المؤتمر العام الرابع للحركة السياسية النسوية السورية المنعقد تحت شعار السوريات صانعات القرار

المؤتمر العام الرابع للحركة السياسية النسوية السورية المنعقد تحت شعار السوريات صانعات القرار

1 إلى 4 تموز 2022

اختتم اليوم المؤتمر العام الرابع للحركة السياسية النسوية السورية، المنعقد افتراضيًا في سوريا، وبالحضور الفيزيائي في كل من باريس واسطنبول، تحت شعار “السوريات صانعات القرار”، الذي امتد بين الأول وحتى الرابع من شهر تموز 2022، وذلك بحضور ما يقارب المئة من عضوات وأعضاء الحركة.

في اليوم الأول من المؤتمر تم إطلاق معرض مَوْجة في مدينة باريس، كما تم إطلاق معرض مَوْجة التفاعلي الافتراضي، عبر موقع الحركة السياسية النسوية السورية، الذي  يتيح للزائرات والزوار توجيه رسائلهن/م وكلماتهن/م إلى النساء السوريات.

يأتِ معرض مَوْجة بعد مرور سنوات عشر على موجة ثورات الربيع العربي ويبحث في ارتداداتها على الموجة النسوية السورية الحالية، كما يتلّمس أثر الحركة السياسية النسوية السورية بعد خمسة أعوام على تأسيسها في كسر الصورة النمطية لمواقع النساء، وفي تحريك تلك الموجة بتجاه تحقيق حضور المرأة في الشأن العام وعلى طاولة القرار السياسي.

قالت عضوة الحركة السياسية النسوية السورية هيام الشيروط عن المعرض: “أنا من المشاركات في المعرض ولكن اليوم شعرت بالفرح والحزن؛ تجمعنا هنا كسوريات ولكنني تذكرت النساء السوريات المتواجدات في سوريا وتمنيت أن ألتقي بهن ونتشارك هذه اللحظات”.

أما ثريا حجازي فقالت عن المعرض: “يعبر معرض موجة عن السوريات والسوريين بشكل عام بكل التغييرات التي نمر بها كبشر، وكذلك يعبر عن النساء السوريات بشكل خاص ضمن هذا الطريق الذي نسير به لنكون متواجدات بشكل فاعل في المجال السياسي”.

أما عن شعار المؤتمر قالت عضوة الحركة السياسية النسوية السورية سوزان خواتمي: السوريات صانعات القرار؛ إن كانت غاية  فعلى عاتقنا  الوصول إليها من خلال التأكيد على حقوقنا الدستورية والقانونية، وإن كانت استشرافًا للمستقبل فهو بالضبط ما نطمح إليه في مستقبلنا كسوريات”. 

بدأ اليوم الثاني من المؤتمر العام الرابع للحركة السياسية النسوية السورية بالكلمات الافتتاحية لكل من عضوات الحركة شمس عنتر من سوريا، ورقية الطويل من مؤتمر اسطنبول، وهوازن خداج من مؤتمر باريس (رابط الكلمات الافتتاحية هنا). تم بعد ذلك تكريم عضوات الحركة السياسية النسوية السورية د.بسمة قضواني، لينا وفائي، ومريم جلبي تكريمًا لجهودهنَّ ونضالهنَّ السياسي والنسوي الطويل في سبيل الوصول لسوريا حرة ديمقراطية تتمتع فيها النساء السوريات بكرامتهنَّ وبكامل حقوقهنَّ. 

كان اليوم الثاني من المؤتمر العام الرابع للحركة مخصصاً لمناقشة التقرير السياسي الذي يتناول الوضع السوري على الأصعدة؛ المحلي والإقليمي والدولي، وتم إقرار التقرير السياسي بعد مناقشة البنود الواردة فيه من قبل عضوات وأعضاء الحركة، وأهمها العقوبات الاقتصادية وإعادة الإعمار والعودة الطوعية والآمنة للاجئات واللاجئين، وشكل نظام الحكم الأمثل في سوريا المستقبل.

كتب التقرير السياسي مجموعة من عضوات وأعضاء الحركة، بعد أن أجرت الحركة ورشة تدريبية حول كتابة التقرير السياسي.

قالت عضوة الحركة السياسية النسوية السورية لينا وفائي التي أجرت هذه الورشة: “لأول مرة في تاريخ التنظيمات السياسية يكتب التقرير السياسي من القاعدة وليس فقط من النخبة في التنظيم. تمت كتابة التقرير السياسي عبر ورشة تدريبية للكتابة، اشترك في الورشة ٢٣ عضوة وعضو في البداية، أنهى كتابة التقرير ١٣ عضوة/عضو مع المدربة. تناول التقرير كل المواضيع السياسية الساخنة المحلية والإقليمية والدولية والعملية السياسية بما يخص سوريا. سينشر التقرير خلال فترة قصيرة بعد أن يجرى عليه التعديلات التي أقرت في المؤتمر وتم التصويت عليها”.

