أصوات نسوية، مقابلة مع الإعلامية والكاتبة كوليت بهنا
- updated: 22 أغسطس 2025
- |
“أصوات نسوية، قراءة في الحراك النسوي السوري”
مقابلة مع الإعلامية والكاتبة كوليت بهنا
إعداد: كبرياء الساعور
أهلاً بكِ كوليت،
1- كوليت بهنا، أديبة وإعلامية وكاتبة درامية لها العديد من الأعمال المعروفة؛ مثل بقعة ضوء، أهل الغرام، فوق السقف وغيرها، كتبت كوليت سيناريوهات لأفلام سينمائية، وألفت نصوص للمسرح القومي، صدر منها ثلاث مجموعات قصصية ترجمت لعدة لغات أجنبية، كما تعمل كوليت في الصحافة وتكتب في عدة صحف ومواقع الكترونية. هل يمكنك مشاركتنا قصة نشأتك ورحلتك بين الصحافة والكتابة والدراما وما الذي تغير بين البدايات واليوم؟
عملت بداية في مكتب لوكالة أنباء عالمية، وأيضًا في مرحلة متقدمة كنت أرسل بعض المواد الصحفية لمجلة الحوادث ومجلة المستقبل اللبنانيتان في المهجر. كان ذلك في الثمانينات 1982-1989 حيث العمل الصحافي مهنة من أخطر المهن آنذاك، مع تغول الرقابة الأمنية على الاتصالات والمنشورات والحياة الشخصية. وأيضًا بوصفها فترة زمنية سياسية حافلة ومن أصعب المراحل. حيث واكبت بعضًا من الحرب المفتوحة بين الإخوان المسلمين والنظام السوري، بما فيها تهديد حياة العاملين/ات الشخصية في المكتب من قبل الإخوان. وأيضا مرحلة الانشقاق الفلسطيني-الفلسطيني ومجزرة صبرا وشاتيلا. كما أن بعض جوانب الحرب اللبنانية كانت تدار دبلوماسيًا وسياسيًا، وأيضًا كنظام وصاية سوري من دمشق. عاصرت معظم الزعماء اللبنانيين شبه المقيمين في دمشق آنذاك. إضافة إلى حوادث اختطاف الطائرات مثل TWA وباخرة (أشيلي لاورو) واختطاف الصحفيين والمراسلين، ومن بينهم مديرنا في الوكالة التي عملت بها، واغتيالات كثيرة جرت في حينها. ترافق كل ذلك مع الأزمة الاقتصادية إبان حكومة الكسم. والأهم كان مرض حافظ الأسد وانقلاب شقيقه رفعت عليه، والاستقطابات التي كانت تنعكس على الجميع. في ظل هذه الأجواء الصعبة وغيرها، وجدتني أنخرط في العمل الصحافي السياسي حيث تعلمت أصول المهنة وابتدأت رحلتي معها التي لم تنته حتى اليوم. هذا العمل حلو ومر. عشقته لشدة متعته وتشويقه وإرهاقه في الوقت ذاته. هنا حيث تكتشفين أروقة السياسة وزيف لاعبيها وأيضا فساد أو تواطئ بعض عوالم الصحافة العربية والعالمية، وتصابين بصدمات وأنت تتابعين تصريحات السياسيين/ات المؤثرة عن المجازر والقضايا الوطنية قبل أن يكملوا سهراتهم وهم يتبادلون كؤوس الويسكي ونخب الأوطان.
بعدها قررت الابتعاد، واستلمت عملاً كمراسلة لمجلة ثقافية كويتية. في الوقت الذي بدأت أكتب المقال والقصة القصيرة وأنشرها في الصحف (الحياة، السفير)، واكتشفت في نفسي موهبة منحني إياها القدير وهي السخرية. فعملت على تدعيمها وأصدرت مجموعتي القصصية الأولى سنة 1994 التي لاقت صدىً ثقافيًا طيبًا للغاية، في وقت كان المشهد الثقافي في سوريا في أوج تألقه وتلقفه لكل جديد ومغاير. طبعًا تابعت إصدار المجموعات القصصية، لكننا كنا في زمن بدأت فيه الدراما السورية تتألق، وقررت أن أجرب حظي في هذا المجال ووفقت والحمد لله منذ البدايات. وبصراحة من بين كل ما أنتجته وانخرطت فيه، ما زلت أعشق الأدب والصحافة، وبشكل خاص مقال الرأي.
