عمل المرأة السياسي حق طبيعي لها يجب أن تحصل عليه

سها الأحمد (اسم مستعار)،


مواليد 1976، من ريف إدلب، خريجة هندسة من جامعة حلب، تعمل حالياً في إحدى المنظمات النسائية في ريف إدلب، عضوة في الحركة السياسية النسوية السورية.
مع انطلاق الثورة عام 2011 كانت سها موظفة في إحدى الدوائر الحكومية في مدينة إدلب، ولأنها من مجتمع محافظ، لم يكن يسمح للمرأة أن تخرج في المظاهرات في البداية. تصف سها مشاركتها في الثورة بالوجدانية، حيث كانت تتابع كافة المظاهرات وتخرج إلى الشوارع لتشاهدها وتحيي المتظاهرين، الأمر الذي جعل أحد الموظفين في الدائرة معها يحاول كتابة تقارير ضدها والإبلاغ عنها بصفتها معارضة، لذلك قررت أن تترك الوظيفة منذ بداية الثورة.
رغم أنها كحال كثير من السوريات/ين قبل الثورة، لم تكن سها مهتمة بالشأن السياسي باعتباره من المحظورات في ظل نظام الأسد، إلا أنها تقول مع بداية ثورات الربيع العربي ورؤيتها لانتفاضات الشعوب الأخرى ومطالبتها بالحرية والتخلص من أنظمتها الفاسدة، تولدت بداخلها رغبة قوية بالثورة على النظام وظلمه، وأصبحت تحلم ببلد تسود فيه الحرية، ولا يقتل فيه الإنسان لمجرد تعبيره عن رأيه. تقول سها إنه وبعد أن تحررت منطقتها في ريف إدلب، أصبحت تشارك في ندوات ومحاضرات توعية مدنية ومجتمعية، ودورات لتمكين المرأة سياسياً، وانتسبت إلى الحركة السياسية النسوية السورية، كما عملت في إحدى المنظمات التي تعنى بحقوق المرأة. تعتبر سها أن عملها السياسي هو حق طبيعي يجب أن تحصل عليه، مثلها مثل الرجل، كونها مواطنة مثله، ولها الحق في التعبير عن رأيها فيما يخص مستقبل بلدها، خاصة وأنها ترى أن النساء هن أكثر من عانى من الحرب في سوريا، وتحملن أعبائها من كافة النواحي، وبالتالي لهن الحق في المشاركة في صنع القرار.

’’انضممت إلى الحركة السياسية النسوية السورية لأنني وجدت فيها منبراً للتعبير عن رأيي، وبيئة تلبي طموحي في العمل من أجل تحقيق العدالة والحرية والمساواة، وتغيير نظرة المجتمع إلى النساء، وتعزيز ودعم مشاركة المرأة في العمل السياسي، وزيادة نسبة تمثيل النساء في الأجسام السياسية الأخرى.‘‘

من التحديات التي واجهت وتواجه العمل السياسي في سوريا، تقول سها هو وجود الأطراف الخارجية والتبعية لها، وعدم الاتفاق على رأي موحد ضمن المعارضة نفسها. وبالنسبة للتحديات التي واجهتها كامرأة في عملها السياسي، هي نظرة المجتمع بشكل عام إلى النساء وتهميش رأيهن في المجال السياسي، حتى بعد تحرر منطقتها من النظام، أصبحت الفصائل الإسلامية هناك هي من تتدخل وتضيق على النساء. انضمت سها إلى الحركة السياسية النسوية السورية لأنها وجدت فيها منبراً تعبر من خلاله عن رأيها، وبيئة تلبي طموحها في العمل من أجل تحقيق العدالة والحرية والمساواة، وتغيير نظرة المجتمع إلى النساء، وتعزيز ودعم مشاركة المرأة في العمل السياسي، وزيادة نسبة تمثيل النساء في الأجسام السياسية الأخرى. تقول سها إنها تتوقع أن تنجز الحركة الكثير من خلال إيصال أصوت النساء إلى الساحة السياسية وأماكن صنع القرار، لأنها تضم نساء يعملن بكل إخلاص، وانطلاقاً من مبادئ ثابتة، للوصول إلى أهدافهن التي تمثل أهداف كافة النساء السوريات.

’’أحلم بسوريا موحدة، آمنة، ديمقراطية، خالية من الطائفية أو التمييز بكافة أشكاله، خالية من الظلم والاستبداد والفساد.‘‘

تؤكد سها أنه يجب علينا ألا ننسى دماء الشهيدات والشهداء، يجب أن تبقى حافزاً لنا لكي تنتصر ثورتنا. يجب علينا أن نبقى مؤمنات/ين ومتمسكات/ين بأهداف التي خرجنا من أجلها، ونعمل على تثقيف ونشر الوعي السياسي بين النساء بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام، لنحصل على الحرية التي طالبنا بها ولنعيش في ظل قانون يحمي ويساوي بين الجميع؛ رجالاً ونساءً.

تحلم سها بسوريا موحدة، آمنة، ديمقراطية، خالية من الطائفية أو التمييز بكافة أشكاله، خالية من الظلم والاستبداد والفساد، يحترم فيها الإنسان وينال كافة حقوقه، وتتساوى فيها النساء مع الرجال في الحقوق والواجبات. سها: “نساء سوريا هن أعظم النساء في التاريخ لأنهن صابرات، مناضلات، عانين من الظلم والقهر، وقدمن تضحيات كبيرة خلال الثورة، كما أنهن أثبتن جدارتهن في كافة المجالات ومن بينها المجال السياسي. أدعو النساء السوريات إلى التمسك بالأمل والإصرار لمتابعة المشوار والوصول إلى أهدافهن، وأن يساعدن بعضهن البعض ليكن واعيات لحقوقهن الاجتماعية والسياسية”.