رولا الركبي، من مواليد حماه وسكان دمشق، خريجة أدب فرنسي من جامعة دمشق، وحاصلة على ماجستير في التاريخ من فرنسا، منخرطة في العمل السياسي والنسوي من قبل انطلاق الثورة، عضوة مؤسسة في شبكة المرأة السورية واللوبي النسوي السوري والحركة السياسية النسوية السورية، غادرت سوريا عام 2016، تقيم في لبنان.
نشأت رولا الركبي في بيت مهتم بالسياسة والشأن العام من قبل الثورة، فقد كانت من أوائل الفتيات اللواتي خرجن في أول مظاهرة للنساء في حماة تنديداً بضم غزة والضفة الغربية لإسرائيل. وعندما انطلقت الثورة عام 2011، سارعت للمشاركة في المظاهرات التي خرجت في دمشق وحماة ضد نظام القمع والديكتاتورية. كما كانت من اللواتي حاولن خلق حراك سياسي من قلب الحراك الشعبي واستمرذلك حتى نهاية 2012.
عملت رولا لمدة 25 سنة من حياتها كمديرة لبرج الفردوس في دمشق، الذي تقول رولا إنه كان بمثابة منصة لكثير من النشاطات السياسية والثقافية التي تنظمها مع مثقفات/ين سوريات/ين وعرب لمناقشة الأمور الساخنة في سوريا والوطن العربي، ثم افتتحت مقهى الفردوس الذي تحول إلى مكان لقاء لنشطاء الثورة ولكن النظام أجبرها على إغلاقه في نهاية عام 2012، واستمر في ملاحقتها والتضييق عليها ومنعها من السفر عدة مرات إلى أن غادرت سوريا أواخر عام 2016 إلى لبنان حيث تعمل كمديرة لمنظمة “النساء الآن” في لبنان، إضافة لمشاركتها مع منظمات ونشاطات أخرى تعنى باللاجئات/ين السوريات/ين في لبنان.
“انضممت إلى الحركة السياسية النسوية السورية وشاركت في تأسيسها لإدراكي ضرورة وجود حراك سياسي لإحداث التغيير، ولأن الحركة جاءت تحقيقاً لحلمي القديم بوجود حراك سياسي نسوي.”
تقول رولا إن التحدي الذي واجه العمل السياسي في سوريا هو وجود نظام قمعي، لا يقبل إلا سياسة الحزب الواحد المسيطر على الساحة العامة، وبالتالي لم يكن ممكناً وجود عمل سياسي علني ذو قاعدة شعبية حقيقية. أما فيما يتعلق بالتحديات التي واجهت المرأة تحديداً في هذا المجال تتلخص برأي رولا في العقلية الذكورية والموروث الاجتماعي والقوانين التمييزية بحقها، فمثلاً النساء عادة تخاف من الاعتقال لأن ذلك يعرضهن لاتهامات متعلقة بـ “الشرف”، وحتى إن تمكنت النساء من الانخراط في العمل السياسي فإن وجودهن يبقى تجميلي ولا يسمح لها بالوصول إلى مراكز صنع القرار بسبب العقلية الذكورية داخل التجمعات والأحزاب السياسية.
انضمت رولا إلى الحركة السياسية النسوية السورية وشاركت في تأسيسها لأنها تدرك ضرورة وجود حراك سياسي لإحداث التغيير، ولأن الحركة جاءت تحقيقاً لحلمها القديم بوجود حراك سياسي نسوي فهي تطمح أن تصبح الحركة حزباً سياسياً في المستقبل.
تقول رولا إن الحركة تركز في عملها على جانبين أولهما المدني وتطوير أداء وقدرات النساء داخل سوريا، والثاني هو إسماع صوت المرأة السورية في المنابر الدولية، وبالتالي تتوقع من الحركة إنجاز الكثير وذلك بفضل جهود ونشاط العضوات والأعضاء للتواجد في المنصات الدولية ونشر موقف الحركة فيما يتعلق بالشأن السوري. وتؤكد رولا أنه ما من حل للاستمرار وتحقيق أهداف ومبادئ الثورة سوى انتقال سياسي حقيقي يضمن عودة آمنة للاجئات/ين واستقرارهن/م لكي يتمكن/وا من المساهمة في إعمار بلدهن/م من جديد.
“تخلصن من الخوف من المجتمع والموروث الاجتماعي والتقاليد، وكن أنفسكن وتمسكن بأحلامكن وأهدافكن.”
تحلم رولا بسوريا تعددية، ديمقراطية، تتمتع مواطناتها ومواطنوها بكافة حقوقهن/م وتتساوى النساء والرجال أمام القانون وبالقانون، وتزول فيها كافة أشكال الفساد والتمييز بين المواطنات/ين.
تقول رولا: “النساء السوريات قويات، وقادرات على تحمل المسؤولية وإعالة أسرهن بمفردهن. لقد أثبتن جدارتهن وقدراتهن في كافة المجالات، ويستحقن التواجد في أماكن صنع القرار”. وتضيف رولا: “تخلصن من الخوف من المجتمع والموروث الاجتماعي والتقاليد، وكن أنفسكن وتمسكن بأحلامكن وأهدافكن”.