سحر حويجة، لم يعد لمعاناتنا الشخصية قيمة أمام هول الأحداث
- updated: 26 أكتوبر 2021
- |
سحر حويجة مواليد ريف مدينة السلمية في محافظة حماة، عاشت في السلمية حتى انتهاء مرحلة الدراسة الثانوية وانتقلت بعدها إلى دمشق في ثمانينيات القرن الماضي للعمل والدراسة، استقرت في حي التقدم التابع إداريًا لمخيم اليرموك، وهو أحد الأحياء الشعبية المكتظة بالسكان والذي يجمع خليطاً واسع الأطياف من مناطق سوريا، إلى جانب الفلسطينيات والفلسطينيين لقربه من مخيم اليرموك الفلسطيني. نزحت سحر من مكان إقامتها كغيرها من سكان تلك المنطقة، وتصف سحر تدهور الوضع الأمني والمعيشي الذي شهدته المنطقة آنذاك بالقول: عام 2012 نزح أغلب سكان المخيم نتيجة الاقتتال والقصف العشوائي، أما أنا واصلت التردد على المنطقة في نهاية كل أسبوع رغم انعدام الخدمات، كنا نضطر لقطع مئات الأمتار مشياً على الأقدام، نكابد مهانة التفتيش عند مدخل المخيم حيث يضطر من بقي من السكان للخروج بشكل يومي لتأمين مستلزمات العيش. لا أنسى مشهد الناس الواقفة أرتالاً أمام الحاجز للتفتيش والسؤال بأي صفة يدخلون المخيم وما يترافق مع هذا الاستجواب من إذلال وعنف واعتقال. كنا نشاهد أكوام الخبز المصادرة من الناس خشية أن يتم تسريبها للمسلحين. لم يكن النزوح سهلاً، لكن معايشة الأحداث وما نشاهده ونسمع به من قتل واعتقال وتدمير وخسارات في الأوراح كان له تأثيراً كبيراً على وعينا، لم نعد نهتم بذواتنا، والمعاناة الشخصية لم يعد لها قيمة، أمام هول الأحداث.
في بدايات انطلاق الثورة السورية عام 2011 كانت سحر مترقبة أن يكسر الشعب السوري حاجز الخوف الذي بناه النظام الديكتاتوري على مدى عقود، أسوة بغيره من الشعوب العربية التي سبقته كمصر وتونس وليبيا، تقول: الحاجة الموضوعية ماسة للتغيير والخلاص من حكم طغمة الاستبداد والدكتاتورية التي أصبحت خارج حركة التاريخ المعاصر والتي ينخرها الفساد والعاجزة عن تحقيق أماني شعوبها، عدا عن إمعانها في كم أفواه الشعب باستخدامها آلة القمع المتمثلة بالملاحقة والاعتقال لكل صوت معارض لها، سلطة تحظر أي نشاط مدني وسياسي مستقل مستخدمة سوط قانون الطوارئ والمحاكم الاستثنائية، إلا أن المجتمع السوري مجتمع حيّ لذلك لابد أن يكسر قيوده. تتابع: سعادتي كانت غامرة منذ اللحظة الأولى للحراك، كنت كما الكثير من المعارضات\ين السابقات\ين للنظام مشدودة بقوة لمتابعة الأحداث وتطورات الوضع السوري بكل الوسائل المتاحة، كنت أحرص على التواجد في مكان الحدث في حال تم الإعلان عن تجمع أو مظاهرة، وأتابع كل شاردة وواردة، سواءً عبر محطات التلفزة أو وسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما فيسبوك حيث برز دوره وأصبح منصة للتنسيقيات لنشر مواقع انطلاق المظاهرات واختيار أسماء أيام الجمعة، وتغطية وقائع المظاهرات وما يتخللها من أحداث.
انضمت سحر للحراك منذ اللحظة الأولى فشاركت في أول اعتصام أمام وزارة الداخلية في دمشق، وبمثله أمام نقابة المحامين، بالإضافة لمشاركتها في الأنشطة الثورية في بلدتها السلمية، إلا أن مشاركتها الفعلية كانت بالكتابة والتحليل السياسي للأحداث، تقول: كنت أتابع الأخبار دون توقف وإذا بلغ مسمعي أي نشاط أو تشييع لشهداء سقطوا في الثورة كنت أحرص على المشاركة، تضيف سحر: علمي في الكتابة والتحليل جعلني أقيم الأمور بعيداً عن العاطفة والانفعال حيث حرصت على الحفاظ على التعاطي النقدي مع ما يجري على الأرض ومع كثير من الأمور التي كانت تعتبر من المسلّمات.
عن الدوافع الشخصية لسحر للانضمام للحراك تقول: لقد عارضت هذا النظام وانخرطت في صفوف الأحزاب السرية منذ مراهقتي، ودخلت المعتقل لمدة تزيد عن أربع سنوات، وشاركت في ربيع دمشق، سواءً بحضور المنتديات أو كتابة المقالات الفكرية والسياسية، كان فهمي للواقع السوري ورفضي لنظام الحكم الاستبدادي وضرورة تغييره يزداد يوماً بعد يوم، كنت من الداعيات لدولة حق وقانون وديمقراطية تستند إلى مجتمع مدني فاعل، وتعترف بوجود معارضة سياسية وتداول للسلطة.
“ستبقى مطالب الشعب السوري محقة، لا تسقط بالتقادم ولن تتحقق إلا عبر تشكيلات وطنية منسجمة مع قيم العدالة والديمقراطية، تشكل النساء أحد أعمدتها الأساسية”.
بدأ اهتمام سحر بالعمل السياسي في مرحلة المراهقة، كانت حينها في المرحلة الثانوية، تقول: كان في بيت العائلة مكتبة معظمها كتباً روسية تعود لأخي المقيم في روسيا، بدأت أميل للفكر الماركسي من خلال قراءاتي وهذا لم يكن مستغرباً، فالسلمية تضم نسبة كبيرة من الماركسيين أو المطلعين على هذا الفكر. في تلك الفترة بدأت أحداث حماة التي تجمعنا بأهلها روابط تواصل ومعرفة، إضافة إلى أن نسبة كبيرة من أهل المنطقة يعملون في محافظة حماة. على الرغم من التعتيم الإعلامي إلا أننا تأثرنا بالأحداث الجارية نتيجة ما يصلنا من أخبار عن طريق المسافرات\ين والقادمات\ين من حماة، ونزوح بعضهن\م نحو السلمية وريفها. ترسخت عندي معارضة النظام وكنت حينها أتواصل مع الأحزاب المعارضة العاملة في المنطقة من خلال أقرباء وأصدقاء، وأتابع منشورات حزب العمل الشيوعي وقطعت صلتي بحزب السلطة (البعث) بشكل علني وسجلت بذلك موقفاً أمام طلاب المدرسة، كما قطعت صلتي بكافة أحزاب السلطة (الشيوعي-بكداش). كنت نهمة للقراءة وفي مرحلة ما كنت مؤثرة بعدد كبير من طالبات وطلاب المدرسة، حتى أن الأهالي باتوا يخشون من تأثيري على دراسة بناتهم وأبنائهم، ومن وقتها تبعني هذا الوسم ولم أتمكن من التخلص منه بل تعزز لاحقاً بعد اعتقالي بتهمة الانتماء لحزب العمل الشيوعي، حيث قضيت أربع سنوات ونصف في السجن، ضاقت حينها الأفكار الماركسية وباتت محدودة بالنسبة لي، وعصفت تحولات جمة بالاتحاد السوفتيتي، هنا كان لابد من المراجعة ونقد المرحلة، كنا لم نزل في السجن، وبعد خروجي منه ابتعدت تنظيمياً عن الحزب وأبقيت على الاهتمام بالشأن العام والبحث عن وسائل للعمل السياسي بما ينسجم مع قناعاتي ومبادئي.
