تتقدّم الحركة السياسية النسوية السورية بخالص التعازي والمواساة إلى سوريا الوطن، وإلى السوريات والسوريين في كل مكان، وعائلات الضحايا وذويهم، ممن فقدوا أحبّاءهم في الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلعة بدمشق يوم أمس الأحد. كما نعرب عن تضامننا العميق مع المصابات والمصابين، ونقف إلى جانبهم في هذا المصاب الجلل.

تُدين الحركة السياسية النسوية السورية هذا الاعتداء الإرهابي، وترى فيه انتهاكًا صارخًا لحرمة أماكن العبادة، ولحقوق المدنيّات والمدنيين، في الحياة والسلامة والكرامة. إن استهداف كنيسة ومصلّين يعد جريمة لا تُغتفر، وانتهاكا للشرعة الدولية لحقوق الإنسان التي تنص على حرية الدين والاعتقاد وممارسة الشعائر دون خوف أو تمييز.

إن هذا الهجوم يعكس استمرار مناخ الإفلات من العقاب، وتقصير السلطات في ضمان حماية المدنيات والمدنيين وحقوقهم وحرية ممارسة شعائرهم، كما تعكس آليات التعامل السابقة مع المنتهكين وما كان يطلق عليه بالتصرفات الفردية، والصمت عنها وعدم المحاسبة عليها، إضافة إلى أشكال التمييز الملموسة في التعامل مع تسليم الأسلحة والحد من انتشارها.

 إننا في الحركة السياسية النسوية السورية نطالب الحكومة الانتقالية السورية بمحاسبة الفاعلين والمحرّضين والكشف عن أسمائهم أياً كانت انتماءاتهم، وإدانة كل أشكال العنف الفردي والجماعي دون تبرير أو تساهل، كما تطالب بضبط السلاح المنفلت وغير الخاضع لسلطة الدولة، والذي يُستغل لخدمة مصالح فصائل أو مكونات معينة على حساب سلامة المجتمع السوري. 

كما تشدد الحركة السياسية النسوية السورية على ضرورة تفعيل آليات سلم أهلي تستند إلى مؤسسات دولة مدنية، تنفيذية وإدارية، وضمان الحماية الكاملة لأماكن العبادة، واحترام حرية المعتقد والممارسة الدينية للجميع.

نؤكد أن صون السلم الأهلي لا يتحقق إلا بالعدالة والمساءلة وحماية الحقوق، وأن هذا الهجوم يجب أن يكون جرس إنذار لكل من ما زال يبرر أو يصمت أمام العنف والتمييز.

وفي هذه اللحظة المؤلمة، نعيد التأكيد على التزامنا بالعمل من أجل سوريا آمنة، مدنية، ديمقراطية، تحترم التنوع، وتصون الحياة والكرامة لكل من يعيش فيها.

الرحمة للشهيدات والشهداء والعزاء لأهلهم ولنا جميعا بخسارتهم

السلامة للمصابات والمصابين

والعدالة والمحاسبة للمجرمين المنتهكين

الأمانة العامة في الحركة السياسية النسوية السورية

الإثنين 23 حزيران 2025