لقاء الحركة السياسية النسوية السورية مع الولايات المتحدة الأمريكية حول زلزال سوريا وتركيا
- تاريخ النشر: 27 فبراير 2023
عقدت الحركة السياسية النسوية السورية يوم الثلاثاء 21 شباط 2023، عبر تطبيق زووم، اجتماعاً مع البعثة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة.
حضر الاجتماع من الجانب الأمريكي؛ السفيرة في البعثة الأممية لمجلس الأمن ليزا كارتي، بالإضافة للمستشار السياسي في البعثة الأمريكية لمجلس الأمن روبرت كريس. حضر الاجتماع من طرف الحركة السياسية النسوية السورية عضوات الأمانة العامة خزامى درويش، رويدة كنعان، وميسا المحمود المتواجدة في الشمال السوري، ومن فريق المشاورات الوطنية صبيحة خليل، ومن اللجنة السياسة ملك توما المتواجدة في تركيا.
جاء هذا الاجتماع كاستجابة لطلب الحركة السياسية النسوية السورية بعد رسائل الاستجابة الطارئة للكارثة الإنسانية، التي أعقبت الزلزال المدمر الذي ضرب كل من تركيا وسوريا في السادس من شهر شباط الجاري، ونتائجه الكارثية على سوريا. قدمت عضوات الحركة عرضاً شاملاً للحالة الإنسانية في مناطقهن، والوضع السياسي بما يتعلق بالزلزال، تطلعاتهن وتوصياتهن، وضرورة الحاجة لاستجابة طارئة.
ذكرت عضوات الحركة السياسية النسوية السورية خلال الاجتماع أن النظام السوري لم يعلن سوريا دولة منكوبة إلا بعد مضي 4 أيام من وقوع الزلزال، ولم يعلن الحداد على أرواح السوريات والسوريين الذين قضوا نتيجة الزلزال، ولم يقم بواجبه كدولة في إنقاذ الضحايا من تحت الأنقاض، بل فرض قيودًا إضافية على المنظمات المدنية التي بادرت لجهود الإغاثة، وربط كل المعونات المقدمة لمنكوبي الزلزال بمنظمة الهلال الأحمر المنهكة بالفساد، ومنظمة الأمانة السورية للتنمية التي تمارس الهيمنة والسلطوية على القطاع المدني منذ سنوات. ومن هنا شددت عضوات الحركة على أن هذا النظام لا يملك الأدوات والمقومات ليكون كفؤًا للاستجابة للكارثة التي دمرت منازل الآلاف من السوريات/ين فوق رؤوسهم، وشردتهم فوق تشردهم السابق نتيجة الحرب، وأنه لا يملك المقومات لتجعل المجتمع الدولي يصدق أنه يستطيع تحمل عبء الكارثة.
أكدت عضوات الحركة السياسية النسوية السورية أن الزلزال أثبت أن المجتمع الدولي غير معني بأرواح السوريات/ين الهامشية في حساباتهم، فالتحرك الدولي كان نحو تركيا منذ الساعات الأولى، وهو تحرك محق في الأزمات والكوارث، لكن المعايير كانت مختلفة تمامًا بالنسبة لسوريا، إذ بقيت المعابر بين سوريا وتركيا مغلقة حتى اليوم الثالث، وأن وحدها جثامين الضحايا كانت تعبر الحدود من الجانب التركي. وأن المعابر لم تفتح أو تصل المساعدات إلا حين خفت أصوات الضحايا تحت الأنقاض، وأن الدفاع المدني السوري والمنظمات محلية هم من قاموا بعمل جبار بعملية البحث وإنقاذ الضحايا وانتشال الجثث، بالرغم من نقص المعدات وضعف الإمكانيات وضخامة الكارثة.
أكدت عضوات الحركة خلال الاجتماع على التوصيات التالية:
1- إعادة النظر بشرعية النظام المنحلة من مسؤوليته تجاه مواطناته ومواطنيه، والإسراع بحل سياسي عادل وشامل يحقق التغيير الديمقراطي في سوريا موحدة أرضًا وشعبًا.
