سميرة زعير، من السلمية، خريجة تربية رياضية، اضطرت إلى مغادرة سوريا في التسعينات إلى السويد، درست علم الاجتماع في السويد وتعمل حالياً مع المسنين، عضوة في الحركة السياسية النسوية السورية.
غادرت “سميرة زعير” سوريا في التسعينات بسبب تعرضها للعديد من المضايقات والملاحقات من قبل أجهزة الأمن، فلم يكن أمامها حل سوى التوجه إلى السويد بعد رحلة شاقة.
كانت الثورة بمثابة حلم التغيير الذي طالما انتظرته سميرة، لذلك سارعت مع بداية الثورة لحمل علم الثورة والمشاركة في المظاهرات التي خرجت في السويد، وكانت من الناشطات على مستوى أوروبا، كما كانت داعمة للثورة وأهدافها في تحقيق الديمقراطية والعدالة والكرامة للشعب السوري. تقول سميرة إن الثورة بالنسبة لها بدأت منذ التسعينات مع خروجها من سوريا هرباً من نظام ديكتاتوري، ومحاولتها، هي وفئة قليلة من السوريين الذين كانوا في الخارج لنفس السبب، التواصل والعمل مع منظمات دولية حقوقية وإنسانية، لمساعدة أصدقائهم الذين يقبعون في سجون الأسد فقط لأن لديهم آراء مختلفة، فكانت قضيتها قبل الثورة هي نقل حقيقة هذا النظام للمجتمع الأوروبي.
تتحدر سميرة من عائلة شيوعية، وتقول إن بيت عائلتها في السلمية كان مفتوحاً لكافة الأحزاب الأخرى والمنابر حيث كانت تعقد اجتماعات سرية ولقاءات ومحاضرات، وبالتالي فإن سميرة تربت على فكرة ضرورة الدفاع عن الحق والتعبير عن الرأي واحترام الرأي الآخر. تؤكد أنه عندما لجأت إلى السويد منذ 27 عاماً كان لابد لها من أن تخلق توازناَ بين عملها من أجل بلدها، ومحاولة الاندماج في البلد الذي احتضنها، وضرورة العمل من أجله لأنه سيصبح جزءاَ من حياتها، وبالتالي كان لا بد لها من أن تتعرف على نظام البلد الجديد وكيف تتخذ فيه القرارات، لذا انتسبت إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في المدينة التي تعيش فيها. تشغل سميرة اليوم منصب ممثلة الحزب الاشتراكي السويدي في الجمعية النسائية في المدينة التي تقطن فيها. كما أنها عضوة في واحد مما يسمى “المراكز البرلمانية” لصنع القرار التي تجري دورات انتخابية كل أربع سنوات لترشيح أشخاص ليكونوا في مكان صنع القرارات المتعلقة بكافة المجالات في كل مدينة، وقد انتخبت سميرة لتكون من المسؤولين عن اتخاذ قرارات حول كل ما يتعلق بنظام المدارس في مدينتها، ومن ثم انتخبت مرة أخرى ليتم تعيينها في قسم البيئة.
تقول سميرة إن المرأة السورية واجهت كثيراً من التحديات في العمل السياسي، أهمها التهميش الحقيقي، بحيث أنه لا توجد نساء قياديات في أي من الأحزاب السياسية، وأن الرجل هو صاحب السلطة في اتخاذ القرارات حول كل شئ حتى فيما يتعلق بقضايا المرأة ذاتها، وبالتالي كانت النساء تنتظر من الثورة تغييراً حقيقياَ فيما يتعلق بحقوقهن ومن ضمنها السياسية. وتضيف سميرة أنه عندما تشكل المجلس الوطني ولم يكن فيه تمثيل قوي للنساء، قامت بالتنسيق لعقد مؤتمر في السويد، دُعيت إليه ما يقارب 120 امرأة من داخل وخارج سوريا، للتعبير عن رفضهن للتهميش والإقصاء الحقيقي الذي تتعرض له النساء في تشكيل الأجسام السياسية. وقد انبثقت عن المؤتمر لجنة تحضيرية أقرت بإنشاء “شبكة المرأة السورية” عام 2013 .
“ما يميز الحركة هو أنها حركة سياسية بحتة تؤمن بالعمل السياسي، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير للنساء، خاصة وأن هناك نساء يخفن من التوجه إلى العمل السياسي ويفضلن العمل المدني أو الإغاثي، كما أن الحركة تجمع نساء من خلفيات مختلفة”
انضمت سميرة إلى الحركة السياسية النسوية السورية لأنها تعتبرها الحلم الذي انتظرته منذ زمن إدراكاَ منها بضرورة وجود جسم سياسي يمثل المرأة ويحاول إيصالها إلى مراكز صنع القرار حتى تتمكن من إحداث التغيير في مستقبل بلدها، والحصول على كافة حقوقها، وإيماناً منها بأهداف الحركة ومبادئها، خاصة وأن ما يميز الحركة عن غيرها من الحركات هو أنها حركة سياسية بحتة تؤمن بالعمل السياسي، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير للنساء، خاصة وأن هناك نساء يخفن من التوجه إلى العمل السياسي ويفضلن العمل المدني أو الإغاثي، كما أن الحركة تجمع نساء من خلفيات مختلفة.
تقول سميرة: “إن تشكيل الحركة السياسية النسوية السورية وشبكة المرأة السورية هي من أجمل اللحظات التي عشتها خلال الثورة لأنهما قفزة نوعية على مستوى واقع المرأة السورية”.
“يجب ألا تتوقفن عن الحلم والإيمان بالوصول إلى أهدافكن”
تحلم سميرة بسوريا تتحقق فيها الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والسلم الأهلي، وتشارك فيها النساء في صنع القرار، وتكون قوة فاعلة بأي عملية تحول ديمقراطية في سوريا، كما تحلم بمواطنة متساوية وبإنهاء كافة أشكال التمييز وخاصة ضد المرأة.
تقول سميرة لنساء سوريا: “يجب ألا تتوقفن عن الحلم والإيمان بالوصول إلى أهدافكن”.