الكلمة الافتتاحية لعضوة الحركة السياسية النسوية السورية ماري تيريز كرياكي خلال افتتاح المؤتمر العام الثالث للحركة

صديقاتي/أصدقائي:

هذا اليوم هو يوم استثنائي…

ثلاث سنوات مضت تمكنت خلالها الحركة السياسية النسوية السورية من تحقيق تقدم أكثر من رائع قياسًا لهذه الفترة الزمنية القصيرة، فقد تحول العمل فيها إلى عمل مؤسساتي مستقل، في حين عجزت الكثير من المنظمات والتشكيلات والهيئات السياسية في صفوف المعارضة السورية عن الوصول إلى ما وصلت إليه الحركة.

سيداتي/سادتي:

 نحن الآن في قلب الحدث ولا ننتبه إلى أننا نعيش لحظة تاريخية في الحراك الديمقراطي الخاص بسوريا، لحظة سيكتب عنها التاريخ مستقبلاً ويحق لكن ولكم الفخر بما تحقق من عمل في إطار الحركة.

يمكننا القول إن أجمل ما في الحركة السياسية النسوية السورية هو أنها تضم كل أطياف مجتمعنا السوري ولا تعمل على تهميش أي فئة، لا بل العكس، فإنها تعمل على الدفاع عن حقوق الجميع.

وهي كذلك تعمل على تمكين كافة فئات المجتمع من خلال دعمها وتأطيرها في الشكل الصحيح والمفيد للنهوض والبناء من جديد، ليس بناء الحجر فقط وإنما بناء الإنسان.

ما قامت به الحركة، وما تقوم به الآن، وما تسعى له في المستقبل، أشبه ما يكون بزراعة للأفكار القائمة على الحرية والعدالة، لتصبح واحة يتغنى كل من فيها برفعته وعزته وكرامته، كالأشجار الشامخة بأغصانها في أعالي السماء، والضاربة في أعماق الأرض بجذورها.

قد يقول البعض قد طال المخاض ولم يعد بالإمكان المتابعة والصبر لتحقيق المراد، لكن أنا أقول لن نسمح لليأس أن ينال منا، وأن الأمل هو ما يحدونا على الاستمرار، وأن غدًا ينتظرنا فجر جميل وينتظر أبنائنا.

وعلينا أن لا ننسى أنه لولا الحراك النسوي الذي ابتدأ في سوريا قبل قرنين من الزمان، لما كنا حالياً نجلس في هذا المجلس، ولم نكن لنتمتع بهذا الفضاء من الحرية. ولا بد من الذكر أن من بدأ هذا الحراك النسوي هن سيدات سوريات رائدات في السعي والمطالبة بالحقوق مثل هند نوفل ومريانا مراش وماري العجمي. وتابعت هذا الحراك كوكبة من خيرة سيداتنا وسادتنا، كحنان نجمة وحسيبة عبد الرحمن ورزان زيتونة وسميرة خليل وألمى شحود والكثيرات من اللواتي دفعن سنوات من السجن والتنكيل والعذاب وحتى الموت.  ومن ثم تابعت الأجيال التالية هذا الحراك… وحاليًا وبيننا سيدات وسادة كثر في الداخل السوري وخارجه من الذين ضحوا بالكثير ولم يبخلوا لتحقيق ما وصلنا إليه حتى تاريخه، على سبيل المثال لا الحصر السيدات فردوس البحرة ومية الرحبي ولينا وفائي وصبيحة خليل وأليس مفرج وجمانة سيف وسناء حويجة ونبال زيتونة ووجدان ناصيف وخولة دنيا ورويدة كنعان وناهد بدوية والكثيرات والكثر، وهن/وهم بأعداد لا تحصى. كذلك العديد من مؤسسات الحركة على سبيل المثال د. بسمة قضماني ومريم جلبي وهند قبوات وخلود منصور وملك قاسم وسميرة زعير ونوفين حرزان وخلود عسراوي ومزنة دريد وصبا مبارك وعفراء الجلبي ورولا الركبي وديما موسى وهيام الشيروط والسادة أسامة عاشور ود. دريد وقتيبة إدلبي وفرانسوا زنكيح ووسيم حسن والقائمة تطول.

وكل الشكر للسيدات اللواتي يتابعن العمل نضال جوجك ومنى كتوب وكوثر العسراوي وسعاد الأسود وآلما سالم وثريا حجازي ونيفين حوتري وماسة مفتي.

والحمد لله على سلامة السيد القس وإن شاء الله عقبال كافة المعتقلات والمعتقلين والمغيبات والمغيبين والأسيرات والأسرى.

أخيرًا، أتمنى للجميع النجاح ولهذا المؤتمر أن يكون إضافة إلى مسيرتنا نحو تحقيق أهدافنا.

عشتم وعاشت سوريا

الكلمة الافتتاحية لعضوة الحركة السياسية النسوية السورية ولاء أحمدو خلال افتتاح المؤتمر العام الثالث للحركة

السيدات والسادة الأعزاء:

تحية طيبة للجميع من الداخل السوري. شكرًا لفرصة التحدث نيابة عن سيدات الداخل.

نجتمع اليوم في المؤتمر العام الثالث للحركة السياسية النسوية السورية، كسيدات وسادة من كل المدن السورية وعلى اختلاف ثقافاتنا وبيئاتنا وتنوعنا، تجمعنا فكرة تحقيق انتقال ديمقراطي لنظام يأخذ بالتعددية السياسية، ويضمن حرية الرأي والتعبير في قضايا وموضوعات لم يكن مسموحًا بمناقشتها من قبل، ويؤمن بالمشاركة الشعبية ومشاركة النساء الفعال والانفتاح على التجارب الناجحة في بلدان أخرى.

سعت الحركة السياسية النسوية السورية كأحد أهم التشكيلات السياسية منذ بداية تأسيسها لرفع مطالب التغيير كأحد أشكال التعبير الديمقراطي من قبل فئات متنوعة وتفعيل مشاركة النساء في الثورة الشعبية والحراك السياسي، كون النساء هن من يدفعن الثمن الأكبر في ظل هذه الطبيعة المركبة والشائكة، والتي لم تكن النساء ضمنها ضحايا للنزاع بشكل عارض، بل كن وبشكل كبير مستهدفات بشكل مباشر، إما بسبب مساهمتهن الفاعلة في العمل الاجتماعي والإنساني والسياسي والإغاثي والطبي والإعلامي أو لمجرد كونهن إناثًا بسبب جملة الأعراف والتقاليد التي يشدد عليها النظام الأبوي –الذكوري.

بالرغم من ذلك النساء السوريات خلال سنوات الحرب سعين لامتلاك أدوات ومهارات وبناء قدرات لمواجهة جملة التحديات التي يفرضها واقع الحرب، الحركة السياسية النسوية السورية كانت أحد أهم هذه الأدوات والتي تأسست من قبل مجموعة من السيدات الناشطات السوريات لننادي معًا بالمساواة الكاملة ونسعى للتغيير الديمقراطي من منظور ضامن لحقوق النساء.

لتكون الحركة السياسية النسوية السورية هي أحد بوابات العبور لنساء الداخل لنقل معاناتهن وواقع الحال الصعب وأيضا نقل تجاربهن وخبراتهن، لاحظنا كعضوات منضمات للحركة مدى التغييرات الإيجابية على مدار السنين لتفعيل دورنا وحضورنا، فقد عملت الحركة خلال السنوات السابقة على تفعيل علاقة سيدات الداخل كناشطات وفاعلات ضمن الشأن العام مع قيامهن بالدور الرعائي كأمهات وزوجات، وعملت على تفعيل العلاقة مع المجتمع الدولي من خلال المشاركة بفعاليات دولية وأممية لنقل نبض الشارع بالداخل السوري وأيضا المشاركة في منتديات ثقافية وجلسات استشارية لخلق أكثر من مساحة حرة للتعبير عن الرأي بما يتناسب مع طموحات كل سيدة ورغباتها وطموحاتها وأيضا الاطلاع على واقعهن والتعرف على احتياجاتهن والعمل على تطوير مهاراتهن وقدراتهن، كما أنها خلقت لنا شبكة من التحالفات مع منظمات نسوية وناشطات متوزعات بكل المناطق لتبادل الخبرات.

وقد سعينا معًا كحركة نسوية وسياسية لتطوير استراتيجيات مبتكرة وبدائل نسائية للتحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الراهنة في المنطقة، وإدخال هذه الاستراتيجيات في آليات العمل والجلسات المشتركة وحتى النقاشات النسوية، وأيضًا سعت لخلق مساحة بين  الحركة النسوية السياسية لتبادل الخبرات والأفكار مع التجمعات النسوية والسياسية والعاملة ضمن الفضاء العام وإنشاء تحالفات نسوية طويلة المدى والتي من شأنها أن تربط بين الحركة النسوية السياسية وحركات العدالة الاجتماعية التي تسعى إلى خلق تغيير حقيقي وجذري على أرض الواقع، اليوم سيدات الداخل يعملن بكامل الطاقة مستمدات القوة والتحفيز من الحركة السياسية النسوية السورية ممثلة بسيداتها الخبيرات اللاتي لم يبخلن يومًا بمشاركة خبراتهن وتجاربهن.

