الكلمات الافتتاحية لإطلاق المؤتمر العام السادس للحركة السياسية النسوية السورية 2024

 

الكلمات الافتتاحية للمؤتمر العام السادس للحركة السياسية النسوية السورية، الذي تم إطلاقه في 28 حزيران 2024، تحت شعار “نحو مسار سياسي نسوي فاعل” افتراضياً، وفي كل من مدينتي بروكسل وغازي عنتاب، ألقت كلاً من عضوات الحركة أمل نعيم وكبرياء الساعور ونبيهة الطه الكلمات الافتتاحية للمؤتمر.

 

كلمة عضوة الحركة السياسية النسوية السورية نبيهة الطه 

الصديقات والأصدقاء في الحركة،

يشرفني ويسعدني أن أكون معكم اليوم في افتتاحية المؤتمر السادس للحركة السياسية النسوية السورية، تحت شعار “نحو مسار سياسي نسوي فاعل”. إنه يوم مميز لنا جميعاً، حيث نجتمع كجسم سياسي متميز يضم شخصيات متنوعة جمعتها رؤية نسوية سياسية مشتركة.

لا ننسى أن نقول الرحمة لروح الزميلة هبة حاج عارف التي غادرتنا قبل أشهر، الرحمة لروحها الطاهرة والعزاء لنا جميعاً، سنواصل مسيرتنا ونضالنا بفضل إرثها وطموحها في تحقيق التغيير وحياة أفضل.

رحيل زميلتنا هبة أثر بنا جميعا خصوصاً مع إفلات الجناة من العقاب. 

من خلال حركتنا، يجب أن نكون اليوم، وكل يوم، يداً بيد لتحقيق العدالة والأمان لجميع النساء السوريات، نطمح لنكون صوت كل النساء السوريات، بالرغم من كل التحديات التي تواجهنا، خصوصاً الزميلات اللواتي يعشن داخل سوريا، ويكافحن يومياً لتحقيق التغيير وتعزيز مكانة المرأة في المجتمع، في وجه قوى أمنية ومجتمعية تعمل على قمع أي فكر يدعم تمكين المرأة. 

الطريق شاق، نعم لكن إصرارنا وعزيمتنا ستساعداننا على التغلب على هذه الصعاب وتحقيق التقدم.

لم تنتهي محاولات العديد من الدول حتى اليوم للتطبيع مع النظام السوري، والتغاضي عن الانتهاكات التي ارتكبت ضد السوريات والسوريين. سوف نستمر كعضوات وأعضاء في الحركة السياسية النسوية السورية في المقاومة والنضال ضد أي حل لا يأخذ بعين الاعتبار أهداف الثورة التي قمنا بها من أجل الحرية والكرامة.

في بعض الأحيان قد نشعر بالإحباط من عدم قدرتنا على تحقيق الكثير، لكننا نبذل كل جهد ممكن لبناء وطن يتسع لنا جميعاً. لنعمل بجدية على تعزيز الوعي، ورفع أصواتنا، والتواصل مع المجتمع الدولي لنحقق التغيير سوياً. لا يمكن للتطبيع أو أي قوى مؤثرة أن يتجاوزوا إرادتنا الصلبة وعزمنا.

كشابات، نحن ممتنات للحركة السياسية النسوية السورية وبرامجها وجلساتها المتنوعة. العمل في السياسة النسوية ليس سهلاً، لكن بفضل دعم العضوات لبعضهن البعض، نستطيع تجاوز تلك الصعاب. الجميع قد عمل بجهد لنقل صوتنا وتشجيعنا على المشاركة، رغم المخاطر الأمنية الموجودة على أرض الواقع.

شعار المؤتمر “نحو مسار سياسي نسوي فاعل” هذا الشعار يعكس التزام الحركة السياسية النسوية السورية بالعمل الجاد والمنهجي لتحقيق تأثير حقيقي ومستدام في المجال السياسي. 

ويعبر عن الرغبة في تعزيز دور النساء في السياسة والعمل الجماعي والتعاون وتحقيق تغييرات ملموسة ومستدامة في المجتمع، بما يعزز العدالة والمساواة وحقوق المرأة.

التعافي والنهوض بعد الصدمات التي واجهناها صعباً لكن الإصرار والعزيمة موجودان دائماً في مواجهة الصعوبات والتغلب على العقبات من خلال الالتزام المستمر بالمبادئ النسوية والسياسية.

