مقابلات مع عضوات وأعضاء الحركة السياسية النسوية السورية خلال المؤتمر العام الرابع للحركة

على هامش المؤتمر العام الرابع للحركة السياسية النسوية السورية، الذي عقد تحت شعار “السوريات صانعات القرار” من 1 إلى 4 تموز من العام الجاري، أجرى الفريق الإعلامي مقابلات مع عدد من عضوات وأعضاء الحركة للوقوف على آرائهن/م وتصوراتهن/م عن تطور الحركة خلال الخمس سنوات الماضية ودورها وموقعها في خارطة الشأن السوري اليوم، والتوسع في بعض النقاط التي جاءت في التقرير السياسي الصادر عن الحركة، بالإضافة إلى انطباعاتهن/م ومشاركتهن/م في مجريات ومخرجات المؤتمر. 

 

أعدت وأجرت المقابلات: رجا سليم

 

1- خمس سنوات مرت على تأسيس الحركة السياسية النسوية السورية واليوم تعقد مؤتمرها العام الرابع. ما هي أبرز ملامح الحركة السياسية النسوية السورية التي تبلورت خلال السنوات الماضية  والتي ركز عليها المؤتمر؟ وكيف تصفين الحركة كجسم سياسي نسوي في المشهد السوري؟


صبيحة خليل: عضوة مؤسسة في الحركة السياسية النسوية السورية
من المهم جداً بعد خمس سنوات من تأسيس الحركة السياسية النسوية السورية أن لدينا العزم للاستمرار في العمل السياسي. نحن النساء من الصعب أن نقتنع أنّ الحقل السياسي حقل نظيف يلاءم المبادئ النسوية، اليوم هناك عزم من النساء النسويات أن يتابعن في هذا المسار السياسي لأنهن يؤمنّ إن لم يتواجدن في مراكز صنع القرار، فالتغيير المنشود الذي تأمله النسويات سواءً على الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي أو القوانين والدساتير، لا يمكن تحقيقه ما لم نكن نحن في صلب صناعة القرار، فأنا أرى ما تم إنجازه في هذا المؤتمر هو التأكيد على المسار السياسي للحركة.

 

صبا حكيم: عضوة مؤسسة في الحركة السياسية النسوية السورية

بعد مرور ما يقارب الخمس سنوات أرى أننا حققنا على الأقل إنجازات داخلية على صعيد بلورة عملنا وهيكلية عملنا كجسم سياسي نسوي. شخصياً، الحركة السياسية النسوية السورية أتاحت لي العمل عن قرب مع نساء سوريات تجمعهن قضية أساسية رغم اختلاف الانتماءات وتعدد الآراء. في الجلسة الختاميّة للمؤتمر أسعدني تواجد الضيوف من الشركاء ولاحظت حجم التطور الذي يضيف للحركة بحيث أصبحت جهة موثوقة من قبل الشركاء والدول الفاعلة دولياً، والأهم أنها متمسكة بمنظورها النسوي في العمل السياسي، نحن كنساء نسويات، ضد التمييز وضد التهميش، ونطالب بحقوق الإنسان وبحفظ الكرامة، وتحقيق التغيير. وعلى رأس ملفاتنا؛ ملف المعتقلات والمعتقلين والمغيبات والمغيبين، والكشف عن مصير جميع المختفيات والمختفيين قسراً، موقنات أن لا حل لسوريا إلا الحل السياسي وتحقيق العدالة الانتقالية.