في سؤالك الجميل ما الذي تغير بين الأمس واليوم، كل شيء تغير. اليوم زمن الاستسهال الإعلامي (والتخبيص). ويسري الأمر على الدراما. فيما الأدب ما يزال يحافظ على معاييره. ولا يمكن التحايل في الأدب.
2- بقيتِ في دمشق طوال سنوات الحرب، وسط تحديات تتطلب قدرًا كبيرًا من الصبر والتحمل، ما هي العلاقة التي نسجتها مع المكان؟ وكيف أثر ذلك على كتاباتك ورؤيتك الإبداعية؟
بصراحة أنا لا أنسج علاقة مع المكان خشية من تملكه لي. إذ أنني في الكتابة أخرج خارج الزمان والمكان، كي أستطيع أن أتحرر من وطئهما. سنحت لي فرص كثيرة أن أخرج، وتعرضت في بداية الثورة للاعتقال مع والدتي. وآلمتني الحادثة للغاية حيث عرضت أمي للخطر بسببي. بعدها أقسمت وقررت أن أسير (الحيط للحيط) وأحرص قدر الإمكان على السرية المطلقة. لم أخرج رغم كل ذلك لأسباب عائلية أولاً، ولقناعتي أن الكاتب/ة دوره أن يكون في الميدان. كنت مراقبة عاشت الويلات. رغم ذلك لست نادمة، وكنت أشعر أن من واجبي الصبر كي أتمكن في يوم من الأيام أن أدون شهادتي للزمن، وأتمنى أن أفعل.
لم يؤثر كل ذلك على كتابتي، بالعكس أنجزت مسلسلاً درامًيا إذاعيًا لراديو معارض بخمسين حلقة تحت اسم (بسمة صباح) من بطولة يارا صبري وفدوى سليمان رحمها الله. وهذه هي المرة الأولى التي أعلن فيها عن الأمر على الملأ. مسلسل يتحدث عن يوميات الثورة كشهادة وتوثيق ولم أضع اسمي عليه. كان يهمني أن يخرج العمل للعالم طازجًا بقصصه الحقيقية في معظمها، والمتخيلة في بعض جوانبها الدرامية، رغم إحساسي بالقهر لعدم ذكر الاسم كـ(مجهولة).
أيضًا أرغب أن أنوه إلى عمل درامي كتبت عنه الصحافة الأميركية في بدايات الثورة لشدة جرأته، وهو مسلسل (فوق السقف)، وقد تم إيقافه بأوامر أمنية في الحلقة 12. يحكي العمل عبر لوحات قصيرة منفصلة عما كان يحدث في الشارع في الأشهر الأولى للثورة. وكان يجمع دراميًا بين صوتي المحتجين والموالين. لكن من الواضح أن القرار كان هو صوت الموالين فقط. و(من ليس معنا فهو ضدنا).
كما استمريت في كتابة مقال الرأي لست سنوات مع موقع (الحرة) الأميركي، ورغم خطورة الموقع، توخيت الحذر وواربت في الكلام على طريقتي، وأعتقد أنني أوصلت أفكارًا كثيرة هامة عن الثورة وسوريا والطغيان والاستبداد وغيرهم، وإن دون تسميتهم بشكل مباشر.
