ديما السيد، من حمص، مواليد دمشق، خريجة معهد تربية موسيقية، غادرت سوريا عام 2012، لتستقر في تركيا، تعمل حالياً كصحفية ومراسلة، مهتمة بقضايا المرأة، عضوة في الحركة السياسية النسوية السورية.
سارعت ديما للانخراط في الثورة من خلال المشاركة في المظاهرات والعمل الإغاثي إلى جانب المحاضرات السياسية. تقول ديما إنها تنحدر من عائلة مستقلة سياسياً وغير تابعة لأي حزب، إلا أنها قضت معظم فترة طفولتها بعيداً عن أبيها الذي تقول إنه كان من “المغضوب عليهم” من قبل النظام لذا كان مسافراً طوال الوقت، ولم يعد إلى سوريا إلا بعد وفاة حافظ الأسد. تؤكد ديما أن هذا الحرمان الذي عاشته كان من أول دوافع مشاركتها في الثورة ضد نظام مستبد وظالم.
عن الأسباب التي اضطرت ديما إلى مغادرة سوريا تقول إنه بعد مرور شهر على مجزرة الحولة في حمص عام 2012، ذهبت هي ووالدها مع اثنتين من صديقاتها إلى هناك لتقديم مساعدات للأهالي، حيث كانت تعمل في المجال الإغاثي في تلك الفترة، هي ومجموعة من صديقاتها/أصدقائها لمساعدة النازحات/ين من حمص، وبعد عودتهم إلى دمشق، بدأوا يتلقون تهديدات من النظام، الذي بدأ باعتقال عدد من أصدقاء ديما المقربين ما دفعها إلى اتخاذ القرار بالفرار إلى تركيا. عملت ديما مع أكثر من وسيلة إعلامية منذ انتقالها إلى تركيا كراديو الكل وراديو روزانة، وتعمل حالياً بشكل مستقل.
بدأ اهتمام ديما بالعمل السياسي مع انطلاق الثورة، ولكن الحركة السياسية النسوية السورية هي أول جسم سياسي تنضم له بشكل فعلي وذلك عام 2018، حيث وجدت أن الحركة تمثلها بكل ما تؤمن به من أهداف ومبادئ، وخاصة فيما يتعلق بحقوق وقضايا المرأة. ولأنها تريد أن تكون من خلال هذه الحركة طرفاً مساهماً في تغيير نظرة المجتمع للمرأة بشكل عام، إلى جانب هدفها الأساسي وهو تمكين المرأة سياسياً.
تشير ديما إلى أنه على عضوات وأعضاء الحركة المخضرمات/ين سياسياً أن يحرصن/وا على إجراء ورشات عمل ومحاضرات توعية وتثقيف سياسي فيما يتعلق بالتفاوض والحوكمة وحقوق المرأة وأمور أخرى، وخاصة للعضوات والأعضاء الجدد اللواتي/الذين لديهن/م الحماس للعمل ولكن تنقصهن/م الخبرة.
وعن التحديات التي تواجه العمل السياسي في سوريا، ترى ديما أن أكبرها هو غياب المناخ السياسي بشكل عام وانعدام الديمقراطية في ظل نظام الأسد الديكتاتوري.
أما فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه المرأة تحديداً في العمل السياسي، فتقول ديما إنها نابعة من العادات والتقاليد ونظرة المجتمع للمرأة بشكل عام على أنها أقل مرتبة من الرجل، بالإضافة إلى تحديات متعلقة بتغيير عقلية المرأة نفسها وخوفها من فكرة الانخراط في العمل السياسي، وما يترتب عليه من نتائج متعلقة بالصورة النمطية الخاطئة التي خلقها المجتمع عن المرأة الناشطة سياسياً. كما أن مسؤولية توعية كافة شرائح المجتمع والجيل القادم من الشباب بأن المرأة شريكة الرجل في كل شيء، وليست نداً له، تقع على عاتق المرأة.
تؤكد ديما أنه وبعد مرور تسع سنوات، لابد من توحيد الجهود والتكاتف من قبل كافة الفعاليات والمؤسسات المدنية والسياسية، من أجل إيصال الصوت السوري المدني الواحد، والاستمرار في الضغط على المجتمع الدولي والمطالبة بالأهداف التي خرجت من أجلها الثورة وتحقيقها. تضيف ديما أنه ورغم كل الانهزامات والخسارات التي تعرضت لها الثورة لا يزال لديها كثير من الدوافع للاستمرار في النضال لتحقيق أهداف الثورة، وأهم دافع هو الإخلاص والوفاء لشهيدات وشهداء الثورة، وإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين، إضافة إلى الأمل ببناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة في ظل دولة مدنية ونظام ديمقراطي يحترم ويضمن حقوق وحريات المواطنين رجالاً ونساءً.
من أجمل المواقف التي عاشتها ديما في الثورة تقول إنه كان لقاؤها بالشخص الذي أحبت وزواجها منه. أما عن أصعب المواقف فتؤكد أنه كان تعريض نفسها لخطر الملاحقة والاعتقال بسبب اندفاعها للمشاركة في المظاهرات والحراك الثوري دون الأخذ بعين الاعتبار الخطر الذي قد يلحق بها وبعائلتها، إضافة لاعتقال واستشهاد الكثير من صديقاتها وأصدقائها خلال سنوات الثورة.
تحلم ديما بسوريا مدنية مستقرة وملونة تتعايش فيها كافة شرائح المجتمع بتساوٍ وتشارك ومحبة، دون أي تمييز. ولنساء سوريا تقول ديما: نحن قويات كفاية لكي نصنع التغيير في بلدنا، ولإيصال صوتنا من خلال عملنا وقدراتنا وتعاوننا. يجب أن نترك بصمتنا الخاصة في عملية التغيير نحو بلد أفضل. المرأة السورية أثبتت أنها ليست ضعيفة، فقط كوني أنت، واثقة من نفسك وقدراتك، ولا تخافي من أحد.