 

بسمة قضماني: عضوة مؤسسة في الحركة السياسية النسوية السورية
الحركة السياسية النسوية السورية عملت على تنظيم نفسها كجسم سياسي، ونجحت بذلك نجاحاً رائعاً، دليل ذلك أنه رغم كل الاختلافات بالرأي والرؤى، خلقت الحوارات مجموعة حقيقية لديها الرغبة ليكون لها صوتاً جماعياً. نجحنا في هذا إنما لم نحدد بعد ما هي استراتيجيتنا في العمل السياسي والمشاركة السياسية، بمعنى أن الملف السوري غير مطروح في الساحة السياسية الآن لكن مصيره أن يعود للطرح ولإيجاد حل له، في تلك اللحظة، يجب على الحركة أن تضع سيناريوهات معينة، هل سيجلس الرئيس الروسي والأميركي ليجدا حلاً للقضية السورية وحدهما، أم سيجتمعون مع شخصيات من المنطقة، شخصيات من تركيا وإيران والخليج ومن مصر، ويجدوا حلاً للقضية السورية دون أن يتحدثوا معنا، للأسف أصبح ملفنا السوري ملفاً إقليمياً دولياً، في هذه الحالة كيف سيتواجد صوتنا؟ بوجود جسم سياسي أو دون وجود جسم سياسي، نحن كنساء ما الذي يمكننا القيام به أمام هذه السيناريوهات، لأن هذا الملف سيتحرك في لحظة معينة، وسنكون متأخرات/ين إن لم نملك خطة معينة، هذا ما أعتقد أنه العمل الأساسي الذي يجب أن تقوم به الحركة السياسية النسوية السورية، من جهة من أجل التحضير لهذه اللحظة، ومن جهة أخرى من أجل تنشيط نفسها وإعطاء نفسها هدفاً عملياً لكي تظهر المواقف واختلافات الرأي حول الموضوع حتى نصل إلى استراتيجية مشتركة، أنا أعتقد أن هذه اللحظة هي اللحظة المناسبة.

 

مريم جلبي: عضوة مؤسسة في الحركة السياسية النسوية السورية
نحن كحركة نقدّم توجهاً جديداً بكوننا فاعلات سياسياً، ولكن سياستنا نسْوية فيما يتعلق بكل المواضيع،  مثلاً لنأخذ موضوع إعادة الإعمار في سوريا، إذا لم يطبّق من منظور نسْوي فلن يأخذ بعين الاعتبار كيف تصمم الشوارع، وأين تبنى المدارس وكيف تتوزع الخدمات والمرافق العامة، إذا لم تكن النساء مشاركات في صنع القرار السوري لا يمكن للبناء بشكل بنيوي أن يخدم المجتمع، المنظور النسوي في العمل السياسي يأخذ بعين الاعتبار كل فئات الشعب بكافة احتياجاتها. نحن في الحركة السياسية النسوية السورية نقول إن الأولويات عندما تقودها النساء أو الرجال من منظور نسوي؛ فهي تخدم المجتمع ككل بصغاره وكباره. فنحن كحركة نسوية سياسية سورية نقدّم نموذجاً جديداً، نحن لا نعمل فقط على حقوق المرأة وإنّما على حقوق الجميع.

 

هيام الشيروط: عضوة  في الحركة السياسية النسوية السورية، وعضوة سابقة في أمانتها العامة
برأيي لعبت الحركة دوراً كبيراً في نقل صورة الواقع السوري عبر تواجدها في المحافل الدولية وهذا في غاية الأهمية بظل عمليات تطبيع بعض الدول مع النظام السوري والتعتيم على حقيقة الوضع في سوريا. فوجود النسويات في المحافل الدولية له أهمية كبيرة في إيصال صوت الداخل ومعاناته، وصوت السوريات والسوريين في مخيمات اللجوء والمنافي، والمطالبة المستمرة بالمعتقلات والمعتقلين. في الحركة السياسية النسوية السورية أمثلة حية من هذا الواقع، من زميلاتنا العضوات من هن زوجات لمغيبين قسراً، وسمعنا في آخر أيام المؤتمر شهادة إحداهن عن زوجها المغيب منذ سنوات ومطالبتها لممثلات وممثلي الدول الفاعلة اللواتي/الذين حضرن/وا الجلسة الختامية بكل وضوح بالمطالبة الجدية بالكشف عن مصير زوجها وباقي المعتقلين/ات.  هذا مثال واحد لعشرات آلاف القصص. نحن حريصات على إبقاء هذه الملفات حية وساخنة ونعرف أن هناك من يسمعنا، ويرغب بمساعدتنا. نعلم أن مشوارنا صعب ولكن بعد مرور خمس سنوات على تأسيس الحركة السياسية النسوية السورية أؤكد وأردد شعار المؤتمر العام الرابع للحركة “السوريات صانعات القرار”. 