3- في إحدى حواراتك قلتِ “لا يعيش الإبداع إلا بمناخ الحرية” في ظل مناخ القمع في زمن النظام البائد وغياب حرية التعبير كيف تعاملت مع خطوط الرقابة الحمراء؟
هذا صحيح. وحياتنا الطويلة والشاقة مع النظام البائد علمتنا كيف ندور الزوايا، وكيف نوارب كما أسلفت. أنا راضية عن نفسي تمامًا لأن كل ما كتبته سواءً في الإعلام أو الأدب وحتى في الدراما كان جريئًا جدًا. المهم أن تكوني حرة بداخلك، وتحرصي على هذه الحرية بأي ثمن، وأن لا ترتهني لأحد أو لأيديولوجيا أو أحزاب أو غيرها. أن تكوني أنت بكل بساطة الحياة وعفويتها. الخطوط الحمراء كانت هي الخطوط السيادية، الاقتراب منها مقتل. وعليه التففت كغيري حول هذه الخيوط بمهارة، ومن يقرأ بين السطور يدرك المعنى. كنت وما أزال أكتب فكرة أممية ليس فيها أي شخصنة لأحد، كأن أكتب عن حاكم مستبد، والتاريخ يحفل بأمثاله، مثل قصة (لعنة الفراعنة، للمرة الثانية، وغيرهما). بصراحة، كنت أشعر أن النظام غير مكترث بنا، يعتبرنا مجرد مثقفين/ات وكتاب/ات تافهين/ات. لا جمهور حقيقي لنا ولا تأثير يشابه تأثير نجم/ة تلفزيوني/ة، لذلك كان يحرص على التركيز على نجوم/ات الدراما واصطفافهم وموالاتهم له، لإدراكه أننا مجرد (ثرثارين/ات مثقفين/ات)لا تأثير حقيقي لنا في الشارع، باستثناء الأسماء التي تصبح نجومًا.
4- تمر سوريا بمرحلة انتقالية حساسة بعد سقوط نظام الأسد، ماهي الضمانات الدستورية والقانونية بحيث يكون للنساء دور فاعل في المرحلة الانتقالية وصياغة الدستور؟
كلنا بعد التحرير حملنا نوايا طيبة ورغبة صادقة وأصيلة لدعم كافة الجهود التي يمكن أن تنقل هذا البلد إلى بر الأمان والاستقرار. التحديات كثيرة، والأخطاء باتت كثيرة، والثقة تخلخلت لأسباب كثيرة. رغم ذلك ما زال لدينا الأمل أن نعمل ما بوسعنا بما فيه خير البلاد. لم نسترح يومًا منذ سقوط النظام، مثل خلية نحل، وأعني دورنا في المجتمع المدني، وتعرضنا وما زلنا لانتهاكات شرسة في وسائل التواصل الاجتماعي وفي الشارع. رغم ذلك أنا(شخصيًا) أتفهم السياسة وأتفهم أن المرحلة الانتقالية صعبة للغاية، تشبه الركوب فوق حوت، لا تعلمين متى ينقلب ويغرقك معه. أهم ما علينا التركيز عليه، هو بناء الثقة فيما بيننا كمجتمع يكاد يتعرف على بعضه بشكل مباشر. ربما تعرفنا على بعضنا قليلاً خلال الثورة، لكن هذا التعارف كان محدودًا. اليوم نتحادث ونتحاور ونقوم بزيارات لإدلب والساحل وقريًبا السويداء وغيرها. لأجل حوار مجتمعي أكثر صدقًا، نحتاج إلى وقت وصبر لاستعادة الثقة وترميم، إن لم أقل إعادة بناء، ما خربه النظام الأسدي لأكثر من ست أجيال متعاقبة. النساء حاضرات في كل هذا، رغم معرفتنا بآليات تفكير المجتمع، وبخاصة هذه الأيام غير السهلة والتي لا تقبل حضور المرأة إلا معززة مكرمة في بيتها كزوجة وأم أطفال. رغم ذلك كفاح النساء طويل وعسير، لكنه حيوي وحاضر على كافة الأصعدة. واغتنم الفرصة هنا لتهنئة الحركة السياسة النسوية السورية التي خرجت منها سيدتان فاعلتان حتى اليوم، كوزيرة، وأيضًا عضوة اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب.
