مداخلة عضوة الحركة ديما موسى ضمن مشاركتها في مؤتمر بروكسل للمانحين لسوريا – نحن نسمعك! دمج أصوات النساء المحليات في عملية السلام السورية
- updated: 23 يونيو 2020
مداخلة عضوة الحركة السياسية النسوية السورية ديما موسى ضمن مشاركتها في مؤتمر بروكسل للمانحين لسوريا – نحن نسمعك! دمج أصوات النساء المحليات في عملية السلام السورية في 23 حزيران 2020
أريد أن أحيي جميع السوريات والسوريين، وخاصة النساء العاملات في أي مكان وفي كل مكان للمساهمة في عملية السلام.
كما أود أن أحيي السوريات والسوريين الذين يعانون بسبب الوضع الاقتصادي المتردي في جميع أنحاء سوريا: أنتن/م جزء مهم مما يدفعنا للاستمرار في عملنا.
أود أن أشكر زميلاتي هنا اليوم، على كل العمل الذي قمن به وما زلن يقمن به لضمان سماع أصوات النساء، والتحديات التي يواجهنها ويتغلبن عليها حتى يتمكنّ من القيام بما يقمن به.
أريد أن أشير إلى ما يمكن أن يكون الشيء الإيجابي الوحيد في الوباء الذي شلّ الحركة العالمية – فقد أتاح القضاء على مشكلة الحدود والصعوبات التي حالت بين العديد من السوريين المذهلين، وخاصة النساء مثل سعاد، نيڤين، منى، وهدى، وبين الإدلاء بشهاداتهن مباشرة. شيء يجب تذكره للمضي قدماً.
من المهم أن نكون هنا اليوم لنتحدث عن أهمية أصوات النساء في عملية السلام في سوريا، بعد 20 سنة من تبني مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1325، الذي وضع فقط على الورق ما كان ينبغي أن يكون بديهياً.
في الوقت نفسه، من المؤسف أننا ما زلنا كنساء، بعد عقدين من القرار 1325 وعقدين من بداية القرن الحادي والعشرين، مضطرات أن نأتي ونتحدث عن أهمية دور المرأة في السياسة وفي عمليات السلام. وهو شيء مهم، ليس لأن قرار مجلس الأمن يقول ذلك، ولكن لأنه الشيء الصحيح الذي يجب فعله.
يقودني هذا إلى الحديث عن تحدٍ كبير نواجهه في عملنا بشكل يومي – لدينا التحديات نفسها التي يواجهها أي شخص يشارك في العمل السياسي في سوريا، ومع تحديات إضافية تأتي مع كونك امرأة تعمل في السياسة وفي الشأن العام.
تنبع معظم هذه التحديات، إن لم يكن جميعها، من نقطة رئيسية واحدة، وهي العدد الصغير للنساء (بشكل غير مبرر وبشكل لا يصدّق) ضمن هذا المجال.
وقد جعل ذلك من الصعب أن نكون قادرات على جعل أصواتنا مسموعة من خلال تكتيك “القوة في الأرقام” أو أن يكون لدينا مقدار الضغط الذي ينبغي أن يكون لدى أكثر من 50٪ من المجتمع السوري. بالإضافة إلى ذلك، هناك ضغوط مجتمعية وقوالب نمطية، لا تقتصر على سوريا، فهذه هي الأشياء التي تواجهها النساء في كل مكان، والتي تثبط عزيمة العديد من النساء في هذا المجال.
بعض الصور النمطية التي يجب أن نسمعها ونستجيب لها باستمرار هي أن المرأة عاطفية للغاية بحيث لا تستطيع أن تكون سياسية أو أن تكون قادرة على التعامل مع ضغوط العمل في الشأن العام، أو أن المرأة مجرد زينة في هذا الفضاء السياسي. أعتقد أن النساء السوريات الحاضرات هنا اليوم، ومعظم النساء السوريات، يثبتن أن ذلك كله ببساطة: غير صحيح.
