الكلمة الافتتاحية للمؤتمر العام الرابع للحركة السياسية النسوية السورية تحت شعار السوريات صانعات القرار
- تاريخ النشر: 3 يوليو 2022
الكلمة الافتتاحية لعضوة الحركة السياسية النسوية السورية شمس عنتر من سوريا
أسعد الله أوقاتكن/م.
في اليوم الثاني للمؤتمر العام الرابع للحركة السياسية النسوية السورية أحيّ الحضور كافة.
أربع سنوات مرت على انعقاد المؤتمر العام الأول للحركة وهي في ارتفاع تشمخ نضرة، تتحدى العواصف، حتى وصل أريجها للنساء السوريات على أغلب الجغرافيا السورية، وكذلك للسوريات في الخارج .
الحركة السياسية النسوية السورية أصبحت صدى لأصوتهن بسبل مختلفة مع العمل على تأمين مساحة آمنة لحمايتهن من أي انتهاك.
أخذت الحركة السياسية النسوية السورية على عاتقها العمل الجاد والسعي الحثيث لبناء نظام ديمقراطي يؤمن بالتعددية السياسية والثقافية وضمان حرية الرأي والتعبير وقد طرقت لذلك أبوابًا كانت محظورة سابقًا.
وقد كان للنسويين دورًا مميزًا فقد كسروا الرماح لصالح المساواة.
“لا أريد أن تتمتع المرأة بالسلطة على الرجل، ولكن على نفسها.” ماري ولستون كرافت”
اليوم أصبح للنساء الدور الفاعل من خلال جسم الحركة، فقد امتلكن أدوات ومهارات وبناء قدرات لمواجهة التحديات في ظل مفرزات الحرب الدائرة في سوريا التي لم توفر البشر والشجر والحجر.
“الإنسان قادر على خلق الحروب، والمرأة تخلق السلام فقط.” جيسي ديلون
الحركة السياسية النسوية السورية أصبحت في عمرها القصير طاعنة بالفكر النسوي تأخذه كمبدأ للعمل على التغيير نحو الأفضل متسلحة بكافة الوسائل.
“من الصعب أن تكون مقاتلاً عندما تكون يدك مغلولة.” كاساندرا دافي
للحركة السياسية النسوية السورية مشاركة فاعلة في المنتديات الثقافية والمحافل الدولية التي تهتم بالشأن النسوي، والسوري بشكل عام.
وقد بنت الحركة السياسية النسوية السورية شبكة من التحالفات مع منظمات نسوية والكثير من الشخصيات النشطة لتبادل الخبرات، وكان لتواصل الحركة مع نساء الداخل أعمق الأثر على إصدار أوراق سياساتية وإيصال أصواتهن إلى مصدر القرار.
“يجب أن تكون المرأة مليئة بالشجاعة لتحقيق أحلامها النائمة.” أليس ووكر
فالحركة السياسية النسوية السورية تعمل على أن تكون نبض الشارع السوري في الداخل من خلال العديد من الأنشطة التي تتضمن إيصال آراء النساء هناك بحيث تشاركنّ ولو بشكل غير مباشر في ترسيم مستقبل سوريا.
و من خلال المخرجات أصبح يحق لكل عضوات وأعضاء الحركة الفخر بما وصلت إليه. وطبيعي أن تكون هناك ثغرات والحركة جادة بسدها والعمل على تطوير أدواتها باستمرار.
الكلمة الافتتاحية لعضوة الحركة السياسية النسوية السورية رقية الطويل من مؤتمر تركيا
مرحبا بالجميع،
أنا رقية انضممت للحركة السياسية النسوية السورية منذ سنتين تقريبًا، ونحن الآن في المؤتمر العام الرابع للحركة.
ونتمنى أن يكون هذا المؤتمر بداية جيدة لعمل جيد ومؤثر على الساحة السياسية.
بعد الاتفاق بشكل عام على الأمور التنظيمية وكيفية سير العمل في الحركة من المهم جدًا اطلاع الجميع على التفاصيل الشائكة لنستطيع حلها معًا. وخصوصًا إن أساس اجتماعنا هو نقل الحركة نقلة نوعية لمكان أكثر تنظيمًا وأكثر تشاركية، لنكون أكثر قوة في الساحة السياسية.
و لتجنب الوقوع بمشاكل قد تؤدي إلى تغير أهداف الحركة لما لا يستحب.
فنحن في النهاية هدفنا الأسمى السعي لتحقيق مطالب الحركة السياسية النسوية السورية، ومنها مثلاً حق مشاركة النساء في الشؤون السياسية، وأن يكون لديهن مقاعد سياسية بما لا يقل عن ثلاثين بالمئة من المجموع العام في أي مجلس يعقد لمناقشة شؤون السوريات والسوريين. وذلك إيمانًا مننا أن النساء صانعات القرار، وهن أقدر على المشاركة الفعالة في جميع مجالات الحياة وخاصة المجال السياسي.
ونحن نسعى لتحقيق ذلك من خلال جهود الكثيرات والكثيرين من أعضاء الحركة. ومن يؤمن بأن تحقيق العدالة لا يتم إلا بإشراك النساء في اتخاذ القرارات.
اجتمعنا اليوم على أمل تجديد السعي للوصول لما نرمي من خلال الجهد المتواصل وتفكير العميق والحماس الكبير. آملين أن نجد دعم قوي من الجهات السياسية المختلفة، يرافقه حماس ومشاركة من قبل عضوات وأعضاء الحركة.
وفي الختام نسأل الله أن نكون عند حسن ظن الجميع
الكلمة الافتتاحية لعضوة الحركة السياسية النسوية السورية هوازن خداج من مؤتمر باريس
صديقاتي أصدقائي،
اجتماعنا اليوم متميز، لما يحمله من خصوصية اللقاء بعد عزلة الكوفيد.
وهو متميز أكثر بما سيحمله من مراجعات، وحوارات، وخطط، تدفعنا لنجمّع قوانا المختلفة، ونعزز قدراتَنا ونشحن طاقاتنا، بدعم بعضنا بعضًا لإكمال طريقنا الذي اخترناه مهما كانت بدايته شاقة. فنحن كنسوة، مهما تغيرت البدايات، ستبقى ثنائية الماضي والحاضر- التاريخ والواقع، هي التي تحكمنا.
وجميعنا نعلم، أنه رغم كل المتغيرات التي عاشتها سوريا، ليس سهلاً أن تحاول السوريات تعريف ذواتهن ثقافيًا وسياسيًا، وأن يكن نسويات وسياسيات في بلد ورث من التاريخ أنظمة أبوية أساسها تأديبنا وعزلنا نحن النساء. وصاغ حاضره نظام ديكتاتوري همه مقايضة الحقوق كلها بأمان زائف، فأفرغ السياسة من معناها كحرية وجعل منها نفاقًا أو عملاً هشًا يسهل تفتيته.
وفي واقع الحرب والفوضى، يستمر ميراث الذكورة وميراث الاستبداد خادمان وفيان لبعضهما البعض، ليشدا الطوق أكثر ويخنقا المطالب كلها، ويجعلا فكرة الفعل السياسي مسألة صعبة للجميع، وشبه مستحيلة للنساء فمطالبهن بالحرية والكرامة ومشاركتهن بالسياسة تشكل انقلابًا على كافة المعايير والوسائل التي رسختها أوهام مختلفة لخدمة مصالح المسيطرين حكاما ومتحكمين وسلطات مجتمعية وفكرية.
ورغم الصعوبات، انطلقت الحركة السياسية النسوية السورية قبل خمس سنوات، لترسم مسارا آخر يجعل من المعوقات تحديًا لابد من خوضه لإيجاد سبل التغيير في حاضر متعثر بإشكالياته المختلفة، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
واستطاعت الحركة السياسية النسوية السورية أن تشق طريقها لتكون مساحة للوعي النسوي الذي عبرت عنه غيردا لينر بقولها: “إن الوعي النسوي يتمثل في القدرة على معرفة الواقع، والإتحاد لمواجهته، والأهم أن من يخضن فيه يستطعن طرح رؤى بديلة والنضال لأجل حقوق كافة المهمشات/ين”.
إن حقيقة قوتنا التي نعيها جميعا أننا مختلفات ومختلفين بانتمائتنا الثقافية والفكرية والمجتمعية والسياسية، استطعنا، بفضل الحركة، التحالف معًا لنكون عابرات وعابرين لكافة الحدود الضيقة. وأن نعمل معًا لأن غايتنا التغيير مهما كان طريقه شاقًا.
ورغم كارثية الوضع القائم، بينت السنوات الماضية حقيقة إن وجود النساء في دائرة الفعل السياسي له قوة خاصة به، ومهما حاول أصحاب السلطات الاحتيال عليها لترويضها، فهم عاجزين عن طمرها، لأن للنساء حقوق يدافعن عنها من جيل لآخر.
ولأن ذكورية الشرق عاجزة عن اختراع بديل ديمقراطي وحر، وبناء دولة المواطنة المتساوية للجميع دون وجود النساء في ميدان السياسة.
وهذا ليس اختلاقًا أنتجه الخيال.
نحن معًا لأننا نستطيع أن نجعل ما هو شبه مستحيل ممكنا. ويكفي أن نتخيل مصير حقوقنا إذا كانت مصالح السلطات، سياسية أو اجتماعية هي التي ستكون صاحبة الكلمة الأخيرة، كي نسعى بكل قوتنا لامتلاك أدواتنا وأخذ دورنا كنسويات سياسيات غايتنا تعزيز الفكر السياسي القادر على التغيير. فالسياسة ليست وكرًا للكذب المنظم والتحزب وشهوة السيطرة والسلطة، كما تستخدمها الفئات المسيطرة لإحكام قبضتها على المضطهدين، إنما السياسة كما تختصر جوهرها حنة أرندت هي الحرية. هي التمسك بالفعل السياسي الذي يتجاوز منظور المقاومة بوصفها تفاعلاً مع حدث أو رد فعل عليه.
السياسة حرية لأن الفعل السياسي هو البدء والابتكار لخلق واقع مختلف، وهذا ما تسعى الحركة السياسية النسوية لتحقيقه.