الاجتماعات الثنائية للحركة السياسية النسوية السورية على هامش الدورة 66 للجنة وضع المرأة

عقدت الحركة السياسية النسوية السورية عدداً من الاجتماعات الثنائية على هامش الدورة 66 للجنة وضع المرأة (CSW66)، مع مبعوثات/ي عدد من الدول لدى الأمم المتحدة. عُقدت هذه الاجتماعات في الفترة الواقعة ما بين 16 آذار 2022 وحتى 13 أيار 2022، أما الجهات والدول التي تمت مقابلتها، حسب تسلسل تاريخ هذه الاجتماعات، هي: كندا، الأمم المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، الاتحاد الأوروبي، النرويج، تركيا، إيرلندا، هولندا، قطر، الولايات المتحدة الأمريكية.

مثلت الحركة السياسية النسوية السورية في كل من هذه الاجتماعات، عضواتها المتواجدات في الداخل السوري ليتمكنَّ من نقل صورة حية للمجتمع الدولي عن الانتهاكات الجسيمة المستمرة بحق المدنيات والمدنيين في سوريا. كما حضرت الاجتماعات أيضًا عضوات من الأمانة العامة وعضوات من الهيئة العامة متواجدات في العديد من دول الشتات. 

أسهمت هذه الاجتماعات بتوضيح رؤية الحركة السياسية النسوية السورية للحل السياسي في سوريا، والتأكيد على الطرق التي يمكن للمجتمع الدولي من خلالها الضغط من أجل الوصول للعدالة والمساءلة، من خلال الدفع بتجاه حل سياسي بعد أكثر من عقد من المعاناة.  

حرصت الحركة السياسية النسوية السورية من خلال هذه الاجتماعات على نقل أصوات النساء السوريات إلى صانعات/صنّاع القرار، من خلال التأكيد على التوصيات الواردة في الأوراق السياساتية التي تصدرها الحركة بالتشاور مع ما يقارب الـ 500 امرأة سورية كل عام، متواجدات داخل سوريا. 

أكدت الحركة السياسية النسوية السورية في هذه الاجتماعات على ضرورة إنهاء معاناة المعتقلات/ين والمختفيات/ين قسرياً وذويهم، من خلال تسهيل وصول اللجان الدولية ذات الصلة إلى جميع مراكز الاحتجاز، الرسمية وغير الرسمية، وكذلك على ضرورة محاسبة جميع المتورطات/ين في جرائم وانتهاكات ضد الإنسانية من كل الأطراف، من خلال دعم النيابة الشخصية لرفع دعاوى قضائية خارج سوريا، في الدول التي تسمح القوانين بذلك. وفي ذلك السياق أكدت عضوات الحركة على ضرورة دعم المنظمات السورية والدولية العاملة على موضوع المساءلة، وكذلك المنظمات المهتمة بدعم الناجيات من الاعتقال.

نوهت الحركة السياسية النسوية السورية إلى قيام بعض الدول بترحيل اللاجئات/ين السوريات/ين بحجة أن بعض أجزاء سوريا أصبحت الآن آمنة. وأكدت على ضرورة استمرار رفض هذه الدول لعودة اللاجئات/ين والمشاركة في إعادة الإعمار حتى التوصل إلى حل سياسي. 

أشارت الحركة السياسية النسوية السورية إلى الوضع الإنساني والاقتصادي الصعب الذي يعاني منه الشعب السوري، حيث يعيش 90٪ من المدنيات/ين تحت خط الفقر، وحوالي 5 ملايين سورية وسوري في شمال سوريا بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. وأكدت الحركة على ضرورة مد آلية المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا عن طريق زيادة المعابر الإنسانية.

على الصعيد الدولي أعربت الحركة السياسية النسوية السورية خلال هذه الاجتماعات عن تعاطفها وتضامنها مع الأحداث الأخيرة ضد الشعب الأوكراني والاعتداءات على المرأة الأوكرانية. حيث تدرك النساء السوريات، بعد 11 عامًا من الحرب السورية، المعاناة المضاعفة التي تدفعها المرأة في الحرب.

أشارت عضوات الحركة من خلال هذه الاجتماعات أنه حتى يومنا هذا، بعد 11 عامًا من انطلاق الثورة، لا تزال الحلول والمقترحات للقضايا النسوية في سوريا حلولًا طارئة، وربما ينبغي علينا التفكير أكثر للوصول إلى حلول أكثر استدامة للقضايا النسوية. وانطلاقًا من حاجتنا كسياسيات نسويات سوريات إلى ضرورة مشاركة المرأة في العملية السياسية لبناء سوريا المستقبل وحرصنا على بناء السلام، فنحن عانينا، وما زلنا، من الاضطهاد السياسي الأبوي من قبل جميع سلطات قوى الأمر الواقع المنتشرة في سوريا، وليس فقط من قبل النظام السوري. لذلك نأمل أن تُسمع أصواتنا لأن هدفنا هو المشاركة الكاملة والمتساوية في عمليات السلام وفي القضاء على الانتهاكات والأعمال العدائية ضد المرأة.