سنبني سوياً ونعيد بناء ما تحطم ونحقق العدالة، باستخدام قوتنا المشتركة وتضامننا للتغلب على الصعوبات وإعادة بناء حياة أفضل لنا جميعاً.

اليوم نحن سوياً لتبادل الأفكار والخبرات، ونستفيد من قوتنا. سنعمل سوياً على وضع استراتيجيات وخطط للتعافي والبناء، سنعمل معاً لتحقيق الاستقرار والتقدم.

نحن هنا اليوم، متحدات برؤية مشتركة وعزيمة لا تلين، لنسهم في بناء مستقبل أفضل، مستقبل تُحترم فيه حقوق النساء، وتتحقق فيه العدالة والمساواة. 

إن كل خطوة نخطوها معاً، وكل جهد نبذله، يقربنا من تحقيق حلمنا بدولة ديمقراطية تكفل العدالة وتحمي حقوق جميع السوريات والسوريين.

وأخيراً، لا يسعنا إلا أن نستذكر زميلتنا الراحلة، هبة حاج عارف، التي كانت مصدر إلهام ودعم للكثير منا. سنواصل مسيرتنا مستلهمين من روحها وعزيمتها.

لنبقى ملتزمين ومتماسكين، نعمل سوياً بروح التضامن والتعاون، ونمضي قدماً نحو مستقبل أكثر إشراقاً وعدالة.

لنواصل العمل سوياً نحو مسار سياسي نسوي فاعل. 

شكراً لكن/م جميعاً، ولنبني معاً مستقبلاً أفضل.

 

كلمة عضوة الحركة السياسية النسوية السورية كبرياء الساعور 

مرحبا بكن/م جميعاً في المؤتمر العام السادس للحركة السياسية النسوية السورية، من مدينة غازي عنتاب أكبر تجمع شتات سوري بالقرب من سوريا.

 أنا سعيدة بوجودي معكن/م في هذا الحدث الهام، في كل مرة أحضر مؤتمر الحركة أشعر بقوة صوت النساء السوريات، رغم كل الصعاب التي نواجهها على مختلف المستويات. يعطينا هذا المؤتمر دفعة من الأمل للاستمرار.  

خلال التاريخ المعاصر لسوريا، ساهمت النضالات النسوية منذ الاستقلال في حصول النساء السوريات على حقوقهن السياسية والاجتماعية، وعلى الرغم من ذلك فإنّ انطلاق الثورة السورية كان نقطة تحول ساهمت في أن يكون للتيار النسوي رؤيا سياسية شاملة وأكثر وضوحاً.

اليوم باتت الحركة السياسية النسوية السورية حاضرة بقوة، وجزء من مشهد نسوي سوري عام وغني بفاعلاته وتفاعلاته.

إن حضور عضوات وأعضاء الحركة السياسية النسوية السورية من الشتات وفي الداخل السوري لهذا المؤتمر سواءً في تركيا أو في بلجيكا ومن خلال الحضور الافتراضي عبر الانترنت، دليل على مدى تأثير وحضور الحركة بين النساء السوريات أينما كنَّ.

نواجه كلاجئات ولاجئين مستقبلاً غير واضح المعالم، ونختبر تحدياتٍ على صعيد الأوضاع القانونية. ليس أقلها حرماننا من حرية الحركة والتنقل ويضاف إليها الأحوال الاقتصادية والمعيشية الصعبة بسبب الأزمة الاقتصادية التي تزيد من تعقيد ظروفنا الحياتية. نشعر أن الأرض غير ثابتة من تحتنا كما أن خسارات الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا مازالت ماثلة بالذاكرة وفي الواقع المعاش اليومي للاجئات/ين في تركيا لذا نحتاج المزيد من الدعم والمناصرة من أجل حقوقنا على مختلف المستويات المحلية والدولية.

على صعيد المشهد السياسي السوري اليوم؛ ما زال الطريق طويلاً أمامنا حتى نصل للاستقرار وبناء الدولة، حيث نشهد تضاؤل الاهتمام بالقضية السورية واستعصاء الحل السياسي وتقدم مسار التطبيع والتقارب مع النظام السوري، الذي كان السبب الرئيسي لتدمير بلادنا وإلى غياب القانون وصعود الميليشيات وسلطات الأمر الواقع. بات علينا اليوم أن نختار بين الأسود القاتم والرمادي، لكن يظل الأمل بالتغيير قائماً بعزيمة وإرادة الكفاح عند السوريات والسوريين من أجل الحرية.

تعمل الحركة السياسية النسوية السورية في كل المساحات الممكنة بين الداخل والخارج، ومع قواسم مشتركة تجمعنا كنسويات من خلال رؤيا سياسية تعبر عن صوت السوريات والسوريين، ومع اختلاف السياقات والهموم والتجارب المعاشة تمثل الحركة السياسية النسوية مساحة نسوية سورية تمكننا من الفعل النضالي والتضامن النسوي.

لقد كان وجودنا في الحركة السياسية النسوية السورية تجربة مهمة وغنية تعلمنا منها على الصعيد المعرفي وعلى صعيد الممارسة اليومية، بطريقة صعبة أحياناً، تعلمنا من الأخطاء والإخفاقات.

نحن في الحركة السياسية النسوية السورية نختبر عوائق وتحديات مختلفة من ضمنها تحديات على الصعيد التنظيمي كأي جسم سياسي يعتمد التواصل الافتراضي الذي يطرح تحديات عديدة، لكن لدي ثقة بأن هذه التحديات تدل على قوة وحيوية الحركة، وستجعلنا أكثر قوة ومرونة في ممارسة وتطبيق الديمقراطية والقيادة السياسية الجماعية. 

لقد قطعت الحركة السياسية النسوية السورية، عبر ثماني سنوات من تأسيسها، رحلةً مليئةً بالتحديات والنجاحات والعمل النضالي من أجل مستقبل سوريا.

ينعقد المؤتمر السادس اليوم تحت شعار: “نحو مسار سياسي نسويٍّ فاعلالذي يعكس جوهر سعي الحركة، إلى المشاركة الفعّالة والمتساوية للنساء في الحياة السياسية حيث يرتبط النضال السياسي، بالنضال النسوي من أجل التغيير السياسي والاجتماعي، والانتقال من حكم الاستبداد إلى حكم ديمقراطي تعددي، وإقامة دولةٍ عادلةٍ لجميع مواطناتها ومواطنيها.

آمل أن يكون هذا المؤتمر فرصةً لتعزيز الحوار والتواصل وتعزيز الديمقراطية.

نحو مسار ديمقراطي فاعل يعزز التضامن والتفاعل بين عضوات الحركة.

نحو مسار لتطور الوعي النسوي والثقافة النسوية ودعم النسويات الشابات.

نحو مسار ديمقراطي يعزز انتماء عضوات الحركة وشعورهن بالمسؤولية تجاه الحركة ورؤيتها.

من أجل إبداع مستمر وتجديد لأدواتنا في مواجهة التحديات وتكريس النضال السياسي النسوي السوري.

 

كلمة عضوة الحركة السياسية النسوية السورية أمل نعيم

العزيزات والأعزاء جميعاً في الهيئة العامة للحركة السياسية النسوية السورية، فرقتنا الحياة في محاولاتنا للنجاة من أشكال الموت المختلفة، وجمعتنا هنا إنسانيتنا ورؤيتنا السياسية لنثبت للعالم أن الحرية والكرامة هي حقوق لا تسقط بالتقادم، وبأننا ما حيينا مستمرات ومستمرين للوصول لسوريا التي نحلم بها.

تحت شعار “نحو مسار سياسي نسوي فاعل” يُعقد هذا المؤتمر لنقف نساءً ورجالاً من أجل قضيتنا التي لن تموت “الوطن السوري المنكوب” ونتذكر معاً جراحنا ونحن هنا على مقربة من حياة آمنة نحظى بها مكان عيشنا بعد تهجيرنا القسري.

نشيح بأبصارنا إلى المرأة السورية في معتقلات النظام الكيماوي الدموي أو الميلشيات التي أُنشأت لدعم استمراره.

إلى المرأة السورية المقُتلعة من بيتها إلى شتات المخيمات بعد أن فقدت بيتها واستقرارها وأسرتها، المرأة السورية الخارجة من تجارب الخطف والاغتصاب المروعة إلى العزلة ونبذ المجتمع وفي بعض الأحيان إلى المقابر غسلاً مزعوماً للعار، بينما المجرم الذي ارتكب الفعل حراً طليقاً يتمتع باحترام المجتمع.

إلى المرأة التي فقدت زوجها في الصراع السوري ووصمت نسبة لاصطفافه السياسي، وواجهت كإعصار الثقافة البطريركية والتمييز القانوني الممنهج في ظل غياب قانونٍ يجرم العنف ضد النساء حتى، ومجتمع تتغنى ثقافته بتضحية النساء، ورغم كل هذا مازالت مستمرة لتحيا وأولادها بكرامة، أماً وأباً في ظروف قاهرة.

إلى المرأة التي وقعت ضحية كوسيلة حرب، أو قصف عشوائي، أو حتى إعدام خارج القانون، المرأة التي حرمت حريتها لارتفاع الخطاب الديني، أو خسرت حياتها على يد سلطات الأمر الواقع لإخماد نشاطها السياسي والمطالبة بالحقوق والحريات “هبة الحاج عارف” على سبيل المثال لا الحصر.  

على حساب الشعب السوري، ربما ربح النظام لعبة الحرب الدموية نسبة للقوى الداعمة له إقليمياً ودولياً، ولم يكتف بالجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والمجازر المنظمة والاختفاء القسري والاغتصاب وتقسيم الأراضي السورية وتهجير السوريات والسوريين لبلاد الشتات، والعديد من الجرائم ليضف إليها جريمة الإنتاج الضخم والتسويق العدواني للمخدرات ويتوج زعيماً للكبتاغون من غير منازع على النطاق الإقليمي. 

لذلك، نحن هنا اليوم لنتذكر أننا خسرنا وجودنا في سوريا قسرياً، لكننا لن نخسر معركة الذاكرة، والتي يمكن لها أن تبقي في نفوسنا الوجدان السوري العام في جرحه المفتوح على ملايين من الضحايا والمعتقلين والمفقودين واللاجئين نساءً ورجالاً وأطفال.

في ظل انسداد الأفق للحل السياسي وسعي بعض الدول للتطبيع مع النظام المجرم، وحمايته من المسائلة والمحاسبة الجادة، وتعطل كل النوايا والمشاريع التي تقوم بها السوريات والسوريين لإنقاذ سوريا الحبيبة من الجحيم الذي وصلت إليه، لتكن ذاكرتنا هي اليد التي لا تمل ولا تكل لتحقيق هذه النوايا والمطالبة المستمرة بمسار المحاسبة لمجرمي الحرب في سوريا أملاً بالوصول إلى لحل السياسي وتحقيق العدالة ومنع كافة سلطات الأمر الواقع وعلى رأسهم النظام أن يكونوا جزءاً من أي تسوية سياسية وإلغاء دورهم في مستقبل سوريا في المرحلة الانتقالية.

 العزيزات والأعزاء جميعاً،

مؤتمر اليوم هو إصرار منا أنه لا سبيل للسلام وتحقيق أهدافنا دون تضامننا نساءً ورجالاً، ولا سلام مستدام دون إشراك حقيقي وفعلي للنساء السوريات على كافة المستويات، وهذا ما يجعلنا دائماً نفتخر في الانتماء للحركة السياسية النسوية السورية التي عملت جاهدة لتعزيز المشاركة في العمل السياسي وأتاحته للجميع من خلال برامجها المتنوعة دونما تمييز، لتكون المرأة السورية أينما كانت إقامتها شريكاً أساسياً في صنع القرار بالحل السياسي المأمول.

ساهمت كل التطورات مؤخراً في تعقيد الأزمة السورية، وواجهتنا في الحركة داخلياً تحديات عديدة وهذا أمر طبيعي في العمل الجماعي لأن اختلافاتنا ليست خلاف.

 لذا أدعوكن/م جميعاً لتبني التضامن كبوصلة لمسار التغيير والتطوير، التضامن كشعور صادق وفعل، وليس كشعار.

نثق تماماً بأن الحوار هو السبيل الوحيد للحل، ووضع خطة استراتيجية للعمل إشراك الجميع هو ما سيساهم بتحقيق ما نصبو إليه في الحركة السياسية النسوية السورية، أعضاء وعضوات وأين ما كنا نقيم ودون استثناء متضامنات ومتضامنين “نحو مسار سياسي نسوي فاعل”.