عن التحديات التي تواجه العمل السياسي على الساحة السورية اليوم تقول سحر: أهم التحديات هي غياب الحريات العامة ومنها حرية الرأي والتعبير وحرية تشكيل أحزاب سياسية، وانعدام الديمقراطية، ووجود القوانين الاستثنائية من أحكام الطوارئ، إلى المحاكم الاستثنائية التي قيدت الحريات العامة لدرجة الإلغاء، من خلال منع السلطات لأي نشاط سياسي معارض وملاحقة المعارضات والمعارضين واعتقالهن\م وحرمانهن\م من الحقوق المدنية، وتأليب المجتمع ضدهن\م. ركزت سلطة الاستبداد جهدها لتعطيل إمكانيات المجتمع في المشاركة السياسية وتفريغ العمل السياسي من كل قيمة، وتحويل السياسي\ة إلى طبل أجوف في خدمة السلطة، والمشاركة في القيادة والسلطة باتت قائمة على المحسوبية والولاء المطلق للسلطة الحاكمة، بالتالي تحولت المعارضة إلى عمل شاق ذو ضريبة كبيرة، يحتاج إلى سمات خاصة وقدرة على نكران الذات والشجاعة، عمل نخبوي وسري، من الصعب نشر مبادئه واستقطاب انصارًا له، إلا في أطر ضيقة تجمعها الصداقة أو القرابة. هذا الوضع الاستثنائي شكل شرط عام للعمل السياسي، يجعل النساء تبتعد عنه خوفًا من السجن وتبعاته الاجتماعية، ولا يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة للقوى التي تحمل راية الديمقراطية والحريات الخاصة والعامة. نجد العقل الذكوري المهيمن على قادة الأحزاب السياسية التقليدية حتى الأحزاب التي تدعو للحداثة ومشاركة المرأة تعمل على تحديد دور النساء الذي يؤدي إلى اقصاءهن ليقتصر دورها على دعم زوجها المناضل في السجن وتربية الأولاد في غياب الزوج أو اعتقاله. أو تحديد دورها تبعًا لعلاقتها وتبعيتها لأحد قادة الحزب وليس تبعًا لإمكاناتها أي أن المرأة وفق العقل الذكوري المهيمن يفرض عليها نوع من الوصاية أو شروط مسبقة.
اختلفت التحديات اليوم بعد أن انكسر طوق الخوف وبدأ/ت السوريون/ات يتجمعون في أطر وكيانات مدنية وسياسية وأصبح هناك هامش للتعبير عن الرأي، ساعد على ذلك انتشار السوريات والسوريين في كل مكان بالعالم واكتساب المعرفة والثقافة والخبرة والانخراط بالعمل الإعلامي والمنظمات المدنية والإغاثية التي نشأت تلبية لحاجات موضوعية.
أما عن التحديات التي تواجه المرأة السورية في العمل السياسي تضيف سحر: هناك العديد من التحديات كسيطرة العقلية الذكورية التي تعمل على إقصاء النساء عن العمل السياسي وخاصة عن مواقع صنع القرار، كما أن العوامل المستقاة من التقاليد الاجتماعية التي تعلي من شأن الرجل وتقلل من دور المرأة ما تزال حاضرة، وفي العمل، يعتبر الحيز العام شأن يخص الرجال وفيما يتم حصر دور المرأة في خدمة الرجل والعائلة، إضافة إلى الاستبداد الديني القائم على الهيمنة الذكورية والرقابة والوصاية على المرأة وشل حركتها. بدورها مازالت آليات العمل السياسي في الهيئات المعارضة تعمل عمداً أو جهلاً على تهميش وإقصاء النساء من المشاركة الفاعلة، لكن هناك متغير هام وأساسي وهو وعي النساء لذواتهن وقدراتهن واستقلال وعيهن، يعود ذلك لأسباب عدة: أولها الظروف التي فرضت على المرأة كالاهتمام بالشأن العام، والإعالة الأسرية اللواتي استطعن عبرها مواجهة التقاليد القائلة إن الرجل هو مصدر الدخل الوحيد. ثانياً تعرض آلاف النساء للاعتقال والتعذيب، فهؤلاء اللواتي خضن تجربة صعبة في مواجهة النظام أو سلطات الأمر الواقع، وجدن أنفسهن في مواجهة المجتمع وتقاليده للدفاع عن وجودهن، وليشكلن احتياطياً هاما لدور جديد تلعبه المرأة في الحقل السياسي.
