بيان الحركة السياسية النسوية السورية حول التصعيد في محافظة السويداء

تتابع الحركة السياسية النسوية السورية بقلق شديد التصعيد العسكري الخطير الذي تشهده محافظة السويداء، خاصة بعد تدخل قوات الأمن ووزارة الدفاع من أجل حماية المدنيات والمدنيين، وبسط هيبة الدولة على المحافظة وسحب السلاح، وفق وصف الناطقين الرسميين باسم الحكومة الانتقالية.  نتج عن هذه العملية مزيدًا من القتلى، يضاف إلى أكثر من مئة قتيل يوم أمس بينهم نساء وأطفال. كما يتم تناقل أخبار عن خلو العديد من القرى من ساكنيها هرباً، في حين تغص المشافي بالمصابات والمصابين مع انقطاع التيار الكهربائي عن المحافظة ونقص الإمدادات، وسط انتشار دعوات للفزعة من قبل كافة الجهات بما فيها الجهات الرسمية، مترافقة مع خطاب كراهية وتحريض شديدين. 

إننا في الحركة السياسية النسوية السورية ندين بشدة النهج القادم على استعراض القوة والعنف كوسيلة لحل النزاعات والخلافات، ونعتبره تهديداً مباشراً للسلم الأهلي، وتعبيراً عن غياب القدرة على الحوار وتبني خطة متكاملة يبنى على أساسها السلم الأهلي والعقد الاجتماعي الجديد. 

إننا في الحركة السياسية النسوية السورية نطالب بـ: 

  • وقف فوري لكافة العمليات العسكرية وفتح المجال للتفاوض السلمي والحوار العقلاني بهدف التأسيس لبناء الثقة بين جميع المكونات السورية فيما بينها وكذلك بين الحكومة الانتقالية والسوريات والسوريين. 
  • تحييد المدنيات والمدنيين وعدم الزجّ بهم في الصراع، وضمان عدم تكرار الانتهاكات أو المجازر مع الإسراع في الإعلان عن نتائج لجنة التحقيق في مجازر الساحل لأنها قد تساعد على تعزيز الثقة بين الحكومة الانتقالية والمكونات السورية الخائفة. 
  • هيكلة الجيش السوري بناء على معايير وطنية وحصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الرسمية، وضمان التزام عناصر الأمن العام والجيش بزي موحد يحمل الهوية البصرية الجديدة التي تم اعتمادها من قبل الدولة، ومنع ارتداء اللثام أو حمل إشارات دينية، أو طائفية، أو عقائدية. وأن تتحمل الدولة المسؤولية الكاملة عن سلوك عناصرها الأمنية والعسكرية وتحاسب كل من يرتكب انتهاكاً بحق المدنيات والمدنيين. 
  • تجريم خطاب الكراهية سواءً على وسائل التواصل الاجتماعي أو في الإعلام الرسمي ومنع استخدام المنابر الدينية لإثارة الفتن أو التحريض على العنف أو الدعوة إلى (الفزعات) والنفير العام، فمنطق (الفزعة) يلعب على البعد العاطفي والعقائدي والاستعداء للآخر وهو الطريق المعبد باتجاه الحرب الأهلية، بالإضافة إلى أنه يتناقض مع منطق بناء الدولة.  
  • تبني خطاب مواطنة شامل وواضح من قبل مؤسسات الدولة يشمل الإعلام الرسمي ويقوم على مبادئ الديمقراطية والمساواة والحقوق والعدالة، ونبذ وتجريم التمييز على أساس الطائفة أو العرق أو الدين.  
  • تبني مبادئ التشاركية والتعددية والتمثيل الحقيقي للمكونات السورية المتنوعة والابتعاد عن عقلية تصنيف السوريات والسوريين كقبائل وعشائر وطوائف وإثنيات وطبقات وأعيان. 

نحن في الحركة السياسية النسوية السورية نؤمن أن السلام المستدام يُبني فقط على الثقة والعدالة والحوار الحقيقي، وأن منطق القوة لا ينتج عنه سوى انفجارات متكررة تهدد السلم الأهلي وتقوض المساعي لبناء العقد الاجتماعي الجديد، ونؤمن أن الدولة تنتصر حينما ينتصر جميع أبنائها بغض النظر عن هوياتهم المناطقية والطائفية والعرقية، لذلك يتوجب علينا جميعاً أن نرفع أصواتنا من أجل الاحتكام لمنطق العقل عوضاً عن منطق القوة. 

 

عاشت سوريا وعاش الشعب السوري بكافة مكوناته

 

الأمانة العامة في الحركة السياسية النسوية السورية 

الثلاثاء، 15 تموز 2025