النادي الثقافي للحركة “ميدياتيك” وكتاب “عشر نساء”

 

ناقش النادي الثقافي للحركة السياسية النسوية السورية “ميدياتيك” في جلسته التي أقيمت بتاريخ 6 كانون الثاني 2023، عبر تطبيق زووم، كتاب “عشر نساء”، بحضور عدد من عضوات وأعضاء الحركة السياسية النسوية السورية، يسرت الجلسة عضوة الحركة شمس عنتر.

الكاتبة  التشيلية مارتيلا سيروانو، مهتمة بالشرق الأوسط، وأدب أمريكا اللاتينية، هي ابنة لأبوين كاتبين، بدأت كفنانة تشكيلية، بعد سن الأربعين بدأت بالكتابة، لها الكثير من الروايات (نحن المتحابات – لكي لا تنساني- حياتي القديمة – نزل النساء الحزينة – عالم غريب- سيدة العزلة – عشر نساء).

رواية “عشر نساء” كانت روايتها الثالثة، وهي تكتب كيف أن معالِجة نفسية جمعت مرضاها من النساء في منطقة ريفية بعيدة عن المدينة ، ومهدت لهن الأرضية لعملية البوح. تقول هنا شمس عنتر: “من المعروف أن المرأة تميل للبوح للغرباء أكثر، وترتاح عندما تشكو همها للغرباء، ربما يحدث هذا بسبب خوفنا من إفشاء أسرارنا أو إصدار الأحكام علينا من قبل مجتمعاتنا أو ما شابه. حيث تقوم النساء في الرواية بتعرية نفسياتهن دون أي رتوش أو تصنع، بطريقة مختلفة عن حديثهن خارج هذا التجمع، سواء كان مكان العمل أو اجتماع ما، فقد يتصنعن أو يرتدين أقنعة أو يخفين أوجاعهن في هذه الأماكن، أما في هذا التجمع فلا يوجد أقنعة أو حواجز وتتحدث كل منهن عن قصتها بشكل مبسط”. كانت أعمار النساء في الرواية  بين 19 سنة و70 سنة، عملن بمهن مختلفة، وهنَّ من شرائح مختلفة من المجتمع. الرواية شيقة وجميلة، وتتحدث عن أعماق النساء.

اختارت عضوة الحركة شمس عنتر بعض الاقتباسات من الرواية:

“الحب لا يقال تصنعاً على الدوام، وليس وردياً دائماً، لا شيء أكثر من كلمة الحب ابتذالاً، ولا أكثر منه قابلية للإقصاء”.

وجملة لـ(لويسا) التي اعتقل زوجها في الرواية، والتي تذكرنا بعذابات ومعاناة عائلات المفقودات/ين قسراً في سوريا، وكيف يكون الانتظار موجعاً لهم: “أتعلمين ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث للكائن البشري! الاختفاء. الاختفاء أشد من الموت، الموت أفضل منه بكثير”.

تقول ليلى في الرواية، وهي فلسطينية، تزور أهلها في فلسطين وتتعرض للاغتصاب والحمل، ولا تستطيع التعايش مع فلذة كبدها إلا في النهاية: “الأجسام تختزل التاريخ، وجسدك هو تاريخك في نهاية المطاف، لأن كل شيء متضمن فيه، سأكتفي بالقول إن العيش في أرض محتلة مهين مأساوي وجائر”.

 قالت عضوة الأمانة العامة رويدة كنعان: “لفت نظري أن قصة الآخرين هي جزء من قصتنا. في كل قصة كنت أفكر كيف يمكنني أن أغير بحياتي شيء ما. شعرت أن القصة حقيقية جداً، كنت أحياناً أتفق معهنَّ وأحياناً لا، لكنني صرت أعيش قصة المختلفات أيضاً دون أن أسقط قصتي عليهنَّ”.

تقول عضوة الحركة لينا وفائي: “أثناء قراءتي كنت أجد نفسي في كل شخصية من الشخصيات العشر. رأيت نفسي في الشخصية ذات الـ 70 عاماً والتي ما زالت نشيطة لكن جسدها متعب. ورأيت نفسي في المرأة التي وجدت نفسها قادرة أن تعيش بلا رجل. ورأيت نفسي في الشخصية التي أحبت زوجها وأغلقت كل الخيارات في وجهها في الحياة. ورأيت نفسي في المرأة التي كانت تنتظر زوجها بعد الاعتقال. وفي المرأة التي ترعى المرضى، وتذكرت مرض والدتي، وتذكرت نفسي عندما مرضت ذات مرضها”.

تضيف لينا: “خطر لي سؤال؛ هل هذه الآلام خاصة بالنساء أم لا؟ كنت أرى في الرواية شيء إضافي له خصوصية لأنهن نساء، لأن قمعهنّ مضاعف، وإحساسهن بالقسوة أكبر. ربما لو كانت الرواية على لسان رجال لكانت مختلفة. هل ذلك لأن النساء أكثر قدرة على التعبير سواءً أمام من يعرفونهن أو أمام الغرباء. الرجال عادة حريصون على صورتهم الوردية أكثر من النساء، فالمرأة تتحدث عن قوتها وضعفها. اعتقد لو كانت شخصيات الرواية رجال، ربما كان شكلها مختلفاً”.

تقول عضوة الحركة سوزان خواتمي: “الرواية يمكن بسهولة أن ينتج عنها عشر روايات، فهي تعرض تفاصيل وافية ومتكاملة عن حياة كل شخصية بفرادتها. يوضح النص صعوبات الحياة، اشكالياتها، وتطرح تلك العذابات ليس فيما يخص القضايا النسوية الشائكة فحسب، بل تناولت النواحي الاجتماعية والنفسية والسياسية والاقتصادية، حيث تختلف أعمار الشخصيات ومهنهن، ووجهات نظرهن وأولوياتهن، ذلك التنوع كان جميلاً وممتعاً. كانت الكاتبة رائعة في اشتغالها على المشاعر، ولأنها امرأة أبدعت في غور تلك العوالم، لو أن رجلاً كتب تلك القصص لما جاءت بهذا الشكل، فالروائية باعتبارها امرأة كانت حساسة لكل المشاعر؛ كالأمومة، والتقدم في العمر، والاغتصاب، ولامستها بشفافية”.  

 “لديّ ملاحظة واحدة؛ وهي أن الحالات العشر تناولتها الكاتبة بصوت واحد هو صوت الكاتبة، لم يتغير ولم تراع اختلافات أنماط البوح، وتبدلاته الضرورية بين شخصية وأخرى” تضيف سوزان.