 

هند قبوات: عضوة مؤسسة في الحركة السياسية النسوية السورية

فعاليات المؤتمر تلخص توجهات الحركة السياسية النسوية السورية ومنظورها، شخصياً لمست اليوم مفهوم الديمقراطية في صفوف الحركة بشكل عملي وليس كشعار متبنى. رأيت شابّات من مختلف الأطياف والانتماءات السياسية. كنّا مجتمعات وانتخبنا عضوات الأمانة العامة الجديدة، وناقشنا ملفّات مهمة، واختلفنا، واتفقنا. الحركة السياسية النسوية السورية اليوم تمثل سوريا التي نحلم بها، فعلى الرغم من كل اختلافاتنا، تجمعنا قضيتنا وأملنا بأن غداً سيكون أفضل لأن لدينا شابّات سنكمل المشوار معهن، وهو مشوار صعب لكنهن أثبتن في الأيام الماضية أنهن يستطعن الاستمرار بطريقة أفضل منّا. 

 

2– ركزت الحركة السياسية النسوية السورية في مؤتمرها العام الرابع على موضوع الانتقال السياسي، والسلال الأربعة الواردة  في القرار 2254، ونعرف أن هذا الملف قد لفّه الجمود منذ عام 2017، كيف يمكن للحركة ككيان، ولعضواتها و أعضائها المتوجودات/ون والفاعلات/ون في أجسام أخرى أن يعدن تحريك هذا الملف، وكل القضايا الحسّاسة المتعلقة به؟

 

صبيحة خليل 

كنت أتمنى أن لا أكرر المكرر، فالقضية السورية اليوم تمّ تدويلها، والاستقطابات الدولية التي لم تصل إلى تسوية معينة فيما بينها وهي التي تتقاذفنا بين مصالح الدول، نخشى مانخشاه أن لا تكون مطالب الشعب السوري، ومصالح الشعب السوري، من ضمن هذه التسوية النهائية. لذا نركز دائماً في الحركة السياسية النسوية السورية بتذكير المجتمع الدولي أنه في نهاية أي صراع سيكون هناك حلاً، ولكن نريد دائماً نحن السوريات/السوريين أن نلملم هذه المطالب ونضعها في سلّة المجتمع الدولي ونقول نحن هذه مطالبنا، هذه مطالب الشعب السوري لا تنسوها، أنتم تعملون لمصالحكم، وندرك أنكم لا تعملون كما يقال “جمعيات خيرية”، ولا تنسوا أننا نحن لنا مصلحة، لا تنسوا أن هذا الشعب يجب أن يعيش في سلام مستدام، لاتنسوا المحاسبة، لا تنسوا المعتقلات والمعتقلين، لا تنسوا وأنتم تشرعون في ابتداع حلول مجتزئة، أنّ هذا الشعب لايريد أن يمضي حياته في المعتقلات، ولا يريد أن يكون جزءًا من لعبة التغيير الديمغرافي الذي تعملون على فرضه على كل السوريات والسوريين في كل الجغرافيا السورية على اعتباره جزءًا من الحل، لن يكون جزء من الحل. لقد قالت السوريات والسوريون كلمتهن/م وهكذا حلول مفروضة من دول مدفوعة بمصالحها ستودي بنا إلى فقدان هويتنا السورية، وستؤدي إلى تقسيم سوريا. إن أحد مخرجاتنا دائماً يكون بأننا نريد وحدة سوريا أرضا وشعباً، ومن يريد أن يتلاعب بنا يجب أن نوقفه عند حدّه، ونقول كلمتنا كسوريات إنّ هذه الحلول لا تناسب الشعب السوري.

