جلسات الحركة السياسية النسوية السورية ضمن مبادرة “نعيش الأمان”
- updated: 9 مارس 2023
إبان زلزال 6 شباط، وضمن مبادرة “نعيش الأمان”، التي أطلقتها الداعمة النفسية وعضوة الحركة هناء الخضر، نفذت الحركة السياسية النسوية السورية خلال شهر شباط ثلاث جلسات لتقديم الدعم النفسي الاجتماعي لعضوات الحركة، وذلك عبر تطبيق زووم. حضرت الجلسات 35 عضوة من الحركة السياسية النسوية السورية، سواءً كنَّ متواجدات في تركيا أو في سوريا أو في دول الشتات، ومن المتأثرات بشكل مباشر أو غير مباشر بالزلزال.
تقول عضوة الحركة السياسية النسوية السورية هناء الخضر: “كان شعور الخوف هو المسيطر على الجميع بعد زلزال 6 شباط، وكانت الحاجة للشعور بالأمان ضرورية. لقد جاء الزلزال ليظهر حجم الكارثة النفسية التي تعاني منها السوريات. هذه الكارثة حقيقةً لم تكن وليدة الزلزال، بل كان الزلزال هو المفجر لها، فلا يمكننا تجاهل اثنا عشر سنة من الأزمات النفسية التي خلفها القصف والنزوح والتهجير، أزمات رسخت مشاعر الخوف والقلق واليأس والتعاسة والحزن التي تصاحب الاكتئاب، فبعد كل هذه المشاعر الدفينة والتي أصابنا الزلزال بضعفيها؛ كان لابد من الوقوف ولو للحظة لنسأل أنفسنا عن هذه المقبرة النفسية في داخلنا؛ إلى متى سنبقى نضع شواهداً لهذه المشاعر. من هنا خرجت فكرة مبادرة “نعيش الأمان” من خلال تنفيذ جلسات دعم نفسي للنساء المتأثرات بكارثة الزلزال بشكل مباشر أو غير مباشر”.
تم التواصل مع الأمانة العامة للحركة السياسية النسوية السورية وعرض فكرة هذه المبادرة، وعلى الفور تمت الاستجابة وبدأ التنسيق لتنفيذ جلسات الدعم النفسي الاجتماعي، والتي قامت على إنصات واستماع المشاركات في الجلسات من عضوات الحركة لبعضهن البعض وإدارة المشاعر، إضافة إلى تقديم تقنيات للتعامل مع المشاعر السلبية، وإجراء تمرين تأمل بهدف الاسترخاء.
لقد أوضحت هذه المبادرة حجم الضغوط والآثار النفسية التي خلفها الزلزال وما رافقه من انفجار للمشاعر المكبوتة وسيطرة مشاعر الاكتئاب والقلق واليأس على الحالة العامة للنساء السوريات.
تختلف الآثار النفسية ما بين الناجيات من الزلزال بشكل مباشر وبين المتأثرات من الزلزال بشكل غير مباشر، وعن ذلك تقول هناء: “بالنسبة للناجيات بشكل مباشر تتمثل الآثار النفسية في مقاومة المشاعر وآلية الدفاع النفسية والإنكار للصدمة سواءً أكان إنكاراً إيجابياً أو سلبياً، وهذه الآثار تنتج بسبب عدم إعطاء الوقت للنفس بالإحساس بهذه المشاعر نتيجة اللجوء اللاوعي إلى إشغال النفس والعقل بالعمل، ويزيد تفاقم هذه الآثار والمشاعر في حال كان العمل في ميدان الكارثة وعلى صلة مباشرة مع الناجيات والناجين من تحت الأنقاض أو حتى الناجين من الزلزال، مما يؤدي إلى تخدير المشاعر الشخصية والاهتمام بمشاعر الآخر، على فرضية أنني بحالة نفسية جيدة ويجب علي أن أهتم وأساعد الأخريات/ين. هذه الفرضية ربما تتسبب بإصابة النساء بعد مرور مدة من الزمن على كارثة الزلزال بحالة اضطراب ما بعد الصدمة وفرط اليقظة أو فوبيا أو اكتئاب. أما بالنسبة للنساء المتأثرات بشكل غير مباشر، فتتمثل الآثار النفسية جراء الكارثة بالشعور بالذنب وعقدة الناجي/ة إضافة إلى الإصابة بمرض جسدي أو صعوبة في التنفس إضافة إلى اضطرابات في النوم، وقد تتمثل هذه الآثار بفقدان الدافع والحافز للاستمرار بالحياة وحدوث نوبات غضب ونوبات بكاء”.
إن الاستجابة النفسية للنساء الناجيات من الكوارث؛ بناءً على ما سبق من آثار نفسية مترتبة على كارثة الزلزال، تعتبر ضرورة ملحة لمعالجة المأساة وتوجيه المشاعر بهدف الوصول إلى نقطة الشعور بالأمان، وتفادي ما يمكن تفاديه من نتائج اضطراب ما بعد الصدمة ونتائج مشاعر الخوف والقلق والهلع واليأس.