بيان الحركة السياسية النسوية السورية حول تصريحات المؤتمر الصحفي للجنة السلم الأهلي

عُقد في 10 حزيران 2025 مؤتمر صحفي للجنة السلم الأهلي، بحضور رئيس اللجنة السيد حسن صوفان، والناطق باسم وزارة الداخلية السيد نور الدين البابا، ووزير الإعلام، وذلك بهدف تعزيز الحوار والتوافق الوطني من أجل الوصول إلى حلول مستدامة تعزز الاستقرار والسلم الأهلي.

وقد تضمّن المؤتمر تصريحات مثيرة للجدل، أبرزها ما ورد على لسان السيد حسن صوفان حول الإفراج عن بعض الضباط التابعين للنظام السابق، ومنح الأمان للمدعو فادي صقر، بسبب ما اعتُبر “تعاونًا مع الدولة في معركة التحرير”.

رغم التحديات التي يواجهها السوريون والسوريات وأهمية التعاون بين مختلف الأطياف للوصول إلى رؤية مشتركة تخدم الصالح العام، ورغم التأكيد على ضرورة دعم المبادرات التي من شأنها أن تعزز السلم الأهلي، إلا أننا في الحركة السياسية النسوية السورية، وانطلاقًا من مسؤوليتنا الوطنية والأخلاقية، نُدين هذه التصريحات لأسباب جوهرية، أهمها أن لجنة السلم الأهلي تشكلت أساسًا في أعقاب مجازر الساحل، بهدف دعم السلم الأهلي في تلك المنطقة تحديدًا، وقد تجاوزت اللجنة في خطابها الأخير الغاية من تشكيلها وصلاحياتها القانونية، وتعدّت على دور هيئة العدالة الانتقالية، وهي الجهة الشرعية المعنية بملف العدالة والمحاسبة.

نحن في الحركة السياسية النسوية السورية نؤكد ضرورة البدء بمسار العدالة الانتقالية بشكل حقيقي وواضح وشفاف، كما نؤكد أن لجان السلم الأهلي لا تملك صلاحيات قانونية للإفراج أو منح الأمان، ويجب أن تلتزم بدورها الداعم، دون التعدي على مهام القضاء المستقل أو الهيئات المختصة. كما أننا نشدد على أن السلطة القضائية المستقلة هي الجهة الوحيدة المنوطة بالنظر في جرائم الحرب، وإقامة محاكم عادلة، وإصدار الأحكام القضائية.

إننا في الحركة السياسية النسوية نطالب الحكومة الانتقالية السورية بالتوقف عن استخدام مسارات السلم الأهلي كغطاء سياسي لتبرئة مرتكبي الجرائم، ونُجدد التأكيد على أن لا سلام حقيقي دون عدالة، ولا استقرار دون محاسبة، ولا وطن دون احترام كرامة ضحاياه. ونُذكّر أن المدعو فادي صقر هو مجرم حرب متورط في مجزرة التضامن، ويجب إحالته إلى محاكمة عادلة، لا منحه الأمان والمكافأة، في استخفاف صارخ بدماء الضحايا ومعاناة أهاليهم. ونؤكد على ضرورة محاكمة كل من تلطخت أيديه بدماء السوريين والسوريات فإن أهالي المعتقلين والمعتقلات والمفقودين والمفقودات وضحايا الحرب ينتظرون كشف الحقيقة وتحقيق العدالة وجبر الضرر، وليس شرعنة الإفلات من العقاب.

 

العدالة لكل من تعرض للظلم والاعتداء

 

الأمانة العامة في الحركة السياسية النسوية السورية 

الجمعة 13 حزيران 2025