بيان الحركة السياسية النسوية السورية حول حركة الاحتجاجات الشعبية في السويداء
- updated: 15 يونيو 2020
- |
تشهد مدينة السويداء جنوب سوريا، حركة احتجاجات مستمرة منذ حوالي العشرة أيام، على شكل مظاهرات تندد بالقمع، والتفقير الممنهج، والوضع الاقتصادي الذي يزداد سوءاً مع انهيار الليرة السورية، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني. كما ظهرت شعارات مماثلة لشعارات المظاهرات التي خرجت ضد النظام منذ بداية الثورة السورية كالمطالبة برحيل النظام، والتضامن مع الحراك الثوري والشعبي في كافة المدن والمناطق السورية.
ومحافظة السويداء كانت جزءاً أصيلاً من الحراك الثوري منذ بدايته، ودفعت الثمن بأشكال مختلفة، قمعاً واعتقالاً وعنفاً وتسلطاً، كما قضى الكثير من شبابها في المعتقلات جراء وقوفهم مع الثورة ومطالبها.
وما يجري اليوم هو جزء من حراك مستمر لم يتوقف، واستمرار لحملة “بدنا نعيش” التي بدأت السنة الماضية والتي رفعت شعارات مطلبية اقتصادية وتطورت إلى ربطت المطلبي المعيشي بالسياسي. ولعلّ الحركة الاحتجاجية اليوم هي الأكثر شدة منذ حملة القمع والاغتيالات التي استهدفت القضاء على حركة مشايخ الكرامة. وكذلك حركة رفض التجنيد الإجباري لأبناء السويداء. ولكن المحافظة لم تتوقف منذ تسع سنوات عن تقديم الدعم والاحتضان لكافة النازحات والنازحين إليها من المدن الأخرى وخاصة من ريف دمشق ودرعا وحمص.
وكان النظام قد استخدم أساليب التخويف المختلفة والمعتادة لإبقاء الناس تحت سلطة القمع، من خلال تسهيل نقل بقايا داعش من مخيم اليرموك إلى بادية السويداء، وما تلا ذلك من مذابح واختطافات بحق الأهالي، وهو الأسلوب الذي ما فتئ النظام يستخدمه في ثنائية إرهابين كلاهما مرّ.
كما بقي على تشجيع ودعم وتوفير الغطاء والأدوات لعناصر محلية تقوم بممارسة الانتهاكات بحق الأهالي وترهيبهم وابتزازهم والاعتداء عليهم لثنيهم عن الخروج إلى الشارع والتعبير عن غضبهم والمطالبة بحقوقهم المشروعة.
إن المظاهرات الحالية تعلن عودة الحراك المدني السلمي الذي أعاد ألق ثورتنا السورية بعد فشل الحل العسكري وكارثيته على الشعب السوري أينما كان.
وهو ما يجعلنا في الحركة السياسية النسوية السورية نعرّب عن قلقنا البالغ جراء ما يتم جرّ السويداء وأهاليها ومظاهراتها السلمية إليه، خاصة مع تشجيع مسيرات ينظمها النظام وعناصره في المحافظة، وما شهدناه اليوم من اعتقالات وعنف تجاه المتظاهرات والمتظاهرين.
كما إننا نؤكد على أهمية دعم مطالب المتظاهرات والمتظاهرين، وإيصال أصواتهن/م، وعدم تركهن/م وحدهن/م في مواجهة آلة القمع والقتل التي لم تسلم منها مدينة في سوريا.
وإننا إذ نؤكد على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، فإننا نطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بأن لا حل اليوم سوى الحل السياسي الشامل، ولا أمل للشعب السوري سوى بوقف الحرب الطاحنة المستمرة منذ تسع سنوات، واستئناف المفاوضات على أرضية بيان جنيف والقرار 2254 سعياً إلى انتقال سياسي حقيقي يلبي تطلعات الشعب السوري.
عاشت سوريا أرضاً وشعباً
الأمانة العامة للحركة السياسية النسوية السورية
15 حزيران 2020