عيد العمال – 1 أيار
- By: Mona Katoub
- |
- Updated: 21 فبراير 2021
يحتفل في هذا اليوم، الذي يصادف الأول من أيار، عدد كبير من دول العالم بعيد العمال العالمي، كذكرى لإحياء نضال “هايماركت”، حركة الثمان ساعات التي قامت في شيكاغو عام 1886، حيث نظَّم العمال إضراباً عاماً شارك فيه مئات آلاف العمال الذين يمثلون آلاف المصانع، مطالبين بتحديد يوم العمل بثماني ساعات، ضمن شعار “ثماني ساعات عمل- ثماني ساعات راحة- ثماني ساعات نوم”، ونحتفل كذلك بهذا اليوم تكريماً وعرفاناً لجهود جميع العاملات والعاملين في العالم، الذين يعتبرون البناة الحقيقيين لأوطانهم.
في سوريا، تشدق النظام السوري طويلاً بحقوق العمال، في حين سادت الواسطات والمحسوبيات في القطاع العام، وفي القطاع الخاص لم يكن العمال يملكون أدنى حد من الحقوق، ونتيجة الحرب التي تسببت بالنزوح واللجوء لعدد كبير من السكان، ووصول نسبة لا يستهان بها من الأفراد إلى ما دون خط الفقر، تعرضت الطبقة العاملة الكادحة إلى المزيد من المشاكل، كزيادة نسبة البطالة، والعمل لساعات طويلة مقابل أجور زهيدة جداً، دون أي ضمانات أو حقوق، كالتأمين الاجتماعي، وأحياناً من دون الحصول على الحد الأدنى من معايير الصحة والسلامة المهنية، كما تزايدت ظاهرة عمالة الأطفال بشكل كبير نتيجة الفقر وانقطاع الأطفال عن الدراسة.
رغم كل الآثار السلبية للحرب في سوريا على صفوف العاملات والعاملين، إلا أنه وبنفس الوقت كان هناك تغيير ملحوظ في الأدوار الجندرية بين النساء والرجال، حيث أصبح عدد كبير من النساء هن المعيلات الوحيدات لأسرهن وأطفالهن، فدفعت الظروف الكثير منهن إلى العمل خارج المنزل، واضطر بعضهن للعمل بمهن لم يمارسنها سابقاً، وربما بشكل لم تألفه بعض المجتمعات المحلية التقليدية، فتغيرت بعض الصور النمطية للمرأة العاملة بشكل إيجابي، وهذا ما يجب النضال من أجله لينعكس إيجابياً على صعيد قانون العمل والمساواة بين الرجل والمرأة في الأجور والضمان الاجتماعي والصحي، خاصة أن التمييز يطال المرأة بشكل أكبر وخاصة في القطاع الخاص الذي يستغل النساء والأطفال.
نأمل أن ت/يحصل جميع العاملات والعاملين في سوريا وفي كل أنحاء العالم على كامل حقوقهن/حقوقهم، وأن يبقى عيد العمال دائماً يوماً لتخليد النضال من أجل الحرية والحقوق الاجتماعية والمساواة.