5- الدراما قوة تؤثر على الوعي الجمعي في مجتمعاتنا، لكن الدراسات تشير إلى أن الدراما العربية ما زالت تكرس العنف الرمزي ضد المرأة، ككاتبة سيناريو ما هو رأيك بصورة المرأة في الدراما السورية، هل استطاعت تجاوز الصور النمطية للمرأة؟
النص هو الأساس. من يكتبه هو من يقرر كيف تحضر المرأة فيه. بصورة نمطية أو بصورة حقيقية تعزز مكانتها. الكاتب/ة المثقف/ة من يقرر أو تقرر. أما النصوص الركيكة التي تباع بالكيلو فلا عتب. أيضًا يمكن القول إن الجهة المنتجة والجهة العارضة، والتي تتحكم بكل مفاصل العمل، فإن كانت تتبع دولاً لا تقيم للمرأة وزنًا أو تمنحها مكانتها الطبيعية في الحياة والمجتمع، ستعترض بالتأكيد على نص ينصف المرأة. لكن بشكل عام، يمكن الإشادة بشكل عام بالدراما السورية التي نوّعت حضور المرأة فيها، وأعطتها حقها بحسب الدور الدرامي المكتوب لها، والفضل يعود إلى عدد جيد من نخبة كاتبات وكتاب الدراما الذين حرصوا على دور المرأة بتنوعات أدوارها في المجتمع ومنحوها حقها خارج أشكال التنميط.
6- كتبتِ في مسلسل “أهل الغرام” ومسلسل “ندى الأيام” حلقات عن جرائم الشرف والعنف الاجتماعي، هل ترين أن الدراما قادرة على فتح حوار حقيقي لتغيير الوعي المجتمعي؟
بالتأكيد. الدراما سلاح ناعم يمكن توظيفه لتغيير أمور كثيرة وبشكل رئيس الوعي المجتمعي. لا يتم الأمر بسهولة. إذ كثيرًا ما يتعرض كتاب/ات الدراما لمناهضة المجتمع، حين تلامس الدراما الخطوط الحمراء وبخاصة الأعراف والتقاليد. لكن الأمر يستحق المجازفة والاستمرار، وبرأي على الكاتب/ة أن لا يكون صدامياً وفجاً، يمكن تمرير رسائل تترك أثرها في الوعي بشكل غير مباشر، وخطوة إثر خطوة يمكنه رفع العيار. في حلقة كتبتها في مسلسل “أهل الغرام”، تقتل الشابة بعد زواجها بعد أن يعلم والدها أنها كانت على علاقة حب مع الطبيب الذي تزوجته. أثارت هذه الحلقة الكثير من الإدانة الاجتماعية ضد سلوك الوالد واستهجان سبب قتلها بسبب حبها لزوجها. هذه القصة حقيقية وليست من الخيال. وبعض المجتمعات ما زالت تقتل بسبب قصص حب. لكننا استطعنا تحريك المشاهد/ة ليرفض ما شاهده من قتل. وأعني يمكن بالتراكم الوصول إلى بعض التغيير المأمول. أيضًا المشكلة ما زالت بالتأكيد في القوانين الجائرة بحق النساء، والتي تتطلب جهدًا وإرادة قوية لتغييرها وفرضها بالقوة. دربنا طويل وشائك، إن من ناحية المجتمع أو القوانين.
7- ظن السوريون والسوريات أنهم نجحوا في بداية عملية التحرير وسقوط النظام، وبأنهم على طريق بناء سوريا المأمولة، لكن جاء تصاعد العنف والخطاب الطائفي ليهدد السلم الأهلي. كيف يمكن أن تلعب الدراما والسينما دورًا في إعادة تشكيل الذاكرة الجمعية وترسيخ قيم التعايش المجتمعي؟
بصراحة وصدق، الألم كبير اليوم، فلننتظر أولاً تراجع العنف وحدة الاستقطاب الطائفي، ثم نتحدث عن الدراما والسينما. لا شك أنهما يلعبان دورًا كبيرًا في ترسيخ قيم التعايش المجتمعي، لكننا اليوم في مأزق على الأرض مباشرة. فلنصلح ما يمكن إصلاحه على الأرض، قبل أن نكتب ما يشبه أحلامنا بالسلم الأهلي.
8- قلت إن “الكتابة بحد ذاتها جرأة” ما حدود هذه الجرأة بالنسبة للمرأة المبدعة في مجتمعات تهيمن عليها الذكورية؟
لم أشعر يومًا أني مضطهدة لأني أنثى. بالعكس تمامًا، حصدت التقدير على المحتوى الذي قدمته وليس على جنسي. لا حدود للجرأة لدي إلا ما يخدش الحياء العام والعنصرية أو السخرية والإقلال من شأن مجموعات أو أفراد. كتبت في السياسة بجرأة وأيضًا في الدين والجنس. لكن كيف تقدمين أفكارك. الأسلوبية هي السر. وكمثال الدراما أكثر الأنواع انتشارًا وحساسية، كتبت حلقة بمحتوى جنسي حساس، ولاقت إعجابًا كبيرًا لأنها قدمت بأسلوبية لا تخدش الحياء أو تثير الغضب.