ثالثاً: اللجوء والنزوح وضعا النساء في حالة من المواجهة مع المجتمعات المستقبلة، والكثيرات منهن فرضن أنفسهن وأثبتن أنهن يحملن قضية دفعتهن للجوء كمناضلات ضد الاستبداد وهرباً من الموت والاعتقال، هؤلاء يشكلن رصيداً كبيراً للعمل السياسي، خاصة النساء اللواتي لجئن إلى الغرب، وبدرجة أقل تركيا لوجود هامش من الحرية وإمكانية الارتقاء بالوضع التعليمي والاقتصادي والاستفادة من تجارب الشعوب الأخرى، كما أن انخراط النساء في المنظمات المدنية وخاصة المنظمات النسائية والإعلامية وما اكتسبنه عبر التدريب والتمكين، كل ذلك يساهم في وضعهن على طريق الوعي بحقوقهن واستقلالهن ورفضهن للعنف وكل أشكال التمييز ضد المرأة سواء القانوني أو السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي.
“أهم الآثار الإيجابية للأجسام النسوية هي الإضاءة على التمييز الذي يمارسه المجتمع والسلطة بحق النساء والعمل على ردم الهوة وضمان حقوق النساء بالقانون.”
عن سبب\أسباب انضمام سحر إلى الحركة السياسية النسوية السورية، تقول: أنا امرأة لي تجربة سياسة في صفوف المعارضة واعتقلت بسبب ذلك، وهذه تجربة لها خصوصيتها وأثرها على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والشخصي. حين خرجنا من السجن في العقد الماضي لم نتلقَ دعم أو حماية، كان الأمر مرهوناً بالدعم العائلي والعلاقات الشخصية، خسرت عملي في القطاع الحكومي. نتحرك في أجواء مشحونة بالخوف وعدم الثقة والكفر بالسياسة، محاولة ترميم الذات على المستوى الشخصي هي الهم المسيطر على من خرج من السجن، نسبة لا بأس بها من المعتقلين حالفهم الحظ بسبب دعم العلاقات الشخصية أو العائلية والكثيرين تعثروا في حياتهم بعد السجن وأنا احداهن، وبدأت ألمس البعد الجندري والتمييز على أساس الجنس، في صور ابتزاز وضغوط، حساسيتي من العقلية الذكورية السائدة سواءً في العمل، حيث أنتقل من عمل لآخر وأخسر عملي لأسباب أجد نفسي في حالة من مواجهة أي ابتزاز أو أسلوب تعامل لا أقبله، وبعضها يكون سببه خوف صاحب العمل من امرأة معتقلة سياسية وتتكلم في السياسة، في الأوساط السياسية سادت شلليه بعيدة عن الهم السياسي، كنت ألحظ محاولات تنميط النساء المتحررات وفق أهواء ذكورية، ليس وفق خيارات واعية.
إلى أن جاء ربيع دمشق واتجهت للمشاركة في المنتديات بصفتي صاحبة رأي وبدأت كتابة المقالات لأعبر عن آرائي مستغلة هامش الحرية المتوفر حينها، وحتى وقتها لمست التهميش حيث كان إعطاء دور لأي امرأة مشروط بعلاقاتها الشخصية لا بكفاءتها، وأن النساء مشكوك بقدراتهن، استقلال المرأة كان لعنة بل تهمة، لمست أن النساء يشك بقدراتهن وتتهم المرأة، ولا مخرج لها إلا رضا، أو تزكية رجل، رأس من الرؤوس والمبدأ الساري هو علاقات شخصية، لا دور للرأي خاصة إن كانت امرأة. ولم تخرج المؤسسات التي تشكلت عن إطار العلاقات الشخصية، لم أقبل أن أسير على هذا النهج كانت قناعتي راسخة بالعمل المؤسساتي أولاً وسلطة الرأي واستقلال مواقفي، وقد لمست من عليهم أن يكونوا داعمين، كانوا معيقين، لأني لم أسعى لإرضاء أحد وكانت تقيماتهم مبنية على معرفة قديمة وتصورات خاصة وليس من خلال الفعل، كنت أجد قيمتي بعيدًا عنهم، من ناس لا تعرفني ولا أعرفهم بشكل شخصي. بعد 2013 والتغيرات التي طرأت على الساحة السورية ووجودي في الداخل والضغوط التي نواجهها من النظام من جهة، والتحولات التي جرت على مسار الحراك الثوري والعنف الذي طبع المشهد، ابتعدت عن النشاط السياسي واتجهت إلى الكتابة في قضايا المرأة والقوانين التمييزية والمعيقات الاجتماعية والسياسية وتناولتها بالبحث والنقد، كتبت عشرات المقالات في شبكة المرأة وسيدة سوريا وتوجت ذلك بإصدار كتاب تحت عنوان “المرأة في ظل النزاع” صدر عام 2016، ما سبق أقصد منه أن أهم الآثار الإيجابية للأجسام النسوية هي الإضاءة على التمييز الذي يمارسه المجتمع والسلطة بحق النساء والعمل على ردم الهوة وضمان حقوق النساء بالقانون.
من متابعتي لأخبار الحركة ونشاطها وجدت ما يميز عملها، وشجعتني الخبرة التراكمية بالعمل النسوي التي لمستها عند العديد من العضوات. دخلت الحركة بعد الاطلاع على أهدافها وبرنامجها نحو إلغاء كل أشكال التمييز ضد المرأة ودعم النساء وتمكينهن سواءً في إطار منظمات مدنية أو سياسية يلعبن بها أدوراً قيادية في وضع السياسات وتنفيذها، تضيف سحر: أرى أنه يجب أن تعمل الحركة السياسية النسوية السورية أكثر وأكثر على تعزيز هويتها النسوية والسياسية، وأن تأخذ المبادرة للعب دور سياسي، ومستقبلاً أن تكون مصدراً للكفاءات السياسية النسوية.
تختتم سحر حديثها بالتأكيد على أن الثورة التي عبر عنها الشارع بداية انطلاقتها وعلى الرغم من عفوية الشعارات التي لخصت مطالب الشارع، هي ثورة لاستعادة الحقوق المسلوبة، والمطالبة بالحرية التي مات دونها عشرات آلاف السوريات والسوريين، فالشعب أعلن عن مطالبه بطرق سلمية، لكن عندما تم إسكاته بالقوة دخلنا في دوامة العنف والمصالح الخاصة والفئوية والغلاة المتشددين، وتحول البعض إلى أدوات وأجندات معادية لحقوق الشعب ومصالحه، وتم تغييب دور المجتمع بشكل قسري، لكن وبالرغم من ذلك ستبقى مطالب الشعب السوري محقة، لا تسقط بالتقادم ولن تتحقق إلا عبر تشكيلات وطنية منسجمة مع قيم العدالة والديمقراطية، تشكل النساء أحد أعمدتها الأساسية.