النادي الثقافي للحركة “ميدياتيك” وكتابي “علينا جميعًا أن نصبح نسويين” و”عزيزتي هاجر”

ناقش النادي الثقافي للحركة “ميدياتيك” في جلسته الأخيرة التي أقيمت بتاريخ 30 تموز 2021، عبر تطبيق زووم، كتابين “علينا جميعًا أن نصبح نسويين” و “عزيزتي هاجر”، وذلك بحضور عدد من عضوات وأعضاء الحركة السياسية النسوية السورية وشبكة المرأة السورية، وكانت ضيفة النادي في هذه الجلسة أرز أسمر، وهي ناشطة نسوية مهتمة بالجنسانية وفنانة تشكيلية ومصممة ومدونة.

تم التعريف في بداية الجلسة بالكاتبة تشيماماندا نغوزي أديتشي وهي كاتبة نيجيرية ولدت في 15 أيلول 1977 درست الطب في جامعة نيجيريا. ثم ذهبت لأمريكا في عام 1996 وهي تبلغ من العمر 19 سنة، لتلتحق بجامعة دريكسل، درست علم الاتصال ثم درست العلوم السياسية، وهي من الكاتبات المناصرات للحركة النسوية في نيجيريا، وكتبت رواياتها باللغة الإنكليزية مما ساعدها على الانتشار، حصلت الكاتبة على عدد من الجوائز، ومن أهم كتبها زهرة الكركديه الأرجوانية، نصف شمس صفراء وأمريكانا.

تم اقتباس الكتيّب “علينا جميعًا أن نصبح نسويين” من محاضرة تشيماماندا الشهيرة على منصة تيد سنة 2012 والتي تحمل نفس الاسم، وهو من أكثر الكتب النسوية انتشارًا حول العالم، وترجم إلى 30 لغة، وعرفت الكاتبة فيه النسوية بشكل مبسط جدًا وبلغة سهلة لذلك يمكن للجميع قراءة الكتاب، حيث عرفت النسوية/النسوي بأنه الشخص الذي يؤمن بالمساواة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بين الجنسين. تحاول الكاتبة من خلال كتابها أن تنقل لنا عددًا من قصص وتجارب النساء في نيجيريا وأمريكا، والتي استحضرتها خلال المحاضرة، ليتوضح لنا أن هذه التجارب متشابهة في كل المجتمعات والثقافات مع اختلاف في بعض التفاصيل التي تخص كل بيئة ومجتمع. ركزت الكاتبة في كتابها على الغضب عند النسويات وأن هذا الغضب مشروع ومحق وفاعل، وهذا لا يعني أننا عنيفات، وكيف أحدث هذا الغضب النسوي خلال التاريخ الكثير من التغييرات.

كما ناقشت الكاتبة فكرة الأولوية والتقاطعية بين نضال النساء السود للقضاء على العنصرية ضد السود والنضال النسوي، وهذا ينطبق على الحالة السورية عندما يحتج البعض بأن الوقت الآن للنضال للقضاء على النظام المستبد وليس وقت النضال النسوي أو العكس، وهنا تبرز فكرة التقاطيعة بين النضال ضد الاستبداد والنضال النسوي، هذه التقاطعية التي تبنتها الحركة السياسية النسوية السورية.

أما كتيب “عزيزتي هاجر” فالكاتبة نشرته كبيان نسوي وبلغة مبسطة أيضاً، وهو عبارة عن رسائل من صديقتها كانت تطلب منها النُّصح في أمر تربيّة طفلتها كي تقودها إلى النّجاح وتنميّة شخصيّتها القياديّة، هذا الكتيّب هو جوابها، وفيه خمسة عشر مقترحًا إلى ابنة صديقتها، وفيه تنصح الكاتبة كيف يجب تربية الفتاة تحديدًا لتكون نسوية في المستقبل، ولفتت الكاتبة النظر إلى ضرورة كسر الحواجز بين الأمهات وطفلاتهن/أطفالهن، وضرورة التربية الصحيحة بكسر الحواجز النمطية، ويدعونا الكتاب كنسويات للصدق مع الذات ومواجهة أنفسنا وإعادة النظر بطريقة تربيتنا لأولادنا على الأسس النسوية الصحيحة.  

لفتت عضوات الحركة السياسية النسوية السورية خلال الجلسة إلى ضرورة سعي النسويات إلى نشر الأفكار الواردة في هذين الكتابين بين الفئات المختلفة من النساء والرجال على حد سواء، لأنهما يسلطان الضوء وبلغة مبسطة على عدد من المواقف التي تتعرض لها النساء للتمييز وغالبًا دون أن يشعرن بذلك، وضرورة التوعية لإلغاء هذه التابوهات في مجتمعاتنا.