النادي الثقافي للحركة ميدياتك وفيلم قصصها “Her Story” 

 

ناقش النادي الثقافي للحركة السياسية النسوية السورية “ميدياتك” في جلسته التي عقدت يوم الجمعة 20 أيلول 2024، عبر تطبيق زووم، الفيلم الوثائقي قصصها “Her Story”. كانت ضيفة الجلسة عضوة الحركة السياسية النسوية السورية فاطمة الحميد وهي بطلة من بطلات الفيلم. أدارت الجلسة عضوة الحركة السياسية النسوية السورية ومنسقة النادي الثقافي ميدياتك ناديا زيدان، كما حضر الجلسة عدداً من عضوات وأعضاء الهيئة العامة للحركة.

يعرفنا فيلم قصصها “Her Story” بثلاث نساء سوريات هن الناشطتان فاطمة الحميد ووئام غباش والممرضة ملكة حربلية. تصور الفيلم على مدار أربع سنوات من 2016 وحتى 2019، وعلى عدة مراحل من حياة كل بطلة من البطلات. الفيلم من إخراج عبد القادر حبق، وإنتاج “حبق فيلم” ومنظمة “هنريش بل”. 

شارك الفيلم في العديد من المهرجانات، ورشح لـ 5 جوائز دولية، وحصل على جائزة مهرجان “كان” في فرنسا، وجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير، ضمن مهرجان تورونتو نوليود السينمائي الدولي المقام في كندا.

يتحدث الفيلم عن محاولات البطلات المشاركات لكسر الصور النمطية وخروجهن عن المألوف وعن الأطر المجتمعية، وتحديهن لمجتمعهن الذكوري وللعادات والتقاليد البالية ولظروفهن الصعبة خلال الحرب والقصف، بل حتى تحديهن لذواتهن. وكيف أظهرت الثورة السورية قدرات النساء وقوتهن، ودفعت النساء للعمل والدراسة والحلم بتطوير أنفسهن. 

بطلات الفيلم تواجدن في مناطق جغرافية مختلفة، ورغم تنوع القصص والأماكن والظروف إلا أن ما يجمعهن هو الإرادة والجرأة في تحدي الظروف المحيطة بهن. خلال الجلسة قالت إحدى العضوات المشاركات أن الفيلم يعرفنا على الظروف المختلفة للنساء السوريات حسب أماكن تواجدهن، ويسهم في تقريب الهويات التي مزقها النظام. 

فاطمة الحميد التي عملت على تمكين النساء في سوريا ليكن قادرات ومستقلات ومتمكنات، قالت خلال الجلسة: “خروج النساء عن المألوف في مجتمعهن يضعهن في دائرة الاتهام. ورغم ذلك فالنساء السوريات خلال الثورة أثبتن قدرتهن على تحمل المسؤولية. وبعد سنوات من الثورة لا يمكن تخيل أي حراك في سوريا دون مشاركة النساء.” وتكمل فاطمة حديثها: “كانت ظروفنا ما بين الصعب والموجع والممتع، عندما تأثرين في حياة طفل أو امرأة معنفة تجدين السعادة، عندما تواجهين الصعوبات وتنجحين تجدين السعادة”. 

دار النقاش خلال الجلسة كيف تعتبر النسوية اتهاماً في مجتمعنا، وعن دور المحيط الداعم للنساء سواءً من العائلة أو الأصدقاء، وأهميته في تمكين النساء من كسر الحواجز وتجاوز التحديات. وقالت إحدى المشاركات إنه رغم معاناة النساء الشخصية من الفكر الذكوري لكن قد تأتي المواجهة أحياناً من النساء أنفسهن إما خوفاً من المجتمع، أو بسبب التربية والعادات والتقاليد. 

وتعليقاً على جملة وردت في الفيلم على لسان إحدى البطلات: “أيام القصف كنا سعداء أكثر”، قالت عضوة مشاركة في الجلسة: ربما يعود ذلك لوجود أمل لدى النساء حينها بالوصول لحلم لحرية والخلاص من الاستبداد.

وعن إحدى لقطات الفيلم التي صورت محفظة السفر مع عبارة “يلا ارحل يا بشار”، قالت فاطمة الحميد عن الخيارات الصعبة التي كان عليهن الاختيار بينها: “في البداية كان من الاستحالة قبول التهجير، وعندما وقع كان كطلوع الروح. أضاء الفيلم على الصورة المشرقة من حياة النساء لكننا في الحقيقة ما زلنا نعاني حتى اليوم، لكننا مستمرات”.

أجمعت المشاركات في الجلسة أن ارتباط النساء بالأرض وثيقاً، وانتزاعهن منها يسبب آلاماً كبيرة لهنَّ، ورغم ذلك كان انتقالهن لبيئة جديدة يمثل الولادة والحياة الجديدة، وقد أثبتت النساء السوريات قدرتهن على البناء في أحلك الظروف.

أكدت العضوات المشاركات في نهاية الجلسة على ضرورة إيصال قصص النساء وما تعرضن له خلال سنوات الثورة السورية، وأن الفيلم يعتبر وسيلة مهمة لتوثيق قصصهن، ليعرف العالم أجمع بها ولتبقى في الذاكرة وحفظها من النسيان أو التشويه.