شيم غليون، لن نتنازل عن حقوقنا حتى التغيير
- updated: 22 أبريل 2020
- |
منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، سارعت شيم غليون للقيام بالعمل التطوعي مع فريق من الشابات السوريات والشباب السوريين المقيمات والمقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت لا تزال طالبة جامعية. وفي عام 2013 قررت هي ومجموعة من الناشطات والناشطين، جمع التبرعات والذهاب إلى سوريا، مع إحدى الجمعيات الخيرية، لتوزيع المساعدات المالية على النازحات/ين في مخيمات إدلب وحلب، والمناطق المستهدفة من قبل النظام، وتقول شيم إنه كان من الضروري لقاء الناشطات والناشطين في تلك المناطق للتعرف عليهن/م أكثر بهدف تسهيل العمل معاً.
بدأ نشاطها السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد عودتها من سوريا عام 2013، بالانضمام إلى مجلس السوريين الأمريكان، الموجود في مدينة هيوستن حيث كانت تقيم آنذك، استمر نشاطها مع المجلس سنتين حيث بدأت بالقسم الإعلامي، لتترأس المجلس بعد ذلك. كانت تشعر بالاستياء والحزن لأن الشعب الأمريكي لايدري حقيقة ما يجري على أرض الواقع في بلدها سوريا.
في بدايتها مع القسم الإعلامي، كانت شيم تعد محتوى إذاعي تخاطب من خلاله الناس، تطلعهم على المستجدات السياسية، تدعوهم لفعاليات وأنشطة متعلقة بالثورة السورية، مثل عروض أفلام وحفلات غنائية، كما كانوا عبر المجلس، ينظمون أنشطة لتداول ونقاش أي قرارات تصدر بخصوص سوريا.
كانت شيم مهتمة بأن تكون مطلعة على ما يحدث في الأروقة السياسية لأمريكية ويتعلق بسوريا، وساهمت في إيصال رسائل الناشطات/ين السوريات/ين ومطالبهم لجهات أمريكية مؤثرة في الشأن السوري مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
“لكل نساء سوريا ولأمهات الشهداء والمعتقلين، حقوقكن لن تضيع، سنعمل سويةً لاسترداد حقوقنا. علينا البقاء قويات، واعيات لحقوقنا، رافضات التنازل عنها تحت أي ظرف، هكذا فقط نستطيع إحداث تغيير في مجتمعاتنا“
تقول شيم إنه ومع انطلاق الثورة، ورغم أنها ولدت وعاشت حياتها في الولايات المتحدة، ولم تكن تذهب إلى سوريا إلا لزيارة أقربائها في مدينة حمص، إلا أنها شعرت بأنها جزء من القضية وأرادت أنتقدم شيئاً لبلدها تعبيراً عن انتمائها له، وإحساساً منها بمعاناة شعبها في الداخل، تقول إنها انتقلت للعيش في مدينة نيويورك لوجود كثير من الناشطات والناشطين والأشخاص المهتمين بالعمل لصالح القضية السورية، وهي حريصة على مواصلة عملها تجاه قضية شعبها، رغم أن قرارها بترك منزل والديها والانتقال للعيش بمفردها في ولاية أخرى، كان صعباً بالنسبة لهما.
ترى شيم أنه من الضروري، بعد كل أشكال المعاناة التي تعرض لها الشعب السوري بكافة أطيافه خلال تسع سنوات، أن يبقى متكاتفاً ومتحداً ومتسامحاً للاستمرار في النضال في سبيل قضيته. وتقول إنها ستستمر في العمل في الشأن العام إيماناً منها بأن الشعب السوري مظلوم ويستحق العيش بأمان وحرية، ويجب على الجميع المطالبة بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين في سجون النظام، كما يجب أن يشعر كافة اللاجئين أينما كانوا، بأنهم قادرين على العودة إلى ديارهم يوماً ما، وهذا حق إنساني لا ينبغي التساهل فيه.
انضمت شيم إلى الحركة السياسية النسوية السورية، طامحة بدعم وتعزيز مشاركة المرأة في العمل السياسي، وتمكنها من المشاركة في صنع القرار، لأنها مؤمنة بأن النساء السوريات قادرات على إحداث تغيير في كافة المجالات بما فيها المجال السياسي.
تتذكر شيم أن من أصعب اللحظات التي عاشتها عندما علمت أن النظام اعتقل ابن عمتها، وكانت آخر معلومة وصلتها عنه أنه موجود في سجن صيدنايا. وتختتم شيم بوصف إحدى اللحظات السعيدة التي عاشتها خلال الثمان سنوات الماضية، عندما ذهبت لى سوريا عام 2013 والتقت بالناشطين رائد الفارس، وخالد العيسى، وأسامة سلوم، وعندما شاركت في المؤتمر العام الأول للحركة السياسية النسوية السورية في مدينة فرانكفورت الألمانية عام 2019.
تقول شيم: “لكل نساء سوريا ولأمهات الشهداء والمعتقلين، حقوقكن لن تضيع، سنعمل سوية لاسترداد حقوقنا. علينا البقاء قويات، واعيات لحقوقنا، رافضات التنازل عنها تحت أي ظرف، هكذا فقط نستطيع إحداث تغيير في مجتمعاتنا“.