مشاركة الحركة السياسية النسوية السورية لتشكيل التحالف السوري الديمقراطي
- updated: 8 نوفمبر 2023
شاركت الحركة السياسية النسوية السورية في سلسلة من الاجتماعات لتشكيل التحالف السوري الديمقراطي، خلال يومي 20 و21 تشرين الأول 2023 في برلين، ألمانيا، وكذلك افتراضياً عبر تقنية الزوم. شهد اللقاء مشاركة مجموعة من ممثلي وممثلات الكيانات السياسية والمدنية السورية، بالإضافة إلى عدد من المستقلين/ات السوريين/ات. حضر عدد من عضوات وأعضاء الحركة، سواءً كممثلات عن الحركة أو بصفتهن/م المستقلة. مثلت الحركة في برلين عضوة الأمانة العامة رويدة كنعان، وعضوة الرقابة راوية الشمر، بينما شاركت عضوتا الأمانة العامة رويدا مطر وميسا المحمود، وعضوة اللجنة السياسية آيات الأحمد عبر الإنترنت. تعتبر هذه اللقاءات خطوة مهمة نحو تشكيل التحالف السوري الديمقراطي، حيث انطلقت من الحاجة إلى تشكيل هيكلية سياسية فعّالة وديمقراطية في سوريا، تعكس تنوع الشعب السوري وتلبي طموحاته في الحصول على دولة تمثل جميع مكوناتها وتحترم حقوقها وحرياتها.
تأتي الاجتماعات والنقاشات التي سبقت اللقاء في إطار الخطوات الهامة نحو تشكيل التحالف السوري الديمقراطي، الذي يهدف إلى توحيد جهود الديمقراطيين/ات السوريين/ات وبناء كيان سياسي يعتمد على الحوكمة وبناء الكفاءات. حيث يسعى التحالف إلى تحقيق تمثيل قضايا الشعب السوري وملء الفراغ السياسي بشكل فعّال، مع تركيز خاص على إعادة صياغة الخطاب السياسي السوري ليكون أكثر عقلانية وقادرة على الفعل.
تضمنت وثيقة المبادئ الأساسية للتحالف الديمقراطي ضمان مشاركة الشباب في الحياة السياسية والعامة، بالإضافة إلى تقديم كل التسهيلات لمشاركة النساء، بما في ذلك تطبيق مبدأ الكوتا بنسبة لا تقل عن 30٪ في كل مراكز صنع القرار. تم بالفعل تطبيق مبدأ الكوتا في انتخابات الأمانة العامة للتحالف، حيث بلغت نسبة النساء 30٪ في الأمانة العامة، وكذلك في المكتب الرقابي والتحكيمي. فكانت هذه اللقاءات فرصة لتحقيق التمثيل السياسي الفعّال للنساء السوريات والمساهمة في بناء مستقبل ديمقراطي لسوريا.
أشارت عضوة الأمانة العامة رويدة كنعان: “ربما يكون التحالف فرصة أخيرة لتوحيد جهود الديمقراطيين/ات السوريين/ات، خاصة بعد موافقة الكيانات السياسية والمدنية والأفراد المستقلين/ات، على الوثائق التي أُقرتها الهيئة العامة للقاء قبل المؤتمر، وهي أوراق تعتبر متقدمة على مستوى ما صدر سابقًا من المعارضة السورية.” تضيف رويدة: “إن مشاركة الحركة السياسية النسوية السورية تبرز التزامها بتحقيق التمثيل السياسي الفعّال للمرأة السورية وتوحيد الجهود لبناء مستقبل ديمقراطي ومستقر لسوريا”.
ومن جهتها؛ ذكرت الناشطة السياسية النسوية سناء حويجة، المنتخبة للأمانة العامة للتحالف، إلى أن الساحة السورية شهدت في السنوات السابقة العديد من التحالفات واللقاءات التي لم تستمر بسبب الظروف الموضوعية في سوريا وعدم بناء الهوية الوطنية. وأضافت: “ما زالت الظروف الموضوعية تفرض نقصًا على الأعمال، لكن هناك فئة من الشباب تعمل بجد لإنجاح هذا المشروع. ونحن ككتلة نسوية لنا تأثيراً واضحاً، مثلاً، اتفقنا على ترشيح الزميلة لينا لتكون نائبة رئيس، وشكلنا حالة من الضغط الواضح وتم التوافق على انتخابها.” لذا نرى أنه من الضروري دعم مثل هذه التحالفات، وهي قابلة للتطوير، ويعتبر هذا التحالف نقطة مفصلية بالنسبة لسوريا لتعزيز القيم الوطنية.
في البيان الختامي الذي أعلنه رئيس التحالف مروان خوري؛ تم التأكيد على أهمية برنامج العمل الذي ستتبناه الأمانة العامة المنتخبة. سيكون هذا البرنامج ملتزمًا بما تم إقراره في الوثائق المُقرَّرة، مما يشير إلى الالتزام بالمبادئ والقيم التي تمثلها الهيئة والتحالف. وأشار إلى أن الأيادي ممدودة الآن لجميع السوريين والسوريات، وهذا يعني فتح الباب أمام جميع فئات المجتمع للمشاركة والانخراط في بناء جبهة ديمقراطية عريضة. تهدف هذه الجبهة إلى تحمل المسؤولية وتوحيد الصف الوطني بهدف الخروج من المستنقع الراهن والابتعاد عن العنف المستمر الذي يعاني منه الشعب على يد النظام الحاكم وحلفائه وسُلطات الأمر الواقع.
في الختام؛ ستشارك الحركة السياسية النسوية السورية في التحالف طالما يسعى لتحقيق أهدافه ولم ينحرف عنها، ونأمل أن يكون نقطة تحول مهمة في المسار السياسي لسوريا. نطمح ونعمل على أن يمثل طموحات الشعب السوري في بناء دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية.