2009، بتهمة “إضعاف الشعور القومي والمساس بهيبة الدولة”، اعتقلت آيات مرة أخرى عام 2012، لتصبح بعدها قضية المعتقلين، وخاصة المعتقلات السياسيات، قضيتها التي تقول إنها مستعدة لأن ترهن حياتها من أجل الدفاع عنها.

تقول آيات إنه بعد أن تحررت الغوطة الشرقية، ودخلتها بعد ذلك الفصائل الإسلامية، حدّ ذلك من تحركاتها هي ومجموعة من الناشطات والناشطين، كما كانوا يتعرضون لتهديد شخصي مباشر، مما اضطرها لاتخاذ قرار الخروج من المنطقة، حيث كانت ضمن آخر قافلة خرجت عن طريق التهريب من طريق العتيبة وذلك مع بداية حصار الغوطة، تقول آيات إن القافلة كانت تضم نساءً وأطفالاً جرحى وجنود منشقين عن النظام، كانت رحلة مخيفة تعرضوا فيها لكثير من الكمائن والقذائف، إلى أن وصلت القافلة إلى الشمال السوري، حيث تنقلت آيات بين اعزاز وعفرين وجنديرس، وتعرفت على المكاتب الإعلامية والمنظمات المدنية هناك، لتنتقل بعدها إلى تركيا وتعمل هناك لمدة سنتين ونصف، مع منظمات وجمعيات تعمل على تمكين المرأة المعتقلة والمعتقلات المفرج عنهن من خلال المشاريع التنموية.

عام 2015 قررت آيات الانتقال إلى فرنسا، بسبب صعوبة الحصول على إقامة وأوراق رسمية في تركيا تساعدها على ضمان مستقبل ولديها. تدرس آيات حالياً اللغة الفرنسية في مدينة تولوز الفرنسية، لتتمكن بعدها من دراسة الإعلام، إضافة إلى عملها في مجال المسرح والذي يركز على قضية المعتقلات والمعتقلين والمختفيات والمختفين قسراً.

“الانضمام للحركة السياسية النسوية السورية كان أول خطوة سياسية اتخذها، إدراكاً مني أنني بحاجة لتكوين وعي سياسي وطني مستقل عن أية أجندة. عبر الحركة أريد أداء دوري كمواطنة بشكل حقيقي وفعال في المجتمع والساحة السياسية.”

تقول آيات إنها ومنذ بداية الثورة، كانت ترفض مصطلح المعارضة، لأنها تعتبر أن في هذه الكلمة اعتراف مبطن بالنظام، وكانت من الأشخاص الذين أصروا على التمسك بمصطلح الثورة، إلا أنها ترى أن هذه الثورة تعرضت لإساءة كبيرة، وواجهت تحديات أهمها، التبعية لأجندات جهات خارجية مثل قطر والسعودية وتركيا، أثرت على العمل السياسي بشكل عام.

أما عن دوافعها للانضمام إلى الحركة السياسية النسوية السورية، والتي تقول إنها كانت أول خطوة سياسية تتخذها، فهي لإدراكها أنها بحاجة لأن تكون على قدر كافٍ من الوعي السياسي الوطني المستقل عن أية أيدولوجيا أو غير المتأثر بأية أجندة، لأداء دورها كمواطنة بشكل حقيقي وفعال في المجتمع والساحة السياسية، حيث ترى أن بعد كل هذا الكم من الخسارات التي تعرض لها الشعب السوري، والجرائم التي ارتكبت بحقه مثل الكيماوي وغيرها، مع صمت وتآمر من المجتمع الدولي، تمكن بشار الأسد من الاستمرار والانتصارسياسياً.

تقول آيات إنها لم تتعرض لتحديات في عملها السياسي كامرأة، ولكنها تعتبر أنه في مجتمعنا هناك دائماً تهم جاهزة للمرأة، وأن الغالبية العظمى من النساء في سوريا ماتزال تعاني من السطوة الذكورية، والقيود التي يفرضها الدين والمجتمع، لذلك فهي تأمل بأن تكون الحركة السياسية النسوية السورية نواة عمل لإحداث نهضة مجتمعية، إيماناً منها بمستوى ثقافة ووعي كافة العضوات والأعضاء في الحركة، وهذا من شأنه أن يحدث تغيراً على المدى البعيد، كما تعرب عن أملها في أن تكون الحركة نواة انقلاب نسوي على الساحة السورية.

“لن أدخر جهداً في مقارعة هذا النظام، بكل السبل المتاحة سأشارك في إسقاطه بكل تفرعاته وتشعباته، بالرسم وبالمسرح كما أفعل الآن، وبكافة الطرق الممكنة.”

تؤكد آيات على ثقتها بأن التواصل بين السوريات والسوريين الموجودات والموجودين سواءً في سوريا أوفي أي مكان بالعالم، سوف يحدث فرقاً وسوف تكون نتائجه ملموسة ولو بعد حين، تضيف آيات هؤلاء يجمعهنّ/يجمعهم هدف واحد ولديهنّ/لديهم أحلام مشتركة لسوريا ومنفتحون على التطور واكتساب الخبرات، أنا أعول على هذا كثيراً. سوريا التي أحلم بها هي سوريا خالية من عصابة الأسد التي تحكمها ابتداءً من المدرسة وانتهاءً بالقبر، سوريا جديدة يسود فيها قانون يطبق على الجميع، ويضمن حرية وعدالة اجتماعية لكافة المواطنين، نحن شعب يستحق العيش بديمقراطية. شخصياً تقول آيات، لن أدخر جهداً في مقارعة هذا النظام، بكل السبل المتاحة سأشارك في إسقاطه بكل تفرعاته وتشعباته، بالرسم وبالمسرح كما أفعل الآن، وبكافة الطرق الممكنة.

تقول آيات إن أكثر موقف يذكرها بدمشق كان مع بداية الربيع العربي، وهو أول ردة فعل للشعب السوري يوم 17 شباط 2011. شعرت بالفرح حينها، نعم لقد فعلتها دمشق!

أجمل موقف عاشته على الصعيد الشخصي خلال الثمان سنوات، تقول آيات، كانت لحظة وصول أخيها إلى فرنسا بعد معاناة طويلة، وكان قد اعتقل خلال فترة تسريب صور “قيصر” حيث كانت تعمل ضمن الفريق الذي وثق الصور المسربة، فعاشت لحظات قاسية جداً، إلى أن تمكنت من إخراجه من السجن وإرساله عن طريق التهريب إلى لبنان، حيث تعرض هناك للخطف من قبل جماعة حزب الله اللبناني.
أما عن أسوأ موقف فتقول آيات كان لحظة اعتقالها عام 2012، خاصةً وأن لديها تجربة سابقة مع الاعتقال.

تقول آيات كلمة لنساء سوريا: “آمنّ بأنفسكنّ، باستقلاليتكنّ وبحريتكنّ، ولا تقبلن بالتبعية لرجل أو مجتمع، أنتنّ في الصفوف الأولى ولستنّ خلف أحد، ولولا وجود المرأة في صفوف الثوار لما استمرت الثورة إلى الآن”.