عضواتنا وأعضاؤنا

خلود أحمد العسراوي

خلود أحمد العسراوي، من دمشق، خريجة تكنولوجيا معلومات وطالبة ماجستير، عضوة في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي وعضوة في الحركة السياسية النسوية السورية، وعضوة في مجلس إدارة فرع سوريا للمنظمة العربية لحقوق الإنسان.

كانت خلود أحمد العسراوي من أوائل من خرجوا في المظاهرات السلمية عام 2011 في محافظتي دمشق وريف دمشق، وخاصة في مناطق القابون وبرزة والمزة وركن الدين والميدان وغيرها. ومع بداية نزوح أهالي دوما والضمير وحوش الفارة وسقبا وحمورية إلى عدرا العمالية، تمكنت خلود مع مجموعة من الناشطات والناشطين من تأسيس مركز إغاثي هناك، وهو من أهم المراكز الإغاثية في المنطقة لأنه كان موجوداً في منطقة سيطرة النظام، فتعرض لتحديات كثيرة ومضايقات أمنية، إلا أنه أثبت وجوده وتمكن من الحصول على مساعدات من أهل الخير في الداخل السوري، وقدم مساعدات إغاثية ومادية لأكثر من 650 عائلة لمدة سنة وسبعة أشهر. توقف عمل المركز بعد دخول “جيش الإسلام” إلى عدرا العمالية. تقول خلود: “إن المركز كان يساعد كل الأطراف بغض النظر عن توجهاتها السياسية، لأنه كان يركز على الجانب الإنساني فقط”. وتضيف خلود أنه من ضمن النشاطات التي ساهمت بها في عدرا العمالية، افتتاح مدرسة للصفين الأول والثاني الابتدائي، تستوعب 110 طلاب، إلا أنها أُغلقت بعد أربعة أشهر، عند دخول جيش الإسلام إلى المنطقة.

“نحن النساء تمكنا من إثبات قدراتنا وخبراتنا وإعلاء صوتنا، وأننا لسنا مختلفات عن الرجال، بل لدينا أفكار ومطالب غير بعيدة عن أفكار الشارع السوري، بل على العكس، نحن المناضلات السياسيات قادرات أكثر على الإحساس بألم الشعب وتمثيله على الساحة السياسية.”

بدأ اهتمام خلود بالعمل السياسي في سن الرابعة عشر، كونها تنحدر من عائلة سياسية، فكانت مهتمة بالقضية الفلسطينية ومن ثم العراقية، إلا أنها لم تنتسب إلى أي حزب أو منظمة معارضة، حتى عام 2011 عندما شاركت في المؤتمر التأسيسي الوطني الموسع لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي. ترى خلود أن العمل السياسي هو أساسي لبناء سوريا، وأن عدد النساء في الساحة السياسية السورية قليل جداً، ويجب العمل على زيادته، لأن المرأة أكثر مرونة من الرجل وبالتالي يمكنها قراءة الواقع بموضوعية أكثر، وهذا يساعد على تخفيف آلام شعبنا بوقف سفك دماءه وهدر ممتلكاته، وأنه عندما تكون المرأة على قدر كافٍ من الوعي السياسي، ستكون أقوى في مواجهة الظروف الموجودة حالياً في سوريا، تؤكد خلود: “يجب أن استمر في العمل السياسي، رغم أن صوتي ليس عالياً كأصوات نساء أخريات، ولكن إن لم أعمل في السياسة لن أتمكن من بناء بلدي، وأرى أن تمكين المرأة لتأخذ دورها في المجتمع هي مهمة أساسية لكل من الرجل والمرأة”.

وترى خلود أن تحويل الثورة السلمية إلى مسلحة كان من أكبر التحديات التي واجهت العمل السياسي في سوريا، لأن ذلك ساهم بدخول أطراف خارجية إلى البلد، حصل كل ذلك بسبب اختيار النظام للحل الأمني العسكري في مواجهة المطالب الشعبية المحقة في استعادة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، بغية قمع الثورة وعدم تمكينها من تحقيق أهداف الشعب السوري التي ثار من أجلها.

