بيان الحركة السياسية النسوية السورية حول إدانة العنف والتجييش وخطاب الكراهية
- updated: 6 مايو 2025
- |
تتابع الحركة السياسية النسوية السورية ما شهدته منطقتا صحنايا وجرمانا من أحداث ذات طابع طائفي خطير، تنذر بتهديد السلم الأهلي، وتمزق النسيج الاجتماعي السوري المتعدد والمتنوع، الذي لطالما كان أحد مصادر القوة في مجتمعاتنا.
إننا في الحركة السياسية النسوية السورية ندين بأشد العبارات خطاب الكراهية والتحريض والتجييش الطائفي الذي تصاعد في الآونة الأخيرة، ونؤكد أن التجييش على أسس طائفية أو مناطقية لا يخدم إلا مشاريع التقسيم والعنف، ويقوّض أي إمكانية لبناء سوريا على أسس المواطنة والعدالة والمساواة.
ونؤكد في هذا السياق، ترحيبنا بالاتفاق الأمني الذي جرى التوصل إليه مؤخرًا في محافظة السويداء، ونشدد على أن تنفيذه الكامل والشفاف، دون انتقائية أو تسويف، ضرورة ملحة للحفاظ على ما تبقى من الثقة بين الدولة والمجتمع المحلي، ولوقف دوامة العنف والانتهاكات.
إننا في الحركة السياسية النسوية السورية نطالب الحكومة السورية بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في ضبط الفصائل المسلحة والانفلات الأمني، وتفعيل المؤسسات القضائية والعدلية، وضمان المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب، بغض النظر عن انتماء أو موقع المرتكبين. إن الاستقرار لا يُبنى بالقوة وحدها، بل بالعدالة، وضمان الحقوق، ومشاركة الجميع في صنع القرار.
كما تدين الحركة السياسية النسوية السورية الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، وتعتبرها انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية، واستغلالًا خطيرًا لحالة التفكك الداخلي. إن مقاومة الاحتلال، ورفض التدخلات الخارجية، لا يمكن أن تكون فعالة إلا من خلال مشروع وطني ديمقراطي جامع، يؤمن بالتعددية، ويقطع مع منطق العسكرة والغلبة.
تؤكد الحركة السياسية النسوية السورية أن إدانة العنف والتجييش لا تكتمل إلا برفض محاولات خلق مظلوميات جديدة، أو استعداء أي مكون اجتماعي، بل بتكريس قيم المشاركة والحوار والمساءلة والتمثيل العادل. ونرى أن تشكيل وحدات أمنية محلية من أبناء المناطق، تعمل تحت إشراف مؤسسات الدولة وضمن معايير مهنية وطنية، يمثل خطوة إيجابية نحو استعادة الثقة، وبناء مؤسسات أمنية تحمي لا تقمع.
نجدد في الحركة السياسية النسوية السورية تأكيدنا أن سوريا بلدنا، والانتماء إليها لا يرتبط بهوية ضيقة أو جغرافيا محدودة، بل برؤية جامعة تسعى إلى تحقيق تحول ديمقراطي فعلي، يقوم على اللامركزية والعدالة والمواطنة المتساوية، دون إقصاء أو تمييز أو احتكار للسلطة.
عاشت سوريا أرضًا وشعبًا
الأمانة العامة في الحركة السياسية النسوية السورية
الأربعاء 7 أيار 2025