بيان الحركة السياسية النسوية السورية لتهنئة الشعب السوري بمناسبة إعلان رفع العقوبات الاقتصادية

تتقدم الحركة السياسية النسوية السورية بأحر التهاني إلى الشعب السوري، نساءً ورجالاً، بمناسبة إعلان رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، في خطوة تاريخية تأتي عقب سقوط نظام الأسد، وتفتح أمام السوريات والسوريين فرصة حقيقية لاستعادة السيادة وبناء وطن يليق بتضحياتهم/ن. 

إن هذه البادرة لم تكن لتتحقق لولا المطالبات المستمرة التي صدحت بها أصوات السوريات والسوريين في مختلف المراحل، ولولا التضحيات الكثيرة والطويلة التي قدّموها من أجل الحرية والكرامة والعدالة. إنها لحظة يجب أن تُقرأ باعتبارها استجابة – ولو متأخرة – لإرادة الشعب السوري، لا مكافأة من الخارج.

يأتي هذا القرار في لحظة فارقة، بعد سنوات من المعاناة التي فاقمتها العقوبات الاقتصادية، والتي، رغم أن أهدافها المعلنة كانت الضغط على النظام السابق وإضعافه، قد ساهمت في تدهور الوضع المعيشي للمدنيين، والنساء على وجه الخصوص، وأعاقت عمل المنظمات الإنسانية، وفاقمت الفجوات الاجتماعية والاقتصادية. وفي الوقت الذي نثمّن فيه رفع هذه العقوبات، فإننا نُشدد على أن معالجة آثارها لا تكون فقط عبر القرارات الدولية، بل عبر إعادة بناء سياسات وطنية عادلة ومُمكنة. 

إننا، في هذه المناسبة، نؤكد أن رفع العقوبات لا يمكن أن يكون نهاية الطريق، بل يجب أن يكون بداية لمسار نضال طويل من أجل بناء اقتصاد عادل، ومجتمع حر، ودولة ديمقراطية، تقوم على سيادة القانون، وتُحقق العدالة الانتقالية التحويلية، وتُرسخ الشفافية والمساءلة والمساواة بين جميع المواطنات والمواطنين — وهو المسار الذي تناضل من أجله الحركة السياسية النسوية السورية، وتدعو إليه السلطات المعنية وكافة القوى السياسية والمدنية. وندعو المجتمع الدولي إلى أن يجعل من هذا القرار منطلقاً لدعم استقرار سوريا، وتعزيز الأمن والسلم الأهلي، وضمان بيئة آمنة تحفظ كرامة الناس وتؤسس لعدالة مستدامة.

 

عاشت سوريا أرضًا وشعبًا

 

الأمانة العامة في الحركة السياسية النسوية السورية 

الإثنين 19 أيار 2025