النادي الثقافي للحركة ميدياتك وفيلم She Said

 

ناقش النادي الثقافي للحركة السياسية النسوية السورية “ميدياتك”، يوم الجمعة 10 أيار 2024، عبر تطبيق زووم، فيلم “She Said” أي “قالت”، وذلك بحضور عدد من عضوات وأعضاء الهيئة العامة في الحركة السياسية النسوية السورية، أدار الجلسة عضو الحركة الزميل إبراهيم شاهين. 

بدأت الجلسة بعرض ملخص عن الفيلم قدمه إبراهيم شاهين، حيث وضح أن الفيلم عرض لأول مرة في تشرين الثاني 2022، وهو من إخراج الألمانية ماريا شرادر، ومن بطولة الممثلتين “كاري موليجان” و”زوي كازان”، وتجسدان في الفيلم شخصيتا الصحفيتين من نيويورك تايمز اللتان فجرتا فضيحة التحرش الجنسي للمنتج السينمائي الأمريكي هارفي ونستين، الذي كان حينها أحد أقوى المنتجين في هوليوود. ويستند الفيلم إلى كتاب صدر عام 2019 ويحمل نفس الاسم للصحفيتين “ميجان توي” و”جودي كانتور” اللتان فازتا بجائزة بوليتزر عن تقاريرهما.

عنوان الفيلم “قالت” يدل على نضال الصحفيتين ليتم إقناع الضحايا من النساء بفضح المتحرشين، وقالت الممثلة “كاري موليجان” أن الفيلم… عامر بالنساء اللواتي كن بطلات… سواء الناجيات (من الاعتداء الجنسي) والشاهدات وجميع الصحفيين/ات في صحيفة نيويورك تايمز الذين جعلوا ذلك ممكنا نوعا ما”

تمكنت الصحفيتان من توثيق 8 إلى 12 حالة تحرش للمخرج ونستين، وعند افتضاح الأمر رفعت 84 امرأة قضايا ضده، وكان يمارس هذه التصرفات في أماكن العمل وفي المهرجانات الدولية. وحُكم على ونستين، الذي نفى ممارسة الجنس مع أي امرأة دون رضاها، في نيويورك في آذار 2020 بالسجن لمدة 22 عامًا بعد إدانته بتهم الاغتصاب والاعتداء الجنسي على امرأتين. وأدى التقرير وما أعقبه من تطورات إلى بزوغ حركة “مي تو” أي أنا أيضاً، التي شجعت النساء حول العالم على فضح مرتكبي جرائم التحرش والاعتداء الجنسي.

أشارت عضوات الحركة خلال الجلسة أن الفيلم يركز على كيفية استغلال الضحايا من قبل الجهات التي تمتلك السلطة، واستغلال حاجة النساء للعمل أو المال أو الشهرة، وكيف أن المتحرش في الفيلم اهتم تحديداً بحالة تحرش من قبل ممثلة مشهورة، في حين لم يبدي ذات الاهتمام بباقي الضحايا الأقل شهرة. وذكرن ضرورة توفير بيئة آمنة وشروط حماية للنساء في أماكن العمل، تشجعهن على فضح المتحرشين. 

وقال إبراهيم شاهين: “هناك قصص كثيرة في سوريا سمعتها كمحامي عن محامين يقومون باستغلال المتدربات لديهن أو الطالبات الجامعيات، فقصص التحرش بالعاملات والموظفات موجودة في أوساط العمل عموماً في سوريا، وفي كل المستويات والمجتمعات”.

وقد وضحت عضوات الحركة أهمية ودور الصحافة الاستقصائية في كشف الحقائق، ومحاسبة مرتكبي جرائم التحرش. وكيف أننا في مجتمعاتنا التي تحكمها سلطات ديكتاتورية من الصعب محاسبة أصغر رؤوس السلطة، حيث يتم تقييد عمل الصحفيين/ات واعتقالهم/ن ومحاكمتهم/ن واغتيالهم/ن لمجرد التعبير عن رأيهم/ن، في حين تمكنت الصحافة الاستقصائية في الدول الديمقراطية المتقدمة من محاكمة ومحاسبة أشخاص في هرم السلطة، فحرية الصحافة عامل رئيسي للوصول إلى تحقيق العدالة.

وأضافت العضوات كيف أن النساء في مجتمعاتنا لديهن قيود مجتمعية تمنعهن من فضح المتحرشين وممارستهن، وناقشت عضوات الحركة أن الرادع الديني في مجتمعاتنا لا يمنع المتحرشين من القيام بأفعالهن الدنيئة، بل قد يقوم المجتمع أحياناً بحماية المتحرشين من ذوي السلطة، وتوجيه الاتهام للضحية. وأشرن أيضاً لتراكم الضغوطات الجمعية لدى النساء نتيجة التهديدات والتحديات التي يتعرضن لها في جميع البيئات والمجتمعات.

وأشارت عضوات الحركة أن الصحفيتين في الفيلم لديهن حياتهن العائلية الخاصة ومع ذلك تفوقن في مهنتهن، وركزن على أهمية دعم شركائهن وبيئة العمل لهن، فرغم تعرضهن لعدد كبير من التحديات والتهديدات تمكن من مواصلة عملهن حتى وصلن لهدفهن.

وعن الجانب الفني للفيلم، وضحت عضوات الحركة أن الكاميرا تحمل توتر هادئ فتشير إلى ترقب الشخصيات وتوترها دون النمط المعتاد السريع في الأفلام الأمريكية، وكانت الإضاءة الأوضح للفيلم في مكاتب نيويورك تايمز كرمزية ربما لمحاولة كشف الحقائق في هذه المكاتب، الحوار رشيق ومختصر ما يساعد على تحفيز المشاهد للمتابعة، والموسيقا متناسبة مع حركة الكاميرا وغالباً ما تشير لحالة الترقب.