معن الصفدي، عملي في الشأن العام شغف
- updated: 17 يوليو 2020
- |
سارع معن الصفدي للمشاركة في المظاهرات المؤيدة للثورات في مصر وتونس وليبيا التي انطلقت من أمام سفارات تلك الدول في سوريا، والتي قوبلت بقمع شديد من قبل النظام، ومن ثم في التظاهرات التي بدأت تخرج للمطالبة بالحرية وإسقاط النظام مع بداية الثورة عام 2011، إلى جانب مشاركته في العمل الإغاثي وتقديم المساعدات للنازحين إلى جرمانا من مناطق أخرى.
اضطر معن إلى مغادرة سوريا عام 2014، وذلك بعد تعرض زوجته إلى الاعتقال عام 2013، أثناء استصدارها تصريحاً من إدارة الهجرة والجوازات، حيث كانت ستغادر لحضور مؤتمر في جنيف، لتتفاجأ بوجود مذكرة بحث باسم كل منهما، أما معن فقد بقي في جرمانا فترة زمنية، لكنه كان يتنقل بحذر شديد تجنباً للوقوع بيد أحد حواجز النظام باعتبار أنه كان مطلوباً من كافة الأفرع الأمنية. وفي الفترة التي كان من المفترض أن يسلم نفسه لأحد الأفرع بعد أن تم استدعاؤه، أُطلق سراح زوجته ضمن عملية مبادلة أسرى بين الجيش الحر والنظام، وحينها وبعد تجربة زوجته المريرة مع الاعتقال، أخبرت معن بضرورة خروجه الفوري من سوريا، وبالفعل توجه إلى لبنان بالتهريب، وثم التحقت به زوجته وأولاده بعد فترة زمنية، وبعد أن بقيت العائلة حوالي السنة في لبنان، توجهت إلى ألمانيا بعد أن تمت الموافقة على طلب اللجوء السياسي.
انتسب معن إلى صفوف حزب العمل الشيوعي في الثمانينات، عندما أنهى المرحلة الثانوية، وبدأ يشارك في مؤتمرات طلابية بجامعة دمشق، وباعتباره من صفوف الحركة اليسارية المعارضة كان يتعرض للمضايقات والملاحقات من قبل عناصر الأمن بشكل متواصل. بعد إنهائه الخدمة العسكرية فضل معن الانطلاق للحياة المهنية، ولم يكمل دراسته حيث عمل في مجال التجارة، التحق مجدداً بصفوف حزب العمل الشيوعي بعد أن أعيد تأسيسه عام 2005.
يقول معن إن القمع الذي مارسه حافظ الأسد والنظام في فترة الثمانينات والتسعينات على الشعب السوري أدى إلى ما وصفه بالتصحر في العمل السياسي في سوريا، أما بعد الثورة فكان التحدي الأكبر الذي واجه العمل السياسي هو تدويل القضية السورية وعدم ترك القرار للسوريين أنفسهم لإنتاج جبهة معارضة عريضة تحت عنوان وطني ديمقراطي. وفيما يتعلق بالتحديات التي واجهت النساء تحديداً في العمل السياسي، يعتبر معن أن الذكورية القوية في كافة دول العالم عبر العصور جعلت المرأة في المرتبة الثانية دائماً بعد الرجل سواء في المناصب الدينية أو السياسية، وبالتالي فإن العمل السياسي للمرأة كان ثانوياً، وفي الحالة السورية كان وجودها في الأحزاب والبرلمانات شكلياً، ولم تحاول تلك الأحزاب والأجسام السياسية أن تبني قدرات المرأة سياسياً وتعطيها المكانة التي تستحقها، حيث يلاحظ الحضور القليل للمرأة الآن في الأجسام السياسية المتواجدة على الساحة، وإن حضرت فإنها دائماً في حالة صراع ونضال لتكون قادرة على إثبات حضورها، رغم أنها لا تختلف بشئ عن الرجل من ناحية مستوى التعليم الأكاديمي والثقافة والقدرات القيادية في كافة المجالات ومن هنا يجب على الجميع المساهمة في دعم المرأة وتدريبها وتثقيفها سياسياً لكي تتمكن من ممارسة العمل السياسي الذي يعد حق من حقوقها مثلها مثل الرجل.
