المؤتمر العام الخامس للحركة السياسية النسوية السورية المنعقد تحت شعار “ثُرْنا معاً… وسنبني معًا”

اختتمت الحركة السياسية النسوية السورية اليوم مؤتمرها العام الخامس، المنعقد افتراضيًا في سوريا، وبالحضور الفيزيائي في كل من مدينتي برلين وإسطنبول، تحت شعار “ثُرْنا معًا… وسنبني معًا”، امتد المؤتمر ما بين 24 وحتى 26 حزيران 2023، وبحضور  76 عضوة وعضو من الحركة، يتوزعنَّ/ون في 20 بلداً حول العالم.

عن شعار المؤتمر قالت عضوة الحركة السياسية النسوية السورية نجاة مرشد: “شعار مؤتمرنا ثُرْنا معًا… وسنبني معًا، نحن ثرنا معًا من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة، وسنبقى ثائرات لنبني مجتمع سليم ولتحقيق مطالبنا بالعدالة والسلام”.

بدأ اليوم الأول من المؤتمر العام الخامس بالوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا زلزال 6 شباط، وعلى روح الراحلتين المناضلتين الدكتورة بسمة قضماني وسحر حويجة. ألقت بعد ذلك كل من عضوات الحركة: هيام حاج علي من سوريا، رويدا مطر من إسطنبول-تركيا، ويافا الحموي من برلين-ألمانيا، الكلمات الافتتاحية للمؤتمر (رابط الكلمات الافتتاحية هنا)، كما ألقت سناء حويجة كلمة رثاء لروح المناضلة السياسية سحر حويجة، وألقت رويدة كنعان كلمة رثاء لروح الدكتورة بسمة قضماني، تمت الإشادة في هاتين الكلمتين إلى المسيرة النضالية لكل من سحر وبسمة في سبيل تحقيق الديمقراطية والعدالة للوصول لسوريا حرة خالية من كل أشكال الاستبداد.

تم بعد ذلك عرض التقرير السياسي ونقاشه والتصويت عليه وإقراره من قبل الهيئة العامة. تناول التقرير السياسي عدة مواضيع أهمها الوضع الميداني في مناطق سيطرة قوى الأمر الواقع، الوضع الاقتصادي والمعيشي في سوريا وتأثيره على النساء، زلزال 6 شباط وتداعياته، التقاربات مع النظام السوري، ملف اللجوء، والعملية السياسية السورية، وتضمن التقرير موقف الحركة من كل قضية من هذه القضايا.

كما تم عرض أوراق الموقف التي أصدرتها الحركة السياسية النسوية السورية عن المواضيع التالية: العقوبات، الانتخابات، اللامركزية، التقاطعية، ومشاركة الحركة ككتلة في العملية السياسية، وتم التصويت على هذه الأوراق خلال الجلسة.

كرمت بعد ذلك الأمانة العامة السابقة كل من عضوات الهيئة العامة أليس مفرج، جمانة سيف، ديما موسى، ووجدان ناصيف، تقديراً لمساهمتهن وجهودهنَّ في تطوير عمل الحركة طيلة الخمس سنوات السابقة.

في اليوم الثاني من المؤتمر تم عرض تقرير الحركة في عام (2022-2023) الذي تضمن أعمال اللجان والإنجازات والتحديات التي تواجهها لجان الحركة في أعمالها، وتتضمن التقرير أيضاً برامج الحركة ومشاريعها، وتم عرض تقرير لجنة الرقابة والتقرير المالي لهذا العام، وفي النهاية تم عرض الخطة الاستراتيجية لعام 2024.

في الجلسة الأخيرة من اليوم الثاني؛ وضمن تجربة ديمقراطية مصغرة، تعكس قيم وآليات الحركة الديمقراطية، جرت عملية الترشح للأمانة العامة وللجنة الرقابة، تلاها مناظرة انتخابية للعضوات المرشحات للأمانة العامة الجديدة وللجنة الرقابة، وبعدها أجريت الانتخابات وفرز الأصوات، لتعلن نتائج الانتخابات للأمانة العامة الجديدة متمثلة بـ رويدة كنعان، رويدا مطر، فرح يوسف، كبرياء الساعور وميسا المحمود. أما لجنة الرقابة الجديدة تمثلت بكل آلاء محمد، راوية الشمر وسميحة نادر. وتمت مراسم الاستلام والتسليم بين الأمانتين، وتكريم عضوات الأمانة العامة السابقة خزامى درويش وسها القصير. 

قالت عضوة الأمانة العامة السابقة سها القصير: “انتخابات الأمانة العامة الجديدة تؤكد على وجود العنصر الشبابي. عمل الأمانة العامة مسؤولية ويحتاج لوقت كبير. من المهم أن لا تؤدي الاختلافات لتكريس أي خلاف، وإنما تكون وسيلة لإيجاد طرق مناسبة لبناء أفكار جديدة وجيدة لتطوير عمل الحركة”.

وعن سبب ترشحها للأمانة العامة قالت رويدا مطر: “ترشحت للأمانة العامة بسبب رغبتي في المشاركة السياسية والمساهمة في صناعة القرار، ولأن لدي رغبة في القيام بأدوار أكبر داخل الحركة والمساهمة في تقوية حضورها محلياً ودولياً”.

في اليوم الثالث وفي بداية الجلسة الختامية ألقت عضوة الحركة السياسية النسوية السورية خولة برغوث البيان الختامي للمؤتمر العام الخامس، وذلك بحضور المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون وعدداً كبيراً من الشريكات والشركاء المحليين والدوليين وصانعات وصناع القرار الدوليين افتراضياً وفي كل من برلين وإسطنبول. 

