رسالة الحركة السياسية النسوية السورية إلى رئيس الحكومة الانتقالية السيد أحمد الشرع بخصوص الأحداث الأخيرة في السويداء

وجّهت الحركة السياسية النسوية السورية رسالة إلى رئيس الحكومة الانتقالية السيد أحمد الشرع بخصوص الأحداث الأخيرة في السويداء، نصت على ما يلي:

إلى السيد أحمد الشرع

رئيس الحكومة الانتقالية السورية

الجمعة، 18 تموز 2025

 

السيد الرئيس،

نحن في الحركة السياسية النسوية السورية نكتب إليكم من موقع مسؤوليتنا السياسية والأخلاقية، وقد تابعنا بقلق بالغ التصعيد الدموي في السويداء، الذي استهدف المدنيين والنساء والأطفال، إلى جانب القصف الإسرائيلي الوحشي الذي انتهك السيادة السورية واستهدف وزارة الدفاع وقيادة الأركان في دمشق. ما جرى في السويداء تجاوز كونه “عملية أمنية” ليشكّل تهديدًا مباشرًا للسلم الأهلي، ويضرب ما تبقى من النسيج الوطني بعد أربعة عشر عامًا من الحرب التي خلّفها النظام البائد.

إن قرار سحب قوات الجيش، رغم كونه خطوة إيجابية، ظلّ هشًّا في غياب إجراءات مكمّلة تمنع تفجّر صراع أهلي. فالضحايا، والمهجّرون والمهجرات، والخطاب التحريضي المتصاعد، لا يمكن احتواؤهم بقرارات معزولة، بل يتطلّب الأمر مسارًا سياسيًا يعيد بناء الثقة ويوقف منطق الحسم بالقوة.

وانطلاقًا من حرصنا على وحدة سوريا وهويتها الوطنية، ننوه لخطورة الاستمرار في نهج الإقصاء، والعنف، والحلول الأمنية، التي لا تفضي إلا إلى مزيد من الانقسام وتآكل ثقة الناس بالحكومة الانتقالية. وقف إطلاق النار، وإن كان ضروريًا، لا يكفي ما لم يترافق مع قرارات عاجلة لمنع الأعمال الانتقامية، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وفتح قنوات حوار حقيقية مع أهالي السويداء وكافة المكونات السورية.

نؤكد لكم أن جميع السوريين والسوريات شركاء في هذا الوطن، وأن تهميش النساء، وتجاهل الأطراف المدنية، ورفض المطالب المحلية، لا يخدم السلم الأهلي ولا مستقبل سوريا.

إن طريق الاستقرار يبدأ بالابتعاد عن منطق القوة، والانحياز الصريح لقيم المواطنة، والمساواة، والعدالة، والتشاركية، مع تجريم خطاب الكراهية والتحريض بكافة أشكاله.

لقد دفع السوريون والسوريات ثمنًا باهظًا، ولا نريد لوطننا أن ينزلق نحو حرب أهلية لا منتصر فيها.

 

عاشت سوريا بكل مكوناتها

 

الحركة السياسية النسوية السورية