النادي الثقافي للحركة “ميدياتيك” وتقرير دروب بناء الحركة النسوية في سوريا بعد 2011

استضاف النادي الثقافي للحركة السياسية النسوية السورية “ميدياتيك” في جلسته التي أقيمت بتاريخ 21 أيلول 2021، عبر تطبيق زووم، السيدة علا رمضان وهي مدافعة عن حقوق الإنسان ومؤسسة ومديرة منظمة بدائل، وهي منظمة مجتمع مدني مستقلة. تمت خلال الجلسة مناقشة التقرير الأخير الذي أصدرته منظمة بدائل بعنوان “دروب بناء الحركة النسوية في سوريا بعد 2011″، بحضور عدد من عضوات وأعضاء الحركة السياسية النسوية السورية.

ذكرت مديرة منظمة بدائل علا رمضان، إن إحدى القضايا الأساسية التي تهتم بها منظمة بدائل هي عملية إنتاج المعرفة النسوية، وذلك نظراً لقلة إنتاج المعرفة في السياق السوري بشكل عام والمعرفة النسوية بشكل خاص، ومن هذا المنطلق وحرصاً من منظمة بدائل لامتلاك السوريات والسوريين لأدوات إنتاج المعارف حول قضاياهن/م تم إصدار هذا التقرير بمشاركة 118 ناشطة، حيث تمت المقابلات وجلسات النقاش المركزة على مرحلتين، المرحلة الأولى في الفترة الممتدة بين كانون الأول 2018 وشباط 2019 وهي عبارة عن مقابلات متعمقة مع 75 ناشطة مقيمات في مناطق مختلفة في سوريا وفي دول الجوار بالإضافة لناشطات وفاعلات في أوروبا وأمريكا. أما المرحلة الثانية امتدت بين شهري حزيران وتموز 2020 وأجريت خلالها جلسات نقاش مركزة وذلك بعد أن انتهت عملية جمع البيانات وإجراء التحليل الأولي للنتائج التي تمت في المرحلة الأولى. الفاصل الزمني بين المرحلتين من التقرير ساعد على التركيز على التغييرات التي طرأت على الصعيد السياسي وعلى الحراك النسوي خلال هذه المدة.

أضافت علا: حاولنا من خلال المقابلات وجلسات النقاش المركزة فهم كيف ترى الفاعلات والناشطات؛ الحركة النسوية والنسائية في سوريا، ما هي الفروقات بينهن، وأين يجدن أنفسهن ضمن هذا الحراك، وناقشنا في التقرير أيضًا تحديات الحراك النسوي وقدرته على التأثير والفاعلية، وحاولنا الإضاءة على الظروف التي يمر بها وإنجازات الحركة النسوية.

ورداً عن سؤال لإحدى عضوات الحركة حول تعريفات وردت في التقرير مثل النسوية، وضحت علا أنه من خلال مراجعة للأدبيات هناك بعض التعريفات وردت في التقرير من باحثات في الجندر، لكن من الواضح من خلال إجابات المشاركات في البحث أنه لدينا تعريفات مختلفة ومتعددة تعكس تنوع أفكارنا وتوجهاتنا، وهذه وجهات النظر المختلفة للناشطات تساعد في إغناء هذه المعارف النسوية وتراكمها.

قالت علا: خلال المقابلات لاحظنا أن النسويات من الجيل الأكبر يعتبرن أن هناك جسور من التواصل بينهن وبين النسويات الشابات، لكن من الواضح حقيقة أن هناك فجوة كبيرة بين الجيلين، ويجب علينا العمل على هدم هذه الفجوة من خلال الوعي لها بدايةً.

وقد قالت عضوة الحركة السياسية النسوية السورية خولة دنيا: إن هذا الموضوع يمسنا جميعًا، الجيل الأكبر من النسويات كنَّ يؤكدن على ضرورة إنتاج المعرفة النسوية وعلى النضال من أجل هذه القضايا، ولكن كان هناك حقيقة تماهي بين العمل السياسي والنسوي، لكن بعد عام 2011 توضح العمل النسوي بشكل أكبر، لكن التخوفات حاليًا بأن يصبح العمل النسوي مرتبطًا بالتمويل وبالوسائل المتاحة الآن للتعرف على هذه المعرفة النسوية والتي اعتبرها سهلة واتكالية، والتساؤل الذي يطرح نفسه الآن إذا ما توقف التمويل مستقبلاً عن قضايا تمكين ورفع الوعي لدى النساء؛ هل ستبقى الحركة النسوية بذات الاندفاع والرغبة بالتغيير؟

أجابت علا أنه يجب علينا العمل على خلق مساحات للتفاعل والنقاش والتفكير المشترك وتطوير أفق العمل النسوي، وهذا سيسهم بدوره في كسر الحواجز فيما بيننا وإنتاج المعرفة النسوية. 

حول نقاش دار بين عضوات الحركة عن كيفية تقديم الدعم للمنظمات الصغيرة قالت علا: علينا كأشخاص فاعلين في الحراك المدني أو النسوي المناصرة وتثقيف مجتمع الممولين والداعمين الدوليين، وأيضاً التضامن بيننا كمنظمات وأجسام مدنية ونسوية بالفعل والممارسة، وعلينا التفكير بطرق بديلة لدعم استمرار نشاطات مثل هذه المنظمات، وخاصة في ظل التغيير في سياسة الممولين في الأعوام الأخيرة.  

قالت عضوة الأمانة العامة في الحركة السياسية النسوية السورية نضال جوجك: إن ما يدعو للمضي قدمًا في كل أشكال الحراك النسوي السوري هو تلك المكاسب التي تحققها النسويات سواءً على الصعيد الشخصي أو العام، وأهمها على الإطلاق هو إنتاج المعرفة النسوية، رغم التحديات والصعوبات الملازمة للحركة النسوية عمومًا.

تمنت علا في النهاية أن يبنى على بحث بدائل لإنتاج المزيد من الأعمال البحثية، فهناك الكثير من النتائج أظهرها البحث وتحتاج إلى التعمق والفهم بشكل أفضل، كنسويات علينا إيلاء الأهمية الكافية لإنتاج المعرفة النسوية.

لقراءة التقرير:

https://badael.org/ar/%d8%af%d8%b1%d9%88%d8%a8-%d8%a8%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b3%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d8%a8%d8%b9%d8%af-2011/