9- قدمت النساء السوريات تضحيات كبيرة خلال فترة الصراع ولعبن دورًا مهمًا في دعم صمود مجتمعاتهن. كيف ترين دور النساء في إعادة بناء سوريا بعد الحرب؟
للأسف أشعر أحيانا كم أن تضحيات نساء سوريا راحت سدىً. حتى لو سمعت كلامًا معسولًا عن دورهن، إلا أنهن لن يحظين إلا بالنذر اليسير. وآمل أن أكون مخطئة. كما أتمنى أيضًا أن أكون مخطئة في توقعاتي أن فئة نسوية معينة من ذوات الذهنية الذكورية قد يحظين بالفرصة الأكبر. عمومًا تلعب النساء في المعتاد الدور الهام والكبير بعد الحروب، كما في كل تجارب الدول التي عانت من مثل هذه الويلات. لكنني غير متفائلة في سوريا. الذهنية العامة قاسية ومتقوقعة. لك في وسائل التواصل الاجتماعي خير مثال عن العنف اللفظي ضد الصوت النسائي. ولك فيما تعرضت له الناشطات في الشارع من ضرب وتنكيل وعنف لفظي مثال آخر. رغم هذا، أحيي كل مجازفة وجهد ونشاط يقمن به الثائرات والناشطات في المجتمع المدني أو سواه لأجل السلم الأهلي أو عبر نشاط ثقافي أو غيره.
10- رافق الثورة السورية طفرة من الإبداع الفني والأدبي هل برزت أعمال إبداعية فارقة في هذا السياق؟ ما هو رأيكِ بالإنتاج الفني والأدبي المرتبط بالثورة؟
لست متابعة كليًا للنشاط الفني المرتبط بالثورة. تابعت ما تيسر الحصول عليه من بعض الأفلام السينمائية الجيدة، لكنها قليلة للغاية. أما النشاط الأدبي فلم ألحظ إلا ما أنتجه الكاتب الروائي “فواز حداد” والروائي الراحل “خالد خليفة” من إبداعات حقيقية في حقل الرواية، وأيضًا كتب “سمر يزبك” التوثيقية، وأيضًا الروائية “ابتسام تريسي” والقدير “تيسير خلف” و”فادي عزام”، وهناك عدد من الأسماء لم يتسن لي الحصول على أعمالها. وكي أكون منصفة، يحتاج المرء إلى تجميع جميع ما أنتج عن الثورة فنيًا أو أدبيًا، وإعادة فرزه وتصنيفه وتقييمه. وأعني بعد التحرير رؤيتك تصير أكثر وضوحًا وموضوعية دون تأثير أو عاطفة أو محاباة.
11- تعد الكتابة الساخرة وسيلة لمقاومة السلطة، توسع الهامش في مواجهة الاستبداد، وقد اتسمت أعمالك بهذا الطابع الساخر، ما الذي دفعك لاختيار هذا الأسلوب؟
والله هو الذي اختارني ولست أنا. يبدو أنها جينة تولد مع المرء. جزء من الشخصية. إما أن تولد ساخرًا أو غير ساخر. وبالتأكيد هذه موهبة والحمد لله لكنها ليست سهلة. إذ كثيرًا ما أقرأ تحت بند السخرية مواد معيبة. يتم فيها السخرية من خلق الله في الشكل، أو طريقة الكلام أو الجندر أو غيره. السخرية حساسة للغاية. عليك أن تسيري مثل لاعب الأكروبات على خيط وتتوازني أو تقعين في المحظور.
12- ما الذي تحلمين بكتابته ولم تكتبيه بعد؟ هل هناك مشروع جديد كتابي أو درامي؟
هناك مشاريع وأحلام كثيرة. في الدراما والأدب. لا أجزم إن كنت قادرة على تنفيذها. اليوم الهم العام يهيمن على وقتك ومشاعرك. كل ما أتمناه أن أتمكن من تنفيذ ولو مشروع واحد سواءً في الأدب أو الدراما.