 

هند قبوات
برأيي أن هذا الموضوع جغرافية سياسية، وللأسف ليست كل مفاصل العمل والقرارات بيدنا كسوريات وسوريين، ولكن نستطيع مثلاً أن ندفع بشابّات الحركة السياية النسوية السورية إلى الأمام، إلى الصف الأول فنحن كبرنا في السن، ويجب عليهن أن يستلمن الأمانة، ويبدأن بالعمل على هذه الملفات الهامة والحساسة من منظور شاب وبتوجه ولغة واستراتيجيات لم يجربها جيلنا. اليوم القرار 2254 موجود وينشط ويتجمّد حسب مصالح الدول، وما يمكننا فعله كحركة اليوم هو دفع الشابّات للصف الأول ليعملن ويتابعن الملف. والملف السوري كأي ملف في العالم قد يستغرق وقتاً طويلاً، ولكن طالما لدينا مجتمع مدني، ولدينا سياسيات شابّات هذا الملف لن يضيع، الجمود وارد ومفهوم تبعاً للمتغيرات الدولية الجارية بشكل متسارع، لكن جمود الملف لا يعني إغلاقه وقضيتنا وملفاتنا لن تسقط بالتقادم، وإن كانت مهملة على الطاولات الدولية فالبنسبة لنا هي أولوية.

 

3- استمعنا اليوم لعضوة الحركة السياسية النسوية السورية لينا وفائي في مداخلة متعلقة بالمعتقلات مع أطفالهن في سجون النظام السوري، هل من الممكن للحركة أن تعمل على ملف المعتقلات والمعتقلين بشكل مجزء كأن تعطي أولوية للمطالبة بالمعتقلات النساء والأطفال أم أن خيار تجزئة الملف غير مطروحة؟

 

هند قبوات
عندما يطرح هذا الملف في جنيف نتحدث دائماً عن الأمهات والأطفال، كنقطة حساسة جداً في موضوع الاعتقال بالعموم يمكن البناء عليها. أنا مع العمل على ملف الأطفال والمعتقلات، وبالتوازي نواصل العمل الحثيث من أجل الإفراج عن كافة المعتقلين. هذا الملف مهم جدّا، وأنا شخصياً لم أتحدث مع أي عضو/ة خلال المؤتمر إلا وكان إما معتقلاً/ة سابقاً/ة، أو لديه/ا معتقل/ة من أهله/ا. إذاً  هذا ملف شخصي وسياسي وتستخدمه الدول كآلة ضغط ونحن نستطيع أيضا كحركة أن نقول: أهم شيء بالنسبة لنا هو المعتقلات والمعتقلين، وليس خطأ أن نبدأ بالأطفال والأمهات كنقطة انطلاق لكسر الجليد والجمود الذي حدث.

 

صبيحة خليل
الاعتقال واحد وهو جريمة ضد الإنسانية، مايخصّ المعتقلات كجزئيّة أنّ المعتقل يخرج من السجن بطلاً، ولكن المعتقلة تخرج موصومة وعليها أن تصمت ما تبقّى من حياتها. أدرك تماماً أن هناك اتجاهاً آخراً، وأنّ بعض النساء خرجن كبطلات، لا توجد دائماً البيئة المناسبة التي تتخذ من النساء بطلات بعد الاعتقال ومن هنا تأتي خصوصيّة التركيز على المعتقلات، هناك العنف الجنسي الذي تمّ اتخاذه سلاح حرب على الساحة السوريّة وقد استخدمته ومارسته مختلف سلطات الأمر الواقع، ولكن علينا أن نعرف لماذا التركيز على المعتقلات، فمن الناحية الإنسانية نحن نطالب بكل المعتقلات والمعتقلين في كل السجون، أما ما نخصصه بخصوص المعتقلات في هذه الجزئية لأنّ النساء تمّ استخدامهن كسلاح حرب، واستخدمته سلطات الأمر الواقع بنفس الوارد، وتم استخدامهن كأوراق ضغط للنظام ضد المعارضة، أو للمعارضة ضد بعضها.