شاركت عضوة الأمانة العامة ميسا المحمود من سوريا كلمتها خلال الجلسة قائلة: “منذ بداية النزاع في سوريا؛ كانت المرأة السورية تدفع باتجاه الوصول إلى حل سياسي تضميني بملكية وقيادة سورية للنزاع السوري الذي دخل عامه الثاني عشر. وإزاء الأزمة التي طال أمدها، استمرت الحركة السياسية النسوية السورية بالنضال لمشاركة حقيقية للمرأة في العملية السياسية وتحقيق الكوتا النسائية بنسبة 30٪ على الأقل وصولاً للمناصفة في أي هيئة أو جسم أو لجنة أو وفد للمعارضة، وكافة الأطراف السورية بشكل عام، الموكل إليها العمل على أي جزء في العملية السياسية والمرحلة الانتقالية، وأن تبقى المقاعد شاغرة إن لم يتم ملؤها بالنساء. مشاركة النساء في العملية السياسية اليوم محدودة جداً على الأقل في المعارضة الرسمية السورية. في الداخل السوري مثلاً، للأسف نحن النساء في شمال وشمال غرب سوريا مشاركتنا غير مرحب بها وتكاد تكون معدومة. التاء العائدة على المؤنث مهمشة لغوياً واجتماعياً وسياسياً في مجتمعنا… أنا لا أسعى لتحقيق نسبة تمثيل سياسية للنساء 30% بل مطلبي هو الـ 50%. “

كما ألقت/ألقى الضيفات والضيوف وعدداً من عضوات وأعضاء الحركة السياسية النسوية السورية كلماتهن/م ومداخلاتهن/م حول تطور عمل الحركة خلال الخمس سنوات الماضية وعن تواجد الشابات السياسيات فيها ومشاركة النساء السوريات السياسية وحول عدد من القضايا السياسية.

 

اقتباسات من ضيوف الجلسة:

 المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون: “نحن ملزمون جميعًا بضمان أن العملية السياسية والتسوية الشاملة التي تسعى إلى تحقيقها بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254 يمكن أن تخلق واقعًا تتبوأ فيه المرأة السورية المكانة التي تستحقها في المجتمع.”

 

فرح موساني مستشارة السياسة الخارجية الكندية(ضيفة في مؤتمر برلين): “لقد كان شرفًا لي أن أكون جزءًا من هذا الاجتماع الخامس لـلحركة السياسية النسوية السورية، هي حركة تجسد قيم الديمقراطية والتنوع والتعددية واحترام حقوق الإنسان. إن صمود وثبات عضواتكن وجميع النساء السوريات في مواجهة ظروف صعبة للغاية أمر لافت للنظر”.

 

سلمى كحالة مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الرابطة النسائية الدولية للسلام والحرية: “كانت الحركة السياسية النسوية السورية مصدر إلهام وتعلم لنا جميعًا. حتى الحركات التي يزيد عمرها عن مائة عام تتعلم بعض الطرق الإبداعية والمبتكرة لتعزيز القيادة النسائية والعدالة بين الجنسين. نتطلع إلى مواصلة دعم الحركة وهي تنمو وتزدهر، ومواصلة التعلم من العمل الرائع الذي يقمن/ون به”.

 

رند صباغ المديرية التنفيذية في شبكة الصحفيات السوريات (ضيفة في مؤتمر برلين): “بدايةً؛ أهنئ الحركة السياسية النسوية السورية في عامها الخامس، وبرأيي من المهم جداً وجود الحركة في ظل كل محاولات نزع الصبغة السياسية عن كل الكيانات والسياقات النسائية والنسوية. حتى العنف القائم على النوع الاجتماعي يتم التطرق له كقضية منفصلة عن كونها أيضاً سياسية. حضورنا السياسي مهم، ونحن في شبكة الصحفيات السوريات؛ أجرينا دراسة حول كيف تظهر النساء السياسيات في الإعلام ونتمنى أن تساهم في إظهار الجهد السياسي الذي تقوم به النسويات السوريات”.

 

علا رمضان المديرة التنفيذية لمؤسسة بدائل (ضيفة في مؤتمر برلين): “بعد خمس سنوات على تأسيسها، نحن في بدائل فخورات وفخورين بالحركة السياسية النسوية السورية، وبالتنوع والاشتباك الذي تخوضه مع قضايا جوهرية مرتبطة بالسياق السوري. و يعنينا أن نكون حلفاء وداعمين للحركة على طول الطريق وشركاء في النضال”.

 

هدى أبو نبوت، صحفية سورية مهتمة بالشأن السياسي والنسوي (ضيفة في مؤتمر إسطنبول): “أحببت أن أحضر مؤتمر الحركة السياسية النسوية السورية، للتعرف على التحديات التي تواجه النساء السوريات العاملات في الشأن السياسي، ولاسيما النساء المتواجدات داخل سوريا، حيث تزداد تحدياتهن بسبب سلطات الأمر الواقع المعيقة لأخذ دورهن السياسي على الوجه الأمثل والمطلوب بما يحقق العدالة والمساواة لهن”.

 

بسام القوتلي رئيس أحرار – الحزب الليبرالي السوري (ضيف حضر الجلسة افتراضياً) : “كحزب سياسي سوري يعنى بقضايا الحريات بشكل رئيسي، يعي أحرار – الحزب الليبرالي السوري أن الحرية لا يمكن أن تتجزأ. حتى نتمكن من الحصول على الحرية الكاملة فعلينا حمل كل قضايا المجتمع السوري ومنها القضايا النسوية. حرية المرأة جزء رئيسي من حريتنا الجمعية. نحن في أحرار سعيدون بالتقدم الذي نراقبه في عمل الحركة السياسية النسوية السورية، ونشكر الحركة على دعوتنا لحضور مؤتمرهم الخامس”.