لقاء الحركة السياسية النسوية السورية مع مظلة التنسيق للنساء الأفغانيات

 

أقامت الحركة السياسية النسوية السورية بالتعاون مع مظلة التنسيق للنساء الأفغانيات ندوة عبر الإنترنت بعنوان: “بناء الجسور: قصص النساء السوريات والأفغانيات عن الصمود والعمل الجماعي”، وذلك يوم الخميس 3 تشرين الأول 2024، كانت المتحدثات من طرف مظلة التنسيق للنساء الأفغانيات كلاً من: جميلة أفغاني، حسنا جلال ونجينا ياري، أما المتحدثات من الحركة السياسية النسوية السورية: خولة دنيا، سلمى الدمشقي وهيام حاج علي، يسرت الجلسة عضوة الحركة السياسية النسوية السورية مزنة دريد.

تعتبر هذه الفعالية فرصة فريدة لجمع نساء من المنطقة ممن لديهن تجارب مشتركة في مقاومة الأنظمة العسكرية السلطوية، لتسليط الضوء على نضال القيادات النسائية المستمر من أجل حقوقهن كعوامل سياسية ومصادر للقوة والعدالة، كما أنها تمثل فرصة لتعزيز الحوار وتوفير منصة لتبادل الدروس المستفادة، وتمهيد الطريق لحركات أقوى وأكثر تماسكًا تدافع عن السلام والعدالة. 

ركزت الفعالية على الإصغاء لأصوات النساء السوريات والأفغانيات في ظل تحدياتّهن من خلال مشاركة قصصهن وتجاربهن المختلفة التي تسلط الضوء على شجاعتهن وإصرارهن في مواجهة الصراع والاضطهاد، وتمت مناقشة الاستراتيجيات الناجحة التي استخدمتها النساء السوريات والأفغانيات للدفاع عن حقوقهن، وخاصة في التأثير على صانعي السياسات والهيئات الدولية.

أكدت المشاركات في الجلسة على ضرورة مناقشة الطرق التي يمكن بها تعزيز استراتيجيات العمل الجماعي بين المجموعات المتنوعة لضمان توحيد الجهود وتجاوز الاختلافات، لتكون لدينا أجسام قادرة على قيادة العمل الجماعي من أجل السلام والعدالة.

خلال الجلسة قالت عضوة الحركة السياسية النسوية السورية هيام عن التحديات التي تواجه النساء السوريات: “اليوم، بات من الصعب جدًا الاستمرار في العمل المدني أو السياسي. النساء اللواتي يرغبن في المشاركة يدركن أن حياتهن على المحك، وأن التخلص منهن قد يكون سهلاً في ظل الفوضى الحالية. هذه التهديدات المستمرة جعلت الكثيرات يعتزلن العمل السياسي، وحتى العمل النسوي بات ينظر إليه وكأنه جريمة يعاقب عليها. مجرد المطالبة بالحقوق أو السعي نحو التغيير قد يعرّضنا للتكفير والذم وحتى التهديد بالقتل.” وأردفت هيام قائلة: “ومع ذلك، وعلى الرغم من كل ما ذكر لابد من الإضاءة على التجربة النوعية في سوريا بطريقة الجمع ما بين العمل السياسي والنسوي، والتي اعتبرها ع الأقل أنا شخصيًا تجربة ناجحة يمكن الامتثال بها وهي وجود الحركة السياسية النسوية السورية، التجربة التي استمرت لسنوات وما زالت مستمرة. ما يزال الأمل في التغيير حياً، نحن مستمرات في نضالنا، وسنظل نسعى من أجل المستقبل الذي نحلم فيه”.

وعن تجربتها في العمل في فريق المشاورات الوطنية، الذي يعمل مع مجموعات متنوعة من النساء السوريات المتواجدات في سوريا ودول الجوار، تحدثت عضوة الحركة السياسية النسوية السورية سلمى الدمشقي عن أهمية هذه الجلسات التشاورية فهي توحد النساء في رؤية مشتركة لمواضيع هامة وحساسة وترسم مستقبلهن الذي نحلم به ونعمل على أن يكون أفضل، ووجهت رسالة للنساء الأفغانيات قالت فيها: “حاولن خلق مساحات آمنة للنساء يمكنهن بها البوح بما يعانين وبما يحلمن به، حاولن بناء جدار ثقة مع المضطهدات، واستفدن من النساء الأفغانيات اللواتي يقطن خارج أفغانستان، وقمن بالتشبيك معهن لينقلن قصصكن إلى كل العالم حتى لا يمحيها النسيان”.

وقالت عضوة الحركة السياسية النسوية السورية خولة دنيا في نهاية الجلسة: “تستمر الحركة السياسية النسوية السورية في عملها، ونأمل أن تؤسس لتغير مفصلي على صعيد سوريا ونساء سوريا ودورهن، سواءً في تحقيق الحل السياسي الذي يؤسس لسوريا موحدة ديمقراطية، أو المشاركة في المستقبل السياسي الذي تكون فيه المرأة جزءاً فاعلاً على نفس القدر من المساواة في الحقوق والواجبات، فهذا ما يحتاجه بلدنا ليعاد إعماره بجهود جميع أبنائه وبناته، وبحقوق متساوية للجميع”.