 

4- شهدنا مؤخراً عودة العلاقات بين بعض الدول العربية والنظام السوري، هل برأيك عودة هذه العلاقات ستؤثر على السياسة الدولية في التعامل مع النظام السوري؟ وهل للحركة اليوم علاقات وتواصلات مع دول عربية من شأنها خلق تحالفات لرفد الحل السياسي والحد من شرعنة النظام في السياق العربي؟

 

هند قبوات:
السياسة مصالح، ولا يوجد دولة تعمل لمصلحة الآخرين، صديقك اليوم هو عدوّك غداً، وصديقك غداً هو عدّوك اليوم لذلك نحن نحاول أن نرى في أي تحالف ماهي مصلحة سوريا، وهي المصلحة رقم واحد. عندما تقوم دول عربية أو غربية بالتطبيع مع النظام نسأل: لماذا؟ وماهو مدى هذا التطبيع؟ وإلى متى؟ ونحن كحركة يجب أن نفكّر بمصلحة سوريا بداية، وواجبنا كجسم سياسي أن نخدم الشعب السوري لذلك يجب أن تكون علاقاتنا متوازية ومتساوية، ومدروسة وفقاً لمصلحة قضيتنا. من المهم للحركة السياسية النسوية السورية أن يكون لها علاقات مع الجميع، وأن تفتح الأبواب للجميع، يجب علينا أن نفكّر بطريقة منطقية وبراغماتية حتى نعرف إلى أين سنتجه، فمن ليس صديقنا اليوم من الممكن أن يكون صديقنا وحليفنا غداً. 

 

صبيحة خليل:
نعم، اليوم تتجه الدول ولديها النية مدفوعةً بمصالحها إلى التطبيع مع النظام، ولكن نحن كسوريات/سوريين نقول إننا نعوّل على هذه التباينات في مواقف الدول، نحاول أن نلعب نحن أيضاً في هذا الملعب، ونجعل الرسالة السورية واضحة لتلك الدول التي مازالت متمسكة بعدم التطبيع مع النظام السوري، ما لم يطبق الحل السياسي، ليضغطوا على تلك الدول التي تتجه إلى التطبيع مع النظام.

 

5- تتبنى الحركة السياسية النسوية السورية رؤية تعزيز صوت الفئة الشابة في الحركة، ومشاركة الشابّات في الشأن السياسي رغم التفاوت في الآراء والرؤى التي تعمل بها العضوات المخضرمات سياسياً، والعضوات الشابّات في الحركة. كيف تصفين ديناميكية التعاون في الحركة بين الجيلين؟

غنى الشومري: عضوة في الحركة السياسية النسوية السورية وعضوة سابقة في أمانتها العامة
على الرغم من هذه الفروقات إلا أن الحركة السياسية النسوية السورية قطعت شوطاً في هذا الصدد، ففي أماكن وأجسام سياسية أخرى نجد أن هذه الفروقات تدفع الفئة الشابة للتنحي لأنهم الأضعف على الأرض، بينما تعمل الحركة السياسية النسوية السورية على دعم الشابّات، وأكبر مثال على ذلك بأني كنت عضوة أمانة عامة. وفي الحركة السياسية النسوية السورية لدينا برامج للتمكين السياسي للشابّات، والمساهمة الأكبر في التقرير السياسي السنوي للحركة الصادر عن المؤتمر العام الرابع كانت للشابات السياسيّات. وكمثال على برامج لتمكين الشابّات السياسيات في الحركة أننا كشابات التقينا بهيئة التفاوض  وأجسام سياسية أخرى، ومع منظمات دولية في جنيف، وهذا المشروع مستمر، وقد عزز هذا التوجه وجود شابّات في الأمانة العامة للحركة مؤمنات بنقل المعرفة من الأكبر سنّاً إلى الأصغر سنّاً، فالشابات سيطرحن قضاياهن وسيكون هناك تجاوب، أمّا في حال غيابهن فإن المطالبة بهذه المواضيع ستغيب عن ذهن البعض خاصة أنه في قضيتنا السورية هناك أولويات كبيرة ومتنوعة، فدائماً وجود الأشخاص المعنيين في المكان المناسب هو مايجعل قضايا كافة الفئات مطروحة على الساحة.

