زيارة وفد الحركة إلى برلين – ألمانيا

 

بدعوة من مؤسسة فریدریش إیبرت (FES)؛ وضمن جهود الحركة السياسية النسوية السورية للمناصرة السياسية المباشرة، قام وفد من الحركة بزيارة إلى برلين – ألمانيا من السادس وحتى التاسع من شهر تشرين الثاني 2023. مثلت الحركة السياسية النسوية السورية في هذه الزيارة عضوة الأمانة العامة فرح يوسف، ومن الهيئة العامة كلاً من: ديما موسى، وعضوة اللجنة السياسية عفراء هاشم، وعضوة لجنة الرقابة راوية الشمر، حيث التقين خلال الزيارة مع عدد من السياسيات والسياسيين وصانعات وصناع القرار المؤثرات/ين في الملف السوري. كانت لهذه الزيارة أهمية كبيرة في ظل التحول الكبير في الانتباه العالمي الإعلامي والسياسي نحو الملف الفلسطيني، واستغلال النظام السوري هذا التحول للتصعيد في الشمال السوري، واستهداف المدنيات والمدنيين والبنى التحتية والمنشآت الحيوية. 

 

 

تم طرح عدد من المواضيع خلال الزيارة، أهمها التصعيد في الشمال السوري، وتداعياته على المدنيات والمدنيين، خاصة في الوضع الهش بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة في شباط الماضي، وأشار وفد الحركة كذلك لتداعيات القصف على المشاركة السياسية للنساء، وقدرتهنّ على لعب أدوارهنّ باستخدام الفضاءات الافتراضية، مما يؤدي لتهميش مركّب لأصواتهنّ.

كما سلط الوفد الضوء على الحراك الشعبي الحالي في السويداء، ومطالبه، ودور النساء الحيوي فيه. وكان للعملية السياسية المعطّلة نصيب كبير من النقاشات، وركزت عضوات الحركة على أهمية جمع الأطراف الدولية الفاعلة في الملف السوري، وتفعيل ارادة سياسية حقيقية لحل النزاع وتحقيق انتقال سياسي وفق القرار 2254. وهنا أكدت عضوة الهيئة العامة ديما موسى على أن الوضع في المنطقة ككل لن يتحقق دون الوصول إلى حلول لكافة الملفات في المنطقة بما فيها في سوريا، والتي لا يمكن الوصول إلى سلام مستدام فيها إلا من خلال حل سياسي شامل على أساس التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن 2254، وأضافت: “الأمر بات مطلب جميع السوريات والسوريين بما فيهم أولئك في مناطق النظام، كما تثبت المظاهرات السلمية المستمرة لشهور في محافظة السويداء.”

 

 

أما عن أهمية إيصال أصوات النساء السوريات وتوصياتهن خلال هذه اللقاءات لصانعات وصناع القرار الدوليين؛ قالت عضوة الأمانة العامة فرح يوسف: “من الضروري إعادة مركزة سوريا والقضية السورية في هذا الوقت الحرج. هذه الزيارات لها أهمية مركزية في عملنا كحركة سياسية نسوية سورية، الجلوس على الطاولة مع صانعات وصناع القرار، وتقديم إحاطاتنا النسوية للأحداث في سوريا، وتوصياتنا للدفع بالحل السياسي للأمام، كلها خطوات أساسية للوصول إلى سوريا التعددية الديموقراطية التي نطمح لها. لم نحمل أصواتنا فقط، إنما نقلنا توصيات ورسائل عضوات الحركة، بالإضافة لرسائل وتوصيات النساء اللاتي نلتقي بهنّ دورياً عبر برنامج المشاورات الوطنية لإنتاج أوراق سياساتية تضع أصوات النساء في المركز، وتوصلها إلى طاولات صنع القرار”.

وعن أهداف ونتائج الزيارة قالت عضوة اللجنة السياسية عفراء هاشم: “استطعنا كحركة نسوية سياسية تقديم وفد نسائي متكامل، متنوع بالخبرات والاتجاهات، ومتوافق على المبادئ والمطالب، استطعنا توصيف الوضع بسوريا من منظور نسوي، وتسليط الضوء على احتياجات النساء الحقيقية والتي غالبًا ما يتم إهمالها، وهذا بحد ذاته مصدر قوة لنا نحن النساء ليس فقط ضمن الحركة. نحن بحاجة لمشاركات نسوية دورية وعالمية من داخل سوريا وكل أنحاء العالم للحفاظ على أحقيتنا في المشاركة بأي عملية سياسية مستقبلية، لنبقى دائما مسموعات وبقوة.”

وفي الختام؛ أبرزت الحركة من خلال تبادل الأفكار والخبرات مع السياسيات والسياسيين وصانعات وصناع القرار الدوليين، الأهمية الكبرى لإشراك النساء في عملية السلام وصنع القرار. إن الجهود المبذولة في هذه الزيارة لا تعكس فقط حرص الحركة على تقديم منظور نسوي للقضايا السورية، ولكنها أيضًا تسلط الضوء على الحاجة الملحة لاستمرار الدعم الدولي والتركيز على حقوق النساء ومشاركتهن الفعالة في جميع مراحل عملية السلام.