دريد جبور، أحلم أن تكون سوريا ملك لشعبها وليس لحكومة أو سلطة
- تاريخ النشر: 29 أكتوبر 2020
- |
كان دريد من الأوائل الذين أعلنوا موقفهم في اللاذقية مع بداية عام 2011، حيث اجتمع في منزله يوم 22 آذار مجموعة من المهتمين بالشأن العام، وبعد الحصول على أكثر من 100 توقيع أطلقوا بياناً يطالب بعدم استخدام العنف والسلاح ضد المتظاهرات/ين. كما كان من مؤسسي حركة “معاً” وهي حركة ديمقراطية، علمانية، لكنها لم تتلق أي دعم، حسب رأي دريد، الذي يقول إنهم كانوا معتمدين على أنفسهم كأعضاء في الحركة حيث أنهم كانوا يجمعون التبرعات لمساعدة وإعانة الناس، إلا أنه، ومع الوقت، تراجع العمل السلمي والمدني عموماً وأصبحت الكلمة للسلاح وللفئات الأكثر تطرفاً، وبالتالي انكمشت المجموعة. تابع دريد عمله مع الحركة لكن بفاعلية أقل، ثم توجه للعمل في الإغاثة والطبابة لمساعدة المهجرات/ين، إضافة لبعض المشاركات في مؤتمرات وندوات في الخارج متعلقة بالوضع السوري. كل ذلك كان محاولات لشحذ الهمم للمضي قدماً نحو تشكيل تيار وطني، ديمقراطي، علماني إلى حد كبير حسب ما يقول دريد.
ومن بين الأحزاب التي كانت ناشطة على الساحة السياسية، كان دريد مقرباً من رابطة العمل الشيوعي، ثم ذهب إلى كوبا ليدرس الطب، وعندما عاد إلى سوريا بقي رأيه حراً وواضحاً، كان يشارك في ندوات ثقافية لمناقشة أمور سياسية مما عرضه لمضايقات مستمرة وضغوطات من قبل أجهزة الأمن. مع بداية ما يسمى الحراك المدني في سوريا مع تولي بشار الأسد الحكم، كان دريد من الذين شكلوا لجنة العمل الوطني في اللاذقية التي كانت بمثابة خطة مدنية سياسية من أجل التحول الديمقراطي في سوريا، ولكنها لم تستمر أكثر من سنتين، وفرض عليهم حلها.
شارك دريد في الثورة انطلاقاً من إدراكه لضرورة التغيير، وإيمانه بمبادئ وأهداف الثورة، في القضاء على الظلم والفساد والاستبداد، والعيش في ظل قوانين تحترم حقوق الإنسان وكرامته. رغم أنه شخصياً كان يعيش في ظروف اقتصادية واجتماعية جيدة، لكن الضغوطات والتهديدات التي كان يتعرض لها بشكل شبه يومي من الشبيحة وأجهزة الأمن في اللاذقية دفعته لاتخاذ القرار بالخروج من سوريا عام 2015 والتوجه إلى السويد.
“انضممت إلى الحركة السياسية النسوية السورية لأنني مؤمن بأهدافها ومبادئها، وبقدرتها على أن تحقق جزءاً غائباً عن الساحة السورية في العمل السياسي السوري، وخاصة من قبل المعارضة.”
بدأ اهتمامه في السياسة في سن الـ 16 من خلال مشاركته في لقاءات وحوارات وقراءته لكتب السياسة والفلسفة والروايات.
يعتبر دريد أن كافة الأطراف الخارجية التي تدخلت في القضية السورية عسكرياً وسياسياً لحماية مصالحها أفشلت العمل السياسي، إلى جانب أخطاء النظام والمعارضة، ما يستدعي الآن اتفاقاً دولياً لمرحلة انتقالية يمكن أن تؤدي لاحقاً إلى التغيير الذي طالبت به الثورة منذ بدايتها.
انضم دريد إلى الحركة السياسية النسوية السورية لأنه مؤمن بأهدافها ومبادئها، حيث يقول إنها قادرة أن تحقق جزءاً غائباً عن الساحة السورية في العمل السياسي السوري، وخاصة من قبل المعارضة.
ولأنه يؤمن بأن النساء والرجال يجب أن يكونوا متساويين قانونياً، يقول دريد إن نسبة النساء في سوريا حالياً هي أكثر من نسبة الرجال وبالتالي من الصعب أن نبني بلداً ونحن غير مقرين كخطوة أولى بهذه المساواة بين نصف المجتمع والنصف الآخر، أي أنه لا يمكن أن نكون حقيقيين بمطالبتنا بالمساواة إذا رفضنا المساواة بين النساء والرجال قبل كل شيء.
يضيف دريد: “أرى أن الحركة السياسية النسوية السورية ليست مطلباً للنساء فقط، بل هي ضرورة للمجتمع السوري، ويجب على الجميع المساهمة في دفعها للأمام، كي تشغل الحيز الذي يجب أن تشغله حقيقة.” ويؤكد أنه من الضروري أن تستمر الحركة في إنشاء منظومة علاقات مع أكبر عدد ممكن من النساء والرجال في الداخل والخارج، ليشكلوا ثقلاً يفرض الأهداف والآراء والرغبات في تمثيل أكبر للنساء بطرح المشكلة من وجهة نظر نسوية ليس في السياسة فقط، بل في كافة جوانب الحياة.
“من الصعب أن نبني بلداً ونحن غير مقرين كخطوة أولى بهذه المساواة بين نصف المجتمع والنصف الآخر، أي أنه لا يمكن أن نكون حقيقيين بمطالبتنا بالمساواة إذا رفضنا المساواة بين النساء والرجال قبل كل شيء.”
يقول دريد إن المعنى الحرفي لكلمة ثورة هو الرغبة في تغيير الواقع، وبما أن واقعنا أصبح أليماً من كافة النواحي فبالتالي ثورتنا ستبقى مستمرة للتغيير نحو الأفضل، ولكي تبقى الثورة مستمرة يجب أن تجتمع السوريات والسوريون على مبادئ عامة وضمن توجه ضد الاستبداد سواء سياسي أم ديني، كما يجب أن تزول فكرة الأنا والنرجسية وتلبية المصالح الفردية على العامة.
يحلم دريد بسوريا فيها حرية وعدالة ومساواة، فيها أحزاب سياسية، ومجتمع مدني، وقضاء مستقل عادل، سوريا ملك لشعبها وليس لحكومة أو سلطة.
يقول دريد لنساء سوريا: “أنتن أملنا، ثابرن على نفس العزيمة، لأنكن قادرات على فعل الكثير، ولأن الرجال لم يثبتوا أنهم قادرين بدون مشاركة نسائية فاعلة ولا يبدو أنهم سيكونون قريباً، لذا فأنتن أملنا”.