 

ثريا حجازي: عضوة في الحركة السياسية النسوية السورية وعضوة سابقة في أمانتها العامة

يالنسبة لنا في الأمانة العامة السابقة كنّا من الجيل الثاني وهو جيل الثمانينات، ومن الشابّات، وهذا دليل على وجود حماس عند الجيلين لخوض التجربة السياسية، ومن المؤكد أنه يوجد في الجيل الأكبر سناً من يؤمن بضرورة وجود دم جديد يرفد العمل السياسي في سوريا، وهؤلاء كنّ داعمات للشابّات باستمرار. في الحركة السياسية النسوية السورية يوجد برنامج واضح لدعم الشابّات ووصولهن لمراكز صنع القرار، وهذا جزء من رؤية الحركة، ولا نستطيع التحدّث في هذه الرؤية إن لم تكن مُطبّقة داخلياً، ففي تشكيل اللجان هناك أكثر من مساحة حتّى تستطيع الشابّات تطوير مهاراتهن، فمثلاً لجنة الحوارات مفتوحة للجميع، وعندما تُدار الحوارات من لديه خبرة يطرحها، ولكن دائماً هناك اهتمام بسماع الصوت الآخر والذي لديه تجربة مختلفة، فتجربتنا كجيل أخذناها من الشارع، وليس من الاجتماعات والأحزاب والعمل السرّي، كذلك أخذت الأمانة العامة السابقة بعين الاعتبار تفاوت القدرات عند الشابّات، وافتتحت مساحة النادي الثقافي”ميدياتك” التي تطرح موضوعات سياسية ونسوية عبر الأفلام والكتب لتكون مساحة حرّة للنقاش والحوار، فهي مساحة مفتوحة لمن تشعر بأنها بحاجة لتعزيز معرفتها ومشاركة أفكارها، وكنّا نرى كيف أن العضوات والأعضاء يصبحن/ون أكثر قدرة على الحوار في النادي الثقافي، ومن ثم يصبحن/ون أكثر فاعلية في المساحات الأخرى.

 

ديما أحمد: عضوة في الحركة السياسية النسوية السورية
أنا انتسبت للحركة السياسية النسوية السورية العام الماضي خلال فترة انتشار وباء كوفيد، فلم يتسن لي الوقت الكافي بعد للانخراط بشكل كلي بسبب ظروف الجائحة. لكن بشكل مبدئي توجد مساحة للشابات للتعبير عن آرائهن إلا أن الفارق في الخبرة السياسية بين العضوات الأكبر سناً وبيننا يجعل بعضهن تمارس، أحياناً، دور الأمهات على العضوات الشابات، فالكثيرات منهن انخرطن في العمل السياسي قبل الثورة السورية بكثير ولديهن خلفيات واسعة عن السياق السوري سياسياً. هذا الفارق يجعل رأي الشابات في بعض المرات أقل أهمية أو نضوجاً بالنسبة للعضوات المخضرمات.  

 

سهى القصير: عضوة في الأمانة العامة للحركة السياسية النسوية السورية

هناك عدد من  النساء الرائدات المتميزات في الحركة السياسية النسوية السورية، شخصياً أنا متابعة لنشاطهن االسياسي وقد استفدت كثيراً من تجاربهن، من وجهة نظري أراهن مرحبّات بالصوت الجديد، طبعاً توجد لديهن بعض الملاحظات وذلك نتيجة خبرتهن وتجربتهن وقد يكون هناك تعارض، ولكن نحن جيل يحب التطوير والتجديد ولذلك دائما نلتقي لمصلحة الحركة. وأعتبر أننا كنساء شابات اليوم، تجربة جيلنا مهمة أيضا للنساء اللواتي يأتين بعدنا وكذلك تجاربهن مهمة لنا، إننا نتعلم من بعضنا، وأنا معجبة جداً بحماس الشابّات وانفتاحهن على التمرس سياسياً.

