ياسر تبّارة، الثقافة الذكورية من أهم التحديات التي تواجه السياسيات السوريات
- updated: 4 أكتوبر 2020
- |
ولد ياسر في شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه جاء إلى سوريا ودرس فيها حتى المرحلة الثانوية، ليعود بعدها إلى أمريكا ويبدأ دراسته الجامعية هناك، عمل بعد تخرجه مع منظمة غير ربحية تعنى بشؤون المهاجرات/ين في أمريكا، حيث ركز في عمله على حقوق العرب والمسلمات/ين التي انتهكت بعد أحداث 11 أيلول. توجه بعد ذلك للعمل في مجال القانون الدولي وحقوق الإنسان، من خلال عمله في “المعهد الدولي لحقوق الإنسان في شيكاغو”، حيث ركز حينها على إعادة ترميم قطاع التعليم القانوني في العراق بعد الاجتياح، ثم عمل لمدة سنتين كمدير تنفيذي لمؤسسة أنشأها هو وعدد من زملائه تعنى بشؤون العرب والمسلمات/ين في أمريكا، وتحديداً في شيكاغو. عام 2006 قرر ياسر العودة إلى سوريا، حيث عمل كمدرس لمدة سنة في جامعة القلمون الخاصة قسم العلاقات الدولية والدبلوماسية. عاد ياسر إلى أمريكا في عام 2008 وفتح مكتباً للمحاماة مع زميلين له، إلى جانب اهتمامه بالشأن العام، حيث كان من الأعضاء المؤسسين للمجلس السوري الأمريكي. في عام 2010 أرسل اتحاد المحامين العالمي بعثة إلى سوريا لتقييم السلطة القضائية ومهنة المحاماة هناك، وطلب من ياسر أن يكون جزءاً من هذه البعثة، حيث يقول إنه خلال تلك الفترة تكونت لديه قناعات معينة عن الوضع العام في سوريا، وعدم استقلالية القضاء ومهنة المحاماة.
“لا أحد سيغير واقعنا سوانا كسوريات وسوريين، وبالتالي يجب أن نستمر بالتمسك في الدفاع عن الأهداف والمبادئ التي خرجنا من أجلها، ولا يجب أن تكون حالة اليأس والإحباط مبرراً لنا لكي نهرب من مسؤولياتنا تجاه بلدنا وشعبنا.”
مع انطلاق الثورة عام 2011، كان ياسر من أوائل الذين كتبوا مقالات رأي في الصحافة الأجنبية عن ضرورة دعم الحراك الديمقراطي في سوريا، حيث نشر له مقالتي رأي في صحيفة الجزيرة الإنكليزية، ثم بدأ يشارك في المظاهرات بشيكاغو، وفي تنظيم لقاءات المعارضة هناك، كما كان ياسر من مؤسسي المجلس الوطني السوري، والائتلاف الوطني، بعد ذلك قرر العمل على مشروع يعنى بالشأن العام ولكنه غير مسيس، فبدأ هو وزملاؤه في المجال السياسي بتأسيس ما يسمى المنتدى السوري الذي يركز في عمله على عدة مجالات منها الإغاثية، والتنمية المستدامة. كما أنشأوا “مركز عمران للدراسات الاستراتيجية” والذي يقول ياسر إنه من أهم مراكز البحوث السورية الموجودة حالياً، يضيف ياسر: نركز في عملنا على تنمية ودعم فكرة المجالس المحلية في سوريا. إضافة إلى عمله التطوعي في المركز، يعمل ياسر بالأمور القانونية ضمن مجموعة من السوريات والسوريين الذين قرروا الاستثمار في الاقتصاد التركي.
يقول ياسر إنه مهتم بالعمل السياسي منذ أن كان طالباً، حيث كان رئيساً لاتحاد الطلبة العرب في أول جامعة درس بها في شيكاغو، ومنذ ذلك الحين ازداد الاهتمام مع دراسته لمجال حقوق الإنسان وحقوق المهاجرين، وأصبح يدعى إلى مظاهرات وتنظيمات واجتماعات تضامن بين جاليات مختلفة هناك، كما أنه في عام 2010 كان من المؤسسين لمنظمة تركز على ترشيح العرب والمسلمين وغير المسلمين لمناصب في المجالس المحلية والبلديات في شيكاغو، حيث نجح اثنان من أصل سبعة ترشحوا لانتخابات البلديات، وبالتالي فإن فكرة الحوكمة وأهمية السياسة المحلية كانت موجودة لدي من قبل الثورة، حسب ما يقول ياسر.
“أتوقع من الحركة أن تنجز الكثير، لوجود كوادر مهمة فيها تقدم خطاباً سياسياً ناضجاً بعيداً عن الإشكاليات التقليدية التي نتجت عن التشكيلات السياسية المعارضة.”
من أهم التحديات التي تواجه العمل السياسي في سوريا برأي ياسر هو غياب فكرة التشاركية، أو الملكية في إدارة شؤون أنفسنا، وإدارة مجتمعنا، وبالتالي فهو يرى أن تجربة المجالس المحلية في سوريا خلال الثمان سنوات الماضية، وعلى اختلاف نسبة نجاحها، هي بالنتيجة الثمرة التي خرجنا بها بعد كل الدمار والقتل والتشرد، خرجنا بنواة ثقافة جديدة وهذا مكسب يجب الحفاظ عليه. أما فيما يخص التحديات التي تواجهها النساء السوريات في عملهن في السياسة فيرى ياسر أنها تتلخص بالثقافة الذكورية المفرطة في مجتمعنا.
ياسر هو عضو في الحركة السياسية النسوية السورية والتي يتوقع منها أن تنجز الكثير، لوجود كوادر مهمة فيها، تقدم خطاباً سياسياً ناضجاً بعيداً عن الإشكاليات التقليدية التي نتجت عن التشكيلات السياسية المعارضة. يقول ياسر: “لدينا في الحركة شخصيات نسائية مهمة أتمنى أن تصبح في منصب رئيس الجمهورية يوماً ما، لأن لديها كفاءات هائلة جداً.”
يؤكد ياسر أن لا أحد سيغير واقعنا سوانا كسوريات وسوريين، وبالتالي يجب أن نستمر بالتمسك في الدفاع عن الأهداف والمبادئ التي خرجنا من أجلها، ويضيف لا يجب أن تكون حالة اليأس والإحباط مبرراً لنا لكي نهرب من مسؤولياتنا تجاه بلدنا وشعبنا.
يقول ياسر: “أتمنى أن يصبح هناك إدراك أكثر بأن واقع المرأة السورية هو واقع يجب تغييره، واقع إشكالي، وأتمنى أن يكون هناك القدر الكافي من الإحساس بالمسؤولية بملكية مصيرنا لنغير هذا الواقع”. ويقول لنساء سوريا: “كن واثقات بأنفسكن أكثر، أنتن اللواتي ستقررن مصيركن وتغيرن واقعكن”.