المنتدى الثقافي للحركة ميدياتك ومقال “مدخل إلى النسوية في الفن السوري المعاصر: الذات والجسد عبر أمثلة”

عقد المنتدى الثقافي للحركة ميدياتك يوم الثلاثاء 3 حزيران 2025 جلسة عبر تطبيق زووم، لمناقشة مقال “مدخل إلى النسوية في الفن السوري المعاصر: الذات والجسد عبر أمثلة”، للكاتبة نور عسلية، وذلك بحضور عدد من عضوات وأعضاء الهيئة العامة للحركة، أدارت الجلسة عضوة الحركة نضال جوجك.استضافت الجلسة الفنانة والناشطة النسوية مي سعيفان، التي قدّمت مقاربات فنية وسياسية متشابكة حول علاقة الفن بالذاكرة والمنامات والنسوية في السياق السوري.

تناولت مي سعيفان في حديثها تجربة عملها الفني المتعددة الوسائط، والتي تنطلق من خلفيتها في فن الأداء والباليه والرسم بالحروف (الكاريوكرافي)، وصولًا إلى مشاريعها المعاصرة التي ترتكز على أرشفة منامات السوريين والسوريات بعد الثورة، وتحليلها كمرآة للوعي الجمعي والتحولات النفسية والاجتماعية. أوضحت مي أن هذه الأحلام تعكس تشوهات الواقع وتجارب الخسارة والنزوح والخوف، وإلى كيفية تداخل الكوابيس والخوف والحنين في التعبير اللاواعي عن الواقع السوري المركب، وأشارت إلى الفروقات الجندرية التي تظهر في طبيعة هذه المنامات حيث أن منامات النساء غالبًا ما تتمحور حول الأمان الأسري والخوف على الأطفال، بينما ترتبط منامات الرجال أكثر بالملاحقات والانتماء والهويات الضائعة.

كما تناولت مي التحديات التي تواجه الفنانات السوريات في التعبير عن أنفسهن، خاصة عند العمل على قضايا الجسد أو الهوية أو الموضوعات النسوية، سواءً في العالم العربي أو أوروبا، لافتة إلى أن هناك فجوة كبيرة في الأرشفة الفنية وغياب المؤسسات التي تدعم حضور النساء في هذا المجال. وشددت على أهمية إيجاد لغة تعبيرية لا تصطدم بالمجتمع بل تحاوره، معتبرة أن التغيير الحقيقي يأتي من التفاعل الإنساني، لا من المواجهة.

أشارت عضوات الحركة إلى أهمية جمع المنامات وتوظيفها ليس فقط في العمل الفني، بل كمدخل لفهم الصدمة الجمعية، وأن تكون هناك مقاربات علمية نفسية إلى جانب الفنية لهذا المشروع.

شهدت الجلسة تفاعلاً واسعًا من عضوات وأعضاء الحركة، ونوقشت مسألة تمثيل النساء في الفن السوري، وموقع الجسد الأنثوي في الذاكرة الجمعية، ومشكلات التهميش المزدوج الذي تعاني منه الفنانات نتيجة للهيمنة الذكورية والأنظمة السلطوية، والتحديات المرتبطة بالهوية الجندرية، والبعد السياسي والاجتماعي للأعمال الفنية التي تنتجها النساء السوريات داخل البلاد وفي المهجر. كما تم التطرق إلى غياب الفنانات التشكيليات في أرشيف الفن السوري، وأكدت العضوات على ضرورة توسيع مساحات التعبير الإبداعي للنساء كرافعة لحقوقهن وموقعهن في المجتمع.

اختُتمت الجلسة بتسليط الضوء على ضرورة توثيق الإنتاج الفني النسوي السوري، وتطوير أرشفة شاملة تتيح للأجيال القادمة الوصول إلى التجارب النسوية في التعبير والفن والهوية، وخاصة في ظل التحولات السياسية والمجتمعية التي تمر بها سوريا والمنفى السوري، وضرورة فتح مساحات حرة تتيح لهن التعبير الكامل عن ذواتهن في سوريا القادمة.