هذه التحديات لم تثبط أولئك منا اللواتي أصررن على ذلك، وكنّ قادرات على مواصلة العمل؛ عملن بجدّ للتغلب على المعيقات. إحدى طرق التغلب على الصعوبات، وهي قيد التنفيذ، توضحها هذه المجموعة من النساء هنا اليوم. منذ البداية، أدركنا أن الشيء الصحيح الذي يجب فعله، وما يمكن أن يُسمع أصواتًا أكثر، هو ربط العمل السياسي مع عمل المجتمع المدني، والعمل الإنساني، والعمل الإعلامي، وما إلى ذلك. لقد أوضحت النساء بنجاح أهمية محو هذا الانفصال بين العمل السياسي وكل شيء آخر. هذه المجالات جميعها تسير يداً بيد. وهو أمر لم يدركه زملاؤنا الرجال في السياسة بشكل عام.
كنا نعلم أن ما نحتاج إليه هو عدم طرح أصواتنا الفردية على الطاولة، ولكن أصوات أكبر عدد ممكن من النساء السوريات، وقد نجحنا إلى حد ما، ولكن هناك دائمًا مجال للتحسين. في النهاية، عندما تكون هناك امرأتان فقط في لجنة الصياغة في اللجنة الدستورية من طرف المعارضة من أصل 15، ونناقش فيها الإطار القانوني لسوريا المستقبل من خلال دستور جديد، لا نريد أن نتحدث باسم ديما أو بسمة، نريد أن تُطرح على الطاولة وجهات نظر النساء في كل شيء؛ وهنا نقطة مهمة للغاية، نحن لا نريد التحدث عن قضايا المرأة أو القوانين التي تؤثر مباشرة على المرأة فقط، نحن بحاجة إلى وجهات نظر النساء في كل شيء.
أريد أن أسلط الضوء هنا على العمل الذي يشرفني أن أكون جزءاً منه من خلال الحركة السياسية النسوية السورية، حيث عملنا من خلال برنامج “الاستشارات الوطنية” على التشاور مع مجموعات مختلفة من النساء على الأرض من جميع أنحاء سوريا – الشمال الغربي والشمال الشرقي والمناطق التي يسيطر عليها النظام – وبناءً على تلك المشاورات، أنتجنا وننتج أوراق سياساتية يمكننا وضعها على الطاولة لنقول “هذه آراء النساء حول الدستور، أو إعادة الإعمار، أو الأمن الاقتصادي.”
مثال آخر هو منصة غازي عنتاب، التي تجمع بين النساء السوريات العاملات في مجالات مختلفة ومن مناطق مختلفة، داخل سوريا وخارجها، لتبادل الخبرات والأفكار للتوصل إلى توصيات أكثر شمولاً.
إن دعم مثل هذه البرامج المصممة من قبل النساء السوريات أمر أساسي ليس فقط لتوفير اطلاع أوسع على وجهات نظر المرأة واحتياجاتها، ولكن أيضًا لتعزيز شرعية عملنا السياسي، إلى أن نتمكن من تحقيق الحد الأدنى المتواضع 30٪ المطلوب على الطاولة ومواقع صنع القرار.
هذان مثالان فقط لما يمكن فعله للتغلب على بعض التحديات التي نواجهها. التحدي الرئيسي هو أننا بضع أصوات قليلة في المجال السياسي، لكننا سنواصل الضغط من أجل المزيد من النساء ليأخذن مكانهن الصحيح على الطاولة، ليس لأن بعض قرارات مجلس الأمن تقول ذلك، ليس لأن هذا ما يريد أن يراه المجتمع الدولي، ولكن لأن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به للتوصل إلى سلام مستدام من خلال انتقال سياسي حقيقي من قبل كل الشعب السوري ولمصلحة كل الشعب السوري – نساءً ورجالًا.