“الميزة الإيجابية التي تتفرد بها الحركة، هي أنها متخلصة من المحرمات والتابوهات وتفكر بالمرأة نفسها فقط وكنصف للمجتمع بعيداً عن القيود والمعتقدات الدينية والاجتماعية وغيرها.”
يقول معن إنه انضم إلى الحركة السياسية النسوية السورية لأنه مؤمن أن تشاركيته مع المرأة لها تأثير إيجابي من كافة النواحي، من خلال اكتسابه تجارب من كيفية نضال المرأة، وأن الأفكار التي تقدمها تشبع موسوعته الفكرية والسياسية وتغني تجربته الشخصية السياسية، وليتمكن النساء والرجال معاً من بناء حالة سياسية سورية صحيحة، ويضيف معن إن الميزة الإيجابية التي تتفرد بها الحركة، هي أنها متخلصة من المحرمات والتابوهات وتفكر بالمرأة نفسها فقط وكنصف للمجتمع بعيداً عن القيود والمعتقدات الدينية والاجتماعية وغيرها، ويضيف معن قائلاً: “أتمنى أن يثمر نضال الحركة السياسية النسوية السورية، وتتمكن من بناء سوريا المستقبل مع كافة السوريات والسوريين، وتكون الصوت المؤثر في الحالة السياسية السورية. الحركة السياسية النسوية السورية حركة جديدة حتى على المستوى العربي وربما العالمي، إنها حركة رائدة، وربما يمكننا القول إنها ستؤسس لتغيير مستقبلي رائع في المنطقة والعالم.”
يعتبر معن أن تزايد أعداد طلبات الانضمام للحركة هو مؤشر جيد جداً وإيجابي، وسيكون له انعكاسات في المستقبل من خلال وصول المرأة إلى مراكز صنع القرار.
“ناضلن لأن النضال السياسي مطلوب وتثبيت الحقوق مطلوب سواء في الدساتير أو حتى في المجتمعات لأنكن نصف المجتمع، ويجب إلغاء كافة أشكال التمييز بين مكونات المجتمع الواحد.”
كيفية إعادة الهوية السورية وبناء الإنسان السوري بعد كل تلك الانقسامات التي حصلت خلال السنوات الماضية وكيفية انتقاء تيارات غير متعصبة ترى سوريا بعيون الجميع وليس من منظورها الخاص فقط ، كل تلك هي تحديات يجب العمل عليها للاستمرار ولتحقيق أهداف ومبادئ الثورة من وجهة نظر معن.
يعتبر معن إن عمله في الشأن العام هو شغف وليس وظيفة أو واجب مفروض عليه، لأنه يسعى للمساهمة في بناء مجتمع سليم للأجيال القادمة، فهو يحلم بسوريا موحدة وديمقراطية، يتساوى مواطنوها في الحقوق والواجبات، لايوجد فيها قمع، يفصل فيها الدين عن الدولة، تكون سوريا للجميع كما كانت عبر التاريخ.
يقول معن لنساء سوريا : “أتمنى أن تحصل النساء في سوريا على حقوقهن كاملة، وأن يعملن يداً بيد لبناء سوريا المستقبل. لا تتنازلن عن أي حق من حقوقكن تحت أي ظرف كان ورغم كل التحديات والقيود التي يفرضها عليكن المجتمع. ناضلن لأن النضال السياسي مطلوب وتثبيت الحقوق مطلوب سواء في الدساتير أو حتى في المجتمعات لأنكن نصف المجتمع، ويجب إلغاء كافة أشكال التمييز بين مكونات المجتمع الواحد”.