النادي الثقافي للحركة “ميدياتيك” وفيلم “بالحلال”

 

ناقش النادي الثقافي للحركة السياسية النسوية السورية “ميدياتيك” في جلسته الأخيرة التي أقيمت يوم السبت 19 تشرين الثاني 2022، عبر تطبيق زووم، فيلم “بالحلال”، بحضور عدد من عضوات وأعضاء الحركة السياسية النسوية السورية، يسرت الجلسة عضوة الحركة يمنى اليوسف.

الفيلم جماهيري يطرح الأفكار بشكل سوداوي “كوميديا سوداء”، فهو يناقش أحوال المجتمع الشرقي ضمن إطار ما يسميه (بالحلال)، مجتمع ذكوري بحت يعيش في دوامة من العادات والتقاليد.

تدور أحداث الفيلم حول ثلاث شخصيات أساسية، هن: (لبنى، عواطف، بتول). الشخصية الأولى يطلقها زوجها ثلاث طلقات متفرقات، وبعدها يبحث عن شخص ليتزوجها ليستطيع ردها إلى عصمته، لأنها في الدين الإسلامي لا تحل له بعد ثلاث طلقات. أما الشخصية الثانية امرأة تبحث لزوجها عن زوجة ثانية (ضرة لها) لتشاركها وتقاسمها كل حياتها، لتتخلص من متطلبات زوجها الجنسية التي أنهكتها. في حين أن الشخصية الثالثة امرأة مطلقة، بعد طلاقها تزوجت زواج متعة وبالسر من حبيبها السابق.

في الفيلم تم كشف تناقضات الواقع عن طريق الشخصيات الثلاث، التي حاولت أن تحل مشاكلها (بالحلال)، واكتشفن لاحقاً أن هذه الحلول لم تؤدي إلى حل مشاكلهن.  

تعيش هذه الشخصيات (بالحلال) نتيجة العادات والتقاليد في المجتمع، التي تكون المرأة فيه دائماً هي الضحية، وأحياناً تسهم بنفسها في هذه الانتهاكات، مع أنها تؤثر عليها وتحجمها وتوقع عليها أنواعاً مختلفة من العنف. يمرر الفيلم رسائل قوية وعميقة وجريئة في ظل وسط محافظ، فهو يناقش مواضيع هامة، كالطلاق، التربية الجنسية، مسألة وصول المرأة للمتعة، العلاقة الجنسية بين المرأة والرجل، شكل الزواج، وحرية المرأة ضمن هذه الخصوصية.

في الواقع يبتعد الفيلم عن المفاهيم التي تكرس صورة المرأة المناضلة والمكافحة، لكنه يلامس حقيقة الواقع المأساوي الذي تعيشه النساء في مجتمعنا، الذي يرفض ويحارب المرأة القوية المستقلة. 

الفيلم يلامس اللاوعي الجمعي بطريقة مذهلة، فهو ذكوري صادم، ويحث باتجاه التفكير بالقيم النسوية وأهميتها في حياتنا، خاصة ما رأيناه في آخر الفيلم عندما تمردت لبنى وبتول على الواقع وأوجد حلولا متمردة، على عكس عواطف التي أوجدت طريقتها الخاصة في الحل. هذا بدوره يضيء ويوجه رسالة للكثير من النساء اللاتي قد يكن مقتنعات أو مستسلمات للأفكار الذكورية في مجتمعاتهن.

قالت عضوة الحركة يمنى اليوسف خلال الجلسة: “هدفنا من مناقشة الفيلم تسليط الضوء على هذه الحالات، لنعمل مستقبلاً على تغيير هذه الأفكار والعادات والتقاليد. ولإيجاد حلول لهذه المشكلات السوداوية التي تواجه النساء.” 

تعود هذه المفاهيم الراسخة في مجتمعنا لمجموعة كبيرة من العوامل الثقافية والتاريخية والقانونية والدينية التي تلعب دوراً كبيراً فيها. هي مسائل تستحق أن نقف عندها كنسويات، لما لها من تأثير سلبي حتى على الأجيال القادمة، فإن لم يكن هناك تضامن نسوي للبحث عن حلول وبدائل لمواجهة هذه العادات والتقاليد، فإنها ستبقى مستمرة، فتسليط الضوء على النقاط السلبية والمشاكل، هو الذي يدفعنا للتفكير بالحلول، التي تحتاج إلى جهد تراكمي، والنساء في سوريا قمنَّ بخطوات نوعية وجهد كبير خلال السنوات الماضية، ومستمرات في طريق نضالهن الطويل لتحقيق قيم المساواة الكاملة والحرية والديمقراطية.