الكلمات الافتتاحية لإطلاق المؤتمر العام الخامس للحركة السياسية النسوية السورية
- updated: 24 يونيو 2023
الكلمات الافتتاحية لإطلاق المؤتمر العام الخامس للحركة السياسية النسوية السورية، تحت شعار “ثُرْنا معاً… وسنبني معًا” افتراضيًا في سوريا، وبالحضور الفيزيائي في كل من مدينتي برلين وإسطنبول، المؤتمر سيمتد ما بين 23 وحتى 26 حزيران 2023، وبحضور 76 عضوة/عضو من الهيئة العامة للحركة، يتوزعنَّ/ون في 20 بلداً حول العالم
كلمة عضوة الحركة السياسية النسوية السورية هيام حاج علي من سوريا
الصديقات والأصدقاء في الحركة،
أشعر بسعادة كبيرة لأن الحركة السياسية النسوية السورية وصلت إلى هذا اليوم، حيث تمكنت كجسم سياسي من جمع العديد من الشخصيات المتنوعة، التي تختلف في العديد من الأمور، لكنها اجتمعت على فكر نسوي سياسي.
من خلال الحركة؛ نحن نسعى ونأمل في رسم خيط أمل لحلمنا، على الرغم من كل الصعاب التي تواجهنا، وبخاصة الزميلات اللواتي يعيشن في داخل سوريا، اللواتي يكافحن لتحقيق التغيير وتعزيز مكانة المرأة في المجتمع ومواجهة القوى الأمنية والمجتمعية التي تعمل بكل الوسائل الممكنة لقمع أي فكر يساعد على تمكين المرأة. قد يكون الطريق صعبًا، لكن تصميمنا وعزيمتنا ستساعدنا في التغلب على التحديات وتحقيق التقدم.
في ظل محاولات العديد من الدول التطبيع مع النظام السوري، والتغاضي عن جميع الانتهاكات التي ارتكبت ضد السوريات والسوريين، ما تزال الحركة السياسية النسوية السورية تقاوم وتناضل ضد أي حل لا يأخذ بعين الاعتبار أهداف الثورة التي ثرنا من أجلها بالحرية والكرامة.
قد ينتابنا أحيانًا الإحباط لعدم قدرتنا على فعل الكثير، لكننا نساهم بكل ما في وسعنا ونبذل كل الجهود الممكنة لبناء وطن يجمعنا جميعًا. نحن نعمل جاهدات لتعزيز الوعي ورفع الصوت والتواصل مع المجتمع الدولي والمنظمات ذات الصلة من أجل إحداث التغيير المطلوب. لذا؛ لن يتمكن التطبيع أو أي حل غير عادل من التغاضي عن قوة إرادتنا والعزم الذي نحمله في قلوبنا.
نحن كشابات ممتنات للحركة السياسية النسوية السورية وبرامجها وجلساتها المتنوعة، وبالنسبة لنا كشابات ليس من السهل العمل في السياسة النسوية، لكن بفضل دعم العضوات لبعضهن البعض، نستطيع تجاوز تلك المصاعب. بالطبع؛ من الصعب ذكر جميع الأسماء التي عملت بجهد لنقل صوتنا وتشجيعنا على المشاركة، على الرغم من المخاطر الأمنية المرتبطة بهذا الأمر. وأود أن أذكر بشكل خاص عضوات الأمانة العامة اللواتي لعبنَّ دورًا بارزًا في ذلك.
“ثُرْنا معًا… وسنبني معًا”؛ هذا هو شعار مؤتمرنا اليوم، وبالفعل يعكس الروح القوية للتعاون والتضامن الذي نشعر به. بالفعل؛ قدمت العديد من العضوات دعمًا ومساندةً للأخريات في هذه الفترة الصعبة بعد الزلزال الذي واجهناه في السادس من شباط. إن ذلك التضامن يساعدنا في بناء وترميم ما تضرر فينا ويسهم في تعزيز الروح المجتمعية.
نحن نثق في قدرتنا على التعافي والنهوض بعد الصدمات التي واجهناها. سوف نبني سويةً ونعيد بناء تلك الأوجاع التي لحقت بنا. سنستخدم قوتنا المشتركة وتضامننا للتغلب على الصعوبات وإعادة بناء حياة أفضل لنا جميعًا.