أما يمام عبد الغني فقد قالت عن مشاركتها في كتابة التقرير السياسي: “إن مخرج الورشة التدريبية لكتابة التقارير السياسية كان مشاركتي، ولو جزئياً كعضوة قليلة الخبرة في المجال السياسي، بكتابة التقرير السياسي الخاص بالحركة السياسية النسوية السورية. هذه التجربة أول وأهم تجربة (معرفية وعملية) سياسية ساعدتني بتحديد وترتيب أولوياتي وخطواتي لاكتساب الخبرة في الحياة السياسية”.

في اليوم الثالث من المؤتمر تم عرض تقرير الحركة في عام وتقرير لجنة الرقابة والتقرير المالي للعام المنصرم، وأهم أعمال وإنجازات الحركة على الصعيدين السياسي والنسوي وأنشطة وفعاليات كافة اللجان في الحركة. 

وكذلك تم التصويت بين عضوات وأعضاء الحركة على بعض البنود التي تحتاج لتعديلات في النظام الداخلي للحركة. 

في الجلسة الأخيرة من اليوم الثالث؛ وضمن تجربة ديمقراطية مصغرة، تعكس قيم وآليات الحركة الديمقراطية، جرت عملية الترشح للأمانة العامة وللجنة الرقابة، تلاها مناظرة انتخابية للعضوات المرشحات للأمانة العامة الجديدة وللمرشحات والمرشحين للجنة الرقابة، وبعدها أجريت الانتخابات وفرز الأصوات، لتعلن نتائج الانتخابات للأمانة العامة الجديدة متمثلة بـ خزامى درويش، رويدة كنعان، سها القصير، كبرياء الساعور وميسا المحمود. أما لجنة الرقابة الجديدة تمثلت بكل من إبراهيم شاهين، ماري تيريز كرياكي وماسة المفتي. وتم تكريم عضوات الأمانة العامة السابقة ثريا حجازي، غنى الشومري، نضال جوجك وهيام الشيروط. كما تم تكريم لجنة الرقابة السابقة متمثلة بعضواتها جمانة سيف، خولة دنيا، وسلمى الدمشقي.

قالت عضوة الأمانة العامة الجديدة كبرياء الساعور خلال المناظرة الانتخابية: “رشحت نفسي للأمانة العامة لأني أريد أن أكون عضوة إيجابية وأشجع على كسر حالة العزوف عن الانخراط بهيئات صناعة القرار. أؤمن أن النسوية تدعم كل المهمشات والمهمشين، أسعى لأستمع للطيف الواسع من النساء وتقييم احتياجاتهن وتسهيل التواصل بينهن”.

أما ميسا المحمود فقد قالت عند إعلان نتائج الأمانة العامة الجديدة: “أشكر الزميلات والزملاء على ثقتهن أتمنى أن نكون على قدر هذه المسؤولية. هذه أمانة صعبة وسوريا يجب أن تصل إلى مكان أفضل على أيدي السوريات صانعات القرار.” 

في اليوم الرابع كانت الجلسة الختامية بحضور عدد كبير من الشريكات والشركاء المحليين والدوليين وصانعات وصناع القرار الدوليين. ألقت خلال الجلسة عضوة الحركة السياسية النسوية السورية جمانة سيف البيان الختامي للمؤتمر العام الرابع. وألقت/ألقى الضيفات والضيوف وعدد من عضوات الحركة السياسية النسوية السورية كلماتهن/م ومداخلاتهن/م حول الحركة السياسية النسوية السورية وما حققته في هذه السنوات الخمس وكذلك حول العديد من القضايا السياسية.

قالت عضوة الحركة سعاد الأسود التي تعيش في الداخل السوري: “ساهموا معنا لإعداد خطط مشتركة تحد من أعباء النساء، وفق القرار ١٣٢٥، لدعم النساء داخل سوريا وخارجها  لصنع سلام مستدام، سلام يضمن عدم السقوط في الهاوية، سلام يضمن عودة آمنة للمهجرات والمهجرين قسرًا إلى أماكن سكناهن/م الأصلية، سلام يحقق العدالة الانتقالية والمواطنة ومحاسبة الجناة”.

أما عضوة الأمانة العامة رويدة كنعان فأكدت على ضرورة مشاركة المرأة في مراكز صنع القرار السياسي بقولها: “الحل السياسي لن يكون شاملاً ولن نصل إلى سلام مستدام بدون مشاركة المرأة، كما نص عليه القرار الأممي 1325، لذلك سنعمل على أن نكون متواجدات خلال العملية السياسية بنسبة 50% وفي كل المسارات، ليس فقط كممثلات للمجتمع مدني أو استشاريات، وعندما يرفض أي طرف هذا التواجد يبقى مكانهن فارغاً. عندما تصل النساء إلى أماكن صنع القرار، يحولنَّ السياسة إلى سياسة أخلاقية تعنى بالإنسان وكرامته. فخورات أن الحركة السياسية النسوية السورية تمارس السياسة من منظور نسوي”.