 

لينا وفائي: عضوة مؤسسة في الحركة السياسية النسوية السورية
نحن الخبرة والماضي ولكن هنّ المستقبل، ولا أحد يعيش في الماضي، والحياة تسير إلى الأمام لذا حين نبني لمستقبلنا بشكل صحيح سيكون المستقبل صحيحاً، الشابات هنّ أملنا ودورهن الآن أن يأخذن منّا ما يناسب زمنهن ولا يعشن بقوالبنا بل يجدن قوالبهن الخاصة بهن. شخصياً، تعلمت منهن كثيراً، هنّ أكثر ديناميكية وحاولت تعلم ذلك منهن، هنّ الأكثر قدرة على التعامل مع قضايا العصر، حاولت أيضاً أن أغيّر من خطابي فأنا أعمل في السياسة منذ أربعين عاماً، كنت أحاول عبر العمل مع الشابات أن أتخلص من خطاب الثمانينات والتسعينات وأن أتعلم خطاباً جديداً يناسب العصر وسوريا الحالية، حاولتُ دائماً أن أتعلم من نشاطهن وحضورهن.

 

6- ختاماً، هلّا شاركتنا انطباعاً أو رأياً أو تطلعاً حول المؤتمر العام الرابع، والحركة  السياسية النسوية السورية بشكل عام في عامها الخامس؟

 

ماري تيريز كرياكي: عضوة مؤسسة في الحركة السياسية النسوية السورية

أشعر بأننا أصبحنا نقف على أرض صلبة تقريباً، بعد خمس سنوات تراكمت الخبرات وصرنا أكثر وعياً ونضجاً، وأدركنا ما هي إمكانياتنا وطورنا أنفسنا بشكل أفضل، والأهم من ذلك أننا صرنا نعترف بالآخر، ونعرف من الناجح في ميدان معين ونضعه في المكان الذي يبدع فيه، أعتقد بأن هذه هي قوتنا.


فريزة جهجاه: عضوة في الحركة السياسية النسوية السورية

أتمنى التقدم للحركة السياسية النسوية السورية وأن يكون هناك آليات جديدة أكثر، طبعاً هناك إنجازات للحركة لكنها قابلة للتطور أكثر. عندنا طاقات كبيرة في الحركة تمكننا من إيجاد آلية لتفعيل كل الطاقات ولتشجيع الناس التي لا تبادر، أعتقد بأنه من المهم أن نتمكن من استكشاف الطاقات المخبئة ومساعدتها  للظهور، وتفعيل هذه الطاقات، حينها نشكّل عملاً جماعياً جميلاً.

 

فضيلة الشامي: عضوة في الحركة السياسية النسوية السورية
سررت بجو انتخابات الأمانة العامة للحركة السياسية النسوية السورية، أتمنى للعضوات الجديدات كل التوفيق وأعتقد بأنها مهمة صعبة عليهن، خاصة من ليس لديها تجربة سابقة، أتمنى أن يكن حالمات وأن يمتلكن البراعة بالتعامل مع الآخريات/ين والصبر علينا جميعاً، أنا أشجعهن بكل طاقاتي وأشدُّ على أيديهن وكلي ثقة بهن، خاصة من انتخبتهن واخترتهن، لدي ثقة تامة بهن وأنهن سيكملن مدتهن وينجحن في مهامهن.

 

أسامة عاشور: عضو في الحركة السياسية النسوية السورية
لقد وصلت الحركة السياسية النسوية السورية لمرحلة بدأت فيها تحدد رؤيتها واستراتيجاتها، والمؤتمر مفصل لمراجعة الماضي وتوق للمستقبل، لقد تم التحضير للمؤتمر بشكل جيد والمتوقع أن تنبثق عنه خطة استراتيجية جديدة، كما أن التقرير السياسي تناول بدوره مفاصل هامة للعمل عليها في الفترة القادمة. أيضاً النشاطات المرافقة للمؤتمر كانت جداً قويّة، وقد تفاجأت اليوم بمعرض “موجة” الفني، صدمني بقوة تأثيره والتشاركيّة والتعددية التي أنتجتها هذه الفعالية. 

 

نضال جوجك: عضوة في الحركة السياسية النسوية السورية وعضوة سابقة في أمانتها العامة
أعتز وأفتخر بأنّ هناك نساء وصلن لأماكن مهمّة في أجسام سياسية، وحاولن أن يحافظن على ثباتهن كنسويات في هذه الأجسام الذكورية، والتي أغلبها لم تكن فقط أجسام سياسية سوريّة وإنّما تابعة لأجندات خارجيّة. في الحقيقة النسويات السوريات أثبتن أن لديهن القدرة بأن يصلن لأماكن في الأجسام السياسية وأن يغيرن هذه الأماكن للأفضل بحيث تستوعب الفكر النسوي الذي لم يكن ليطرح كمنظور أساسي في عملنا السياسي لولا جهود هؤلاء النساء. 

 

خزامى درويش: عضوة في الأمانة العامة للحركة السياسية النسوية السورية
كنت في الأمانة العامة السابقة للحركة السياسية النسوية السورية والحالية أيضاً، وأود أن أشير إلى بعض إنجازات الحركة للعام الفائت، كانخراط الأمانة العامة باللقاءات الثنائية لعرض قضيتنا، إضافة إلى مشاركة الحركة في جلسات مجلس الأمن، ومشاركتنا على هامش مؤتمر المرأة، وكان من المهم تفعيل الحوارات بين العضوات، والمنتدى السياسي الذي يوفر المساحة للمرأة لتكون فاعلة سياسيّاً. لقد كانت فترة فيها الإيجابي وفيها التحديات. أما بالنسبة لهذا العام وعلى الصعيد الشخصي، أتمنى أن أعطي العمل ما أرى حقيقة أنني قادرة أن أعطيه، وأتمنى أن تكون علاقتنا كمجموعة جديدة في الأمانة العامة جيدة حتّى نستطيع العمل بشكل تشاركي، لدينا خطة مبدئية لتفعيل العمل التشاركي مع كل العضوات. أتمنى أن نقدّم إنجازات جديدة للحركة السياسية النسوية السورية ندفع فيها للأفضل ونحاول أن نؤثّر في زيادة فاعلية كافة عضواتها وأعضائها.

 

ثريا حجازي: عضوة في الحركة السياسية النسوية السورية وعضوة سابقة في أمانتها العامة
كان المؤتمر بالنسبة لي تجربة جميلة أهم ما فيها أن المشاركات لديهن توجهات مختلفة كثيراً عن بعضهن، كذلك هن من بيئات مختلفة، ولكن دائماً عندما نريد أن نتفق على أمر يخصّ سوريا تلتغي هذه الخلافات. أيضاً اتضح لي، خاصة  أن هذا المؤتمر يعقد فيزيائياً بعد مؤتمرين افتراضيين، أن النساء عندما  يقمنَ بعمل ويردنَ إنجاحه يكون نجاحه أكبر بكثير من التصورات، وهذا أول لقاء لنا بشكل مباشر، فأنا في الأمانة العامة للحركة منذ سنتين وكان في المؤتمر عضوات التقيهن للمرة الأولى، واستطعنا أن نكون جميعاً في هذه المساحة، وهي مساحة آمنة. لقد تعبنا من التواصل على الشاشات السوداء خاصة أنّ هذا الجسم السياسي فيه حوارات ونقاشات كثيرة سياسية، وكذلك إنسانيّة، وعندما التقينا من جديد تلاشت الخلافات واستطعنا أن نؤكد بأن لقائنا من أجل سوريا. 

 

* كل ما ذكر في المقابلات يعبر عن رأي من أجريت معهن/م المقابلة، ولا يعبر بالضرورة عن رأي الحركة السياسية النسوية السورية