ومن التحديات التي واجهتها كامرأة في العمل السياسي، التهميش وعدم الاستماع لرأيها خلال السنوات الأولى من الثورة، لأن المجتمع يرى أن المرأة غير قادرة على تمثيل المجتمع، ولكنها تضيف: “نحن النساء تمكنا من إثبات قدراتنا وخبراتنا وإعلاء صوتنا، وأننا لسنا مختلفات عن الرجال، بل لدينا أفكار ومطالب غير بعيدة عن أفكار الشارع السوري، بل على العكس، نحن المناضلات السياسيات قادرات أكثر على الإحساس بألم الشعب وتمثيله على الساحة السياسية”.

انضمت خلود إلى الحركة السياسية النسوية السورية لأنها تعتبرها الصوت العالي الذي يعبر عن مطالب وأهداف و دور النساء، لأنها تؤمن بأن النساء يمكن أن يقدن بلد بأكمله، وليس فقط حركة سياسية أو جسم سياسي. وهذا لا يتعارض، بل على العكس، مع وجود بعض الرجال ضمن الحركة، من المؤمنين بدور المرأة المركزي في المجتمع.

تتوقع خلود أن تنجح الحركة في الوصول إلى هدفها في زيادة نسبة تمثيل النساء في العمل السياسي لتصل إلى 50%، كما ترى أن الحركة تبذل جهوداً جبارة في الضغط دولياً من أجل الإفراج عن المعتقلات والمعتقلين والمختفيات والمختفين، وبيان مصير المفقودات والمفقودين، والعودة الآمنة والطوعية للنازحات والنازحين داخل البلاد، والمهجرات والمهجرين قسرياً خارجها.

تقول خلود: “يجب على الحركة وغيرها من الأجسام السياسية الاستمرار في جذب وتثقيف وتوعية فئة الشباب سياسياً، وخاصة النساء منهم، لكي نستمر في الدفاع عن قضيتنا والوصول إلى أهدافنا”. تحلم خلود بسوريا آمنة، حرة، ديمقراطية، مدنية، يتساوى فيها الرجال والنساء، ويزول الفساد والاستبداد.

“أقول لنساء سوريا، كن يداً واحدة، تجاوزن الألم، واصمدن لأنكن أنتن من سيبني ويعيد إعمار هذا البلد بخبراتكن، وصبركن، وشجاعتكن”

عاشت خلود الكثير من لحظات الفرح والحزن خلال الثمان سنوات الماضية، إلا أنها تقول إن إحدى اللحظات التي لن تنساها، هي عندما كانت على وشك الاعتقال ودافعت عنها فتاة من ديانة أخرى وساعدتها على الهروب لتعتقل بدلاً منها، تقول إنها أصبحت من أعز صديقاتها فيما بعد وإن هذه الحادثة بالنسبة لها هي تأكيد على أن الشعب السوري شعب واحد، وقضيته واحدة، بغض النظر عن اختلاف الأعراق و المذاهب. وتضيف أنها خلال الثورة اختبرت مشاعر الأمومة رغم أنها ليست متزوجة وليس لديها أطفال، وذلك عندما قامت برعاية طفلة صغيرة لمدة سنتين ونصف، بعد أن توفت والدتها وكان والدها يمر في ظروف صعبة، وأن هذه الطفلة أصبحت جزءاً من عائلتها، وجعلتها تعيش أجمل المشاعر. ومن أصعب اللحظات التي عاشتها خلود خلال الثورة تقول كانت لحظة اعتقالها أمام أبيها وعجزه عن مساعدتها.

تقول خلود لنساء سوريا: “كن يداً واحدة، تجاوزن الألم، واصمدن لأنكن أنتن من سيبني ويعيد إعمار هذا البلد بخبراتكن، وصبركن، وشجاعتكن.”