إدلب وذكريات القصف في الغوطة

استحضرت اليوم على خلفية ما يحدث في إدلب كل ذكريات القصف والموت التي مرت علينا في الغوطة الشرقية، استحضرت كل مرة ضممت فيها ابنتي خوف أن يقع الردم فوقنا وندفن أحياء، استحضرت أصوات الطائرات الحربية والبراميل وصواريخ الفيل وكل أسلحة الموت التي مرت فوق رؤوسنا، رائحة الكلور، رائحة الأقبية الرطبة التي كانت مكان إقامتنا لما يزيد عن الشهر والنصف، استحضرت القصف والموت والدم والحصار والجوع.

شعرت بما يعيشيه أهل إدلب في هذه الأيام، شعرت بأوجاعهم وخوفهم ومخاوفهم، شعرت بوجع نزوحهم رغم أنني لم أكن مضطرة للنزوح للعراء مثلهم، فلقد كانت إدلب ملاذنا الآمن، فخلال الحملة الشرسة الأخيرة التي شنها النظام على الغوطة الشرقية كنا نحاول البقاء والاستمرار في الحياة، لأن إدلب كانت أملنا ومساحتنا الخضراء التي سنبدأ بها حياتنا بعد نزوحنا، أهل إدلب الطيبون الكرماء الذين استقبلوا بحفاوة كل من لجأ إليهم لم يتبق لهم اليوم مكاناً لينزحوا إليه، إدلب التي ضمت كل النازحات والنازحين.
يارب ندعوك أن تحمي أهلنا في إدلب وتحفظ وطننا.

الكاتبة: ليلى بكري Laila Bakry عضوة الحركة السياسية النسوية السورية.