لا شك أن وجودنا في الحركة السياسية النسوية السورية يمكننا كنساء من معرفة التوجه السياسي ومآلات المفاوضات ويمكننا من الاستئناس بخبرات السيدات السياسيات المخضرمات، وأيضًا يعمل على رفد الحركة بطاقات شابة من نساء الداخل ليس بوصفهن ضحايا وإنما كخبيرات يفهمن طبيعة النساء وطبيعة العنف الممارس عليهن ويدركن احتياجات النساء واحتياجات المجتمع أثناء الحرب والتغييرات التي تتطلبها المرحلة القادمة.

أخيرًا، ومن خلال الحركة السياسية النسوية السورية استطعنا خلق أدوات عملية باستثمار طاقاتنا واعتبار أننا جميعًا قادرات وقادرين على صنع السياسة من خلال قدرتنا على التأثير بالآخرين وأننا نملك قوة مكتسبة من تجاربنا، ونتمنى لنا جميعًا النجاح في الوصول إلى تحقيق التغيير المنشود.

تحية طيبة لكن ولكم جميعًا من الداخل السوري  

الكلمة الافتتاحية لعضوة الحركة السياسية النسوية السورية مزنة دريد خلال افتتاح المؤتمر العام الثالث للحركة”

العزيزات والأعزاء في الحركة السياسية النسوية السورية:

عام آخر نجتمع فيه افتراضياً لنكمل مسيرة ما بدأنا به، عندما اجتمعنا لـتأسيس الحركة في باريس 2017، لنؤكد على أن الاستبداد والوباء لن يثنينا عن ما تعهدناه.

لا شك أن العام الفائت من أصعب ما شهدناه، لقد خسرنا فيه أحبة لنا في ظروف استثنائية للغاية، وبلدنا سوريا تعارك وبائي الاستبداد والفايروس.

في ظل حملة شنيعة للتطبيع مع النظام وطمس الانتهاكات الصارخة بحقنا وبحق الأبرياء، ماتزال الحركة السياسية النسوية السورية مستمرة لرفع صوتنا كنساء سوريات وكشابات نطمح لبناء سوريا لكل بناتها وأبنائها.

كما تعلمن أن الفرصة للشابات والشباب في السياسة ضئيلة، ولكن الحركة السياسية النسوية السورية قد خصصت جهداً لدرء الخلل، ليس عبر الامتثال لقرار الشباب الأمن والسلام 2225 وحسب، بل أيضًا بالمعاملة العادلة بين العضوات/الأعضاء.

كنت قد خدمت في الأمانة العامة في عامي 2017-2018 وفي عامي 2019-2020 وكان العمل فيه تحديات كبيرة ليس فقط للمضي قدماً برفع مشاركة النساء السياسية بل أيضاً لمشاركة الشابات. لقد وفرت الحركة السياسية النسوية السورية مساحة عمل متساوية تتجاوز الأعمار والخبرات بل ترنو للعمل العابر للأجيال. سوريا من أكثر البلدان التي تناصف فئة الشباب عدد سكانها، ومع ذلك نجد أن تمثيلهم على الطاولة ضعيف وخجول.

لقد قامت الحركة السياسية النسوية السورية أيضًا على أثر الخلافات في العام الفائت بوضع سياسات لقواعد السلوك لجميع العضوات والأعضاء بهدف خلق مساحة آمنة للجميع، والتي من شأنها حماية العضوات والأعضاء من أي انتهاك.

قامت الحركة السياسية النسوية السورية أيضًا بتخصيص ورشات لرفع قدرات الشابات والتأكيد على مشاركتهن في الاجتماعات رفيعة المستوى وفي التخطيط لأعمال الحركة المستقبلية.

ثلاث سنوات قد مضت لم تكن بالهينة ولكن عندما ننظر للمخرجات والنتائج يحق لنا أن نفخر بما حققناه. ولعل العام القادم سوف يكون عام للتعافي من الوباء ومن الاستبداد على حد سواء. نحتاج لجهود بعضنا لوقف ممارسات التطبيع مع النظام وإفلاته من العقاب والعمل على تنظيم أنفسنا أكثر.

الشكر لكل من ساهمت وساهم باستمرار الحركة السياسية النسوية السورية ولنتذكر التقاطعية بيننا قبل الخلاف.

شكراً