في الذكرى السابعة للثورة السورية المباركة، تقف الحركة السياسية النسوية السورية إجلالاً واحترامًا أمام التضحيات الجمّة التي قدمها ومازال يقدمها السوريون رجالًا ونساءً، في سعيهم للحرية والعدالة والديموقراطية والمساواة، وتدعو المجتمع الدولي لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإنهاء المقتلة الوحشية في بلدنا الحبيب.

 قبل سبع سنوات، خرج السوريون نساءً ورجالاً وأطفالاً، في جميع أنحاء سوريا إلى الشوارع، يملؤهم الأمل بالخلاص من نظام الاستبداد الذي استمر لعقود، منادين بالحرية والكرامة والعدالة، مطالبين بدولة ديموقراطية لجميع السوريين. واجه النظام المتظاهرين السلميين بعنف وحشي، وصل إلى حد قتل المتظاهرين واعتقالهم وتعذيبهم، وازدادت الفظائع المرتكبة من قبله يومًا بعد يوم لتصل إلى حدود القصف العشوائي والاختفاء والتهجير القسريين والتعذيب والقتل بكافة أنواع الأسلحة، بما فيها الأسلحة الكيماوية، والحصار والتجويع، ما أدى على امتداد السنوات السبع الماضية إلى قتل مئات الألوف من السوريين، أغلبهم من المدنيين، رجالًا ونساءً وأطفالًا. واليوم نخشى أن الأسوأ ما زال قادماً.

 وقعت كل تلك الفظائع على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، دون أي محاسبة لمرتكبيها، وتم تجاهل مطالبنا بحماية المدنيين وتحقيق العدالة. ونتيجة عجز المجتمع الدولي، وعدم امتلاكه الإرادة الحقيقية، وعدم اتخاذ أي خطوة عملية، وتعلله بتعقيد الوضع السوري، نقف اليوم عاجزين نرقب بلدنا الحبيب يُدمّر، وبناتنا وأبناءنا يُقتلون.

 ولكن رغم الصعوبات والتحديات، لازالت عزيمة النساء السوريات ثابتة، فالمرأة السورية، التي شاركت مشاركة فاعلة في الثورة، لازالت تلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على النسيج الاجتماعي ودعم العائلات وتقديم الخدمات، لا سيما في المناطق المحاصرة.

 وسنواصل نحن في الحركة السياسية النسوية السورية التمسك بمطالب الثورة السورية، وبالنضال السلمي من أجل العدالة والحرية والمساواة، متمسكات بمطالب الشعب السوري كله في محاسبة منتهكي حقوق الإنسان ومرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. سنواصل المطالبة بحقوق المواطنة المتساوية والحريات المدنية والديموقراطية والحكم التشاركي، وتحقيق مجتمع آمن وحرّ، في ظل الدولة الديمقراطية التعددية الحديثة.

الرحمة
للشهداء والحرية للمعتقلين والمختفين والنصر لشعبنا العظيم

الحركة السياسية النسوية السورية

15 آذار 2018