تحضيرات العيد في إدلب

عند اقتراب العيد وتحضيراته أصرت هدى (من مدينة الدانا) على أن تحافظ على طقوس العيد رغم ما تعانيه المنطقة بأكملها من ويلات الحرب والدمار، وبالرغم من خطورة الطريق ذهبت هدى كعادتها في نهاية كل رمضان إلى سوق معرة النعمان، مع زوجها وحفيدتها فاطمة ذات السبعة أعوام التي تقوم بتربيتها بعد أن استشهد والدها، وكما رافقتهم ابنتها المتزوجة وهي أم لخمسة أطفال أرادت أن تزور طبيبها في معرة النعمان. أرادت هدى أن تشتري لحفيدتها فاطمة ثياب العيد علها تستطيع أن تستبدل نظرات الخوف والرعب التي رافقت الطفلة منذ بداية الحملة الهمجية بابتسامة غابت عن وجهها، في محاولة منها لتعويضها عن معاناتها في الأيام الماضية، ولإيمان هدى أيضاً بحق حفيدتها اليتيمة بالفرح في العيد ككل الأطفال في باقي الأوطان.

الطائرات الحربية الأسدية الروسية التي طالت غاراتها البشر والحجر لتقضي على كل مظهر من مظاهر الحياة وتنشر الموت والخراب والدمار، كان هدفها هذه المرة أحد المحال التجارية في سوق معرة النعمان، لا لتقضي على إرادة هدى برسم الفرحة التي أصرت أن تقدمها لحفيدتها فحسب، بل لتقضي على الحياة وتنشر الموت كعادتها فأصابت العائلة بأكملها، انتقلت هدى وزوجها لمشفى في إدلب بسبب إصابتهما الخطيرة، بينما استشهدت على الفور ابنتها وحفيدتها. 
تسببت هذه الضربة بيتم خمسة أطفال كانوا ينتظرون عودة والدتهم من زيارة الطبيب ليطمئنوا عليها، وأنهت حياة طفلة يتيمة أرادت جدتها أن تسرق لها فرحة من أنياب الظلم والموت.

روت لنا تفاصيل الحادثة عائشة طعمة Aishah Touma