النادي الثقافي للحركة “ميدياتيك” وفيلم أليفيا 2053

ناقش النادي الثقافي للحركة “ميدياتيك” في جلسته الثانية، وبحضور عدد من عضوات وأعضاء الحركة السياسية النسوية السورية وشبكة المرأة السورية، فيلم الأنيماشن “أليفياء 2053” وهو فيلم عربي بإنتاج لبناني، تدور أحداثه في بلد عربي خيالي عام 2053.

الفيلم خيالي، لكنه يحاكي ما جرى على أرض الواقع خلال ثورات الربيع العربي منذ عشر سنوات وحتى الآن، وكيف توقفت هذه الثورات أو تم إيقافها وقمعها في مناطق معينة، بينما مازالت مستمرة في مناطق أخرى، وكيف أسفرت عنها نتائج كارثية من حروب ودمار أحيانًا، وكيف استبدلت أنظمة استبدادية بأنظمة أكثر استبدادًا أحيانًا أخرى، فلم تحقق هذه الثورات أهدافها.

عنوان الفيلم أليفياء يوحي بأن هذا النظام الحاكم الاستبدادي مازال مستمراً منذ البداية وحتى النهاية، الشخصيات مصممة بشكل بسيط للتركيز على فكرة وأحداث الفيلم، ورغم أنه من الممكن أن يكون لدينا كسوريات وسوريين توقع كبير بما يمكن أن يجري من أحداث لأننا نعيش مثل هذه الحالة ولكن يبقى الفيلم مشوقاً، وسيشعر المتابع للفيلم في لحظة ما، وخاصة من عاشت بلاده مرحلة الثورة، وكأن هذا الفلم يخص ما يجري في دولته.

نوقشت عدة أفكار خلال الجلسة، منها أن الأنظمة الاستبدادية تستمر بسبب قوة قوى الأمن والاستخبارات، وأن أي ضربة لها لا بد وأن تكون من داخلها من خلال عمليات الانشقاق، خاصة في الصفوف الأولى المقربة كما حدث مع