في هذا المؤتمر؛ سنجتمع لتبادل الأفكار والخبرات والاستفادة من قوتنا المجتمعية. سنعمل سويًا على وضع استراتيجيات وخطط للتعافي والبناء. في نهاية المطاف؛ سيكون لدينا قصة نجاح مشتركة تتحدث عن قدرتنا على التعافي والبناء بعد الدمار. سنبني سويةً، ونعمل معًا لتحقيق الاستقرار . إن التضامن والتعاون هما مفتاحا النجاح، وسنستمر في بذل كل جهودنا لتحقيق هذه الرؤية المشتركة.
رسائل التضامن والمساندة لم تتوقف من قبل جميع عضوات الحركة،، حيث عملت الحركة منذ وقوع الكارثة إلى يومنا هذا على تشجيع عضواتها للاستمرار وتجاوز الأزمة ومتابعة نضالنا الذي لطالما سعينا إليه.
بالفعل؛ نتطلع إلى وصول الحركة السياسية النسوية السورية بفضل عضواتها وأعضائها إلى تحقيق التغيير الذي نصبو إليه. نطمح إلى كسر القيود المجتمعية والسياسية وغيرها، وتحقيق حلمنا ببناء دولة ديمقراطية تكفل العدالة وتحمي حقوق جميع السوريين والسوريات.
كلمة عضوة الحركة السياسية النسوية السورية رويدا مطر من إسطنبول-تركيا
مرحباً بكن/م جميعاً في المؤتمر العام الخامس للحركة السياسية النِّسْوية السورية
إن أفضل ما في هذه المؤتمرات المتعاقبة هو لقاؤنا رغم الشتات القسري الذي فرض علينا، ورغم القلق الذي ينتابنا والترقب عند أي تغيير سياسي في الدول المؤثرة في الملف السوري، ورغم التساؤلات التي تأكلنا على مدار الساعة كسوريات وسوريين أينما كنا مقيمات/ين سواءً في مناطقنا الأصلية، أو في مناطق النزوح أو في المخيمات أو في بلدان اللجوء… ما هو مصيرنا؟ وإلى أين نمضي؟
ألحّت علينا هذه الأسئلة بشكل أكبر بعد كارثة الزلزال الذي ضرب بلـدَنا سوريا ودولةَ تركيا التي تقطنها نسبة كبيرة من السوريات/ين، حيث خسرنا الكثير من الأحبة والصديقات والأصدقاء، وتعرضنا لنكبة ونزوح جديد، وعدنا لنتذكر أن لا مكان آمن لنا لنلجأ إليه، ولا مستقبل واضح لحل سياسي يبعث فينا الأمل لنتجاوز هذه الكارثة بوطأة أخف.
أضيفت على الكارثة الإنسانية الانعكاسات السياسية للزلزال التي كانت محبطة للجميع، باستغلال النظام لاستعادة علاقاته، وعودة مكانه بين الدول العربية.
مؤلم ذكر هذه المأساة الآن… في افتتاحية مؤتمرنا السنوي هذا، لكن دعونا نرى أن في ظل هذه المحنة كانت النساء السوريات، ومنهن معنا في الحركة ونفخر بهنّ، وكالمعتاد، قادرات على العمل والقيادة وتقديم العون والمساعدة متناسيات صدمتهن وفاجعتهن، فبذلن كل ما في وسعهنّ إنسانياً وسياسياً.
هؤلاء… هنَّ النساء السوريات… اللواتي وعبر عقود يناضلن سياسياً، ويـقْدِمْن على العمل والمساندة على الرغم من التحديات الكثيرة ومحاولات الأنظمة المجتمعية والسياسية القمعية المستمرة لإسكاتهن وإقصائهن حين يردن أخذ الفرص. فبعد عام ٢٠١١ خلق أمل جديد للتغيير، ووجدنا أن حلمنا في دولة مواطنة تحقق المساواة لكافة مواطناتها ومواطنيها أصبح قريب المنال، وبدأت العملية السياسية، وتمَسَّكْنا بأمل أن تُمَثَّل المرأة تمثيلاً كاملاً في جميع جوانب العملية، وإذ بهذا الأمل يصعب أكثر فأكثر، والعملية تصبح معقدة على الشعب السوري عموماً، وعلى نسائه خاصة.
اجتماعنا اليوم إنما هو إصرار على المضي قدماً لوضع بصماتنا ومشاركتنا الفاعلة في تحقيق السلام المستدام في سوريا المبني على القرارات ٢١١٨و ٢٢٥٤، الذي لن يتحقق إذا ما غابت النساء عن المشاركة المتساوية والشاملة للعمل عليه.
عقدنا مؤتمرنا السابق تحت شعار السوريات صانعات القرار… ونجتمع اليوم تحت شعار ثُرْنا معاً.. وسنبني معاً.
سنبني معاً من خلال الديمقراطية التي نجسدها في عملنا داخلياً، وعند اتخاذ مواقفنا السياسية، ووضع التصورات لشكل دولتنا في المستقبل.
سنبني معاً من خلال الحوار المستمر والتواصل الفعال مع مختلف الأطياف والتوجهات وعبر توحيد أهدافنا على الرغم من اختلافنا وخلافاتنا.
سنبني معاً سوريا المتعددة والمتنوعة والحافظة للحقوق والحريات والمضمّنة لكل الفئات السورية.
أتمنى لنا جميعاً التوفيق في هذا المؤتمر، وفي سعينا كحركة سياسية نسوية سورية للوصول إلى وطن حر ديمقراطي يسوده التعدد والتنوع وتتأصل فيه قيم المواطنة، والحرية، والعدالة، والمساواة.
كلمة عضوة الحركة السياسية النسوية السورية يافا الحموي من برلين-ألمانيا
الزميلات والزملاء، السادة الحضور،
أسعد الله أوقاتكن/م جميعاً في افتتاح المؤتمر الخامس للحركة السياسية النسوية السورية هنا في برلين.
لقد مرت خمس سنوات على تأسيس الحركة السياسية النسوية السورية ونحن هنا نجتمع ثائرات وناشطات من مختلف المدن السورية لنؤكد على استمرار عملنا السياسي الذي يهدف إلى نيل حرية بلدنا، والتأكيد على زيادة تفعيل مشاركة المرأة السورية في العمل السياسي.
لقد مرت على السوريات والسوريين في هذه السنة ظروف سيئة. وعلى الحركة خسارة مهمة، ففي شهر آذار من هذه السنة صدمنا بوفاة قامة من قامات سوريا ومن مؤسسات الحركة الدكتورة بسمة قضماني، حيث كانت وفاتها خسارة كبيرة للحركة النسوية خاصة وللمعارضة عامة. وقد عرف عن الدكتورة بسمة نشاطها واجتهادها في العمل السياسي وسعيها لنيل حرية سوريا والتي وسّعت دور المرأة السياسي في مؤسسات وجبهات المعارضة السورية، وكان لها دوراً بارزاً في ترسيخه. الرحمة للدكتورة بسمة قضماني التي كانت تسعى للمضي نحو الحرية والديمقراطية.
وبالعودة إلى الشأن السوري فقد مرت السوريات والسوريون بأزمة كبيرة، حيث أن حادثة الزلزال الذي أصاب سوريا وتركيا كان مؤلماً وصعباً، فمنذ بداية حدوث الزلزال عملت الحركة السياسية النسوية السورية على التواصل مع البعثات الدائمة لدى الأمم المتحدة وسلطت الضوء على الأوضاع المأساوية وحتمية الاستجابة السريعة للكارثة الإنسانية عقب الزلزال المدمر الذي زاد من مآسي السوريات والسوريين في سوريا وتركيا، حيث قامت عضوات وأعضاء الحركة بتقديم شهادات حياة شاملة وتوصيات للعمل في الاستجابة السريعة لمساعدة السوريات والسوريين، وقد أصدرت الحركة بياناً يعبر عن حزننا وضرورة الاستجابة السريعة من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الأممية لمساعدة المنكوبات والمنكوبين. ولا يسعنا إلا أن نقول الرحمة لأرواح من قضوا في هذه الكارثة، والشفاء النفسي والروحي لمن فقدوا أحبتهم.
تسعى الحركة السياسية النسوية السورية من خلال عملها ونشاطها إلى تنشيط دور المرأة السورية في العمل السياسي، وبأن لدى النساء السوريات دور هام في الانتقال السياسي المقبل للحكم.
وفي النهاية؛ نحن مستمرات في عملنا السياسي والمدني حتى تنال بلادنا الحرية والديمقراطية لنضع لبنة في بناء وطن حر يحترم الجميع ويسعى لترسيخ المواطنة والعدالة لكل السوريات والسوريين.
شكراً للحضور فيزيائياً وعبر منصات التواصل، والشكر لكل الداعمات والداعمين للحركة السياسية النسوية السورية في كل دول العالم. لنبدأ المؤتمر معاً.