2- تطبيق القرار 2254 والقرارات الأممية الأخرى ذات الصلة.
3- تضمين القرار 1325 ضمن مسار الحل السياسي، وبناء استراتيجيات أممية تضمن المشاركة النسائية في كل الهيئات والإدارات بما فيها مراكز صنع القرار، وفي جميع المراحل، التعافي وإعادة الإعمار وإصلاح المؤسسات وبناء الاستقرار.
4- الشعب السوري هو من يحتاج لطوق النجاة وفك العزلة وليس النظام السوري، ونطلب ألا تؤدي جهود الإغاثة إلى قدرة النظام على إعادة تدوير نفسه، مع الحرص على تقديم المساعدات للمنكوبات/ين.
5- نرى ضرورة الإشراف الأممي على توزيع المساعدات المقدمة لضمان وصولها إلى مستحقيها، والمساهمة في المراقبة التي تضمن الشفافية وتقلل من الفساد.
6- العمل على رفع وصاية المنظمات التركية عن المساعدات المقدمة إلى شمال غرب سوريا.
7- دعم التجمعات السياسية النسوية والمنظمات النسوية والنسائية حتى تستطيع الوقوف صامدة، وتقوم بدورها التشاركي مع الجهات السورية لنضمن تضمين صوت النساء واحتياجاتهن وإشراكهن العادل في المستقبل.
8- أن تكون الاستجابة مراعية للاعتبارات الجنسانية، على سبيل المثال من خلال تقديم الدعم للمنظمات التي تقودها وتركز على المرأة؛ دعم صحة المرأة بما في ذلك صحة الأمومة والتوليد؛ وتعزيز الدعم النفسي والاجتماعي الفوري للنساء والأطفال وكذلك تنفيذ سياسات الوقاية من التحرش الجنسي.
9- أن يكون هناك ضغط دولي وأممي للكشف عن مصير المعتقلات والمعتقلين والمغيبات والمغيبين قسرياً، وإطلاق سراحهن/م ومشاركة مصيرهن/م مع ذويهم.
أثنى المستشار السياسي على شجاعة وصراحة عضوات الحركة في رفع أصواتهن وشجاعتهن في طرحهن.
أكد الجانب الأمريكي خلال الاجتماع على أن إدخال المساعدات يجب ألا يفسح المجال للنظام لإعادة تدوير نفسه. اتفقت السفيرة الامريكية والمستشار أن هناك تأخير في وصول المساعدات، وأن تحييد العقوبات لا يعني تجاهل جرائم النظام ولا السماح بإعادة تدويره.
وضحت المستشارة أن الولايات المتحدة الأمريكية تحرص أيضاً على إيصال المساعدات بأياد سورية، وأنها على صلة مباشرة بمنظمات سورية تعمل على الأرض، وتسعى للتواصل معها بشكل دائم لضمان وصول المساعدات.
أكد روبرت كريس على دعم مطالب الحركة سيما في الاستجابة الإنسانية العاجلة، وأن توصيات العضوات ستأخذ بعين الاعتبار في كل مراحل الاستجابة الحالية والمستقبلية، وعلى دعم الولايات المتحدة الأمريكية لوجود آلية محايدة لتوزيع المساعدات، وضمان عدم وجود تمييز ضد السوريات والسوريين. وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية ستنظر لمطالب الحركة السياسية النسوية السورية باستجابة جنسانية للكارثة الإنسانية، وتضع النساء والأطفال واحتياجاتهن كأولوية، كما أوصى كذلك بأهمية التواصل مع الدول العربية بما يتعلق بإعادة تأهيل النظام.
طلبت البعثة لقاء مستقبلي مع الحركة السياسية النسوية السورية للمتابعة، وأنها ستعمل على دعم الحركة في شبكة علاقاتها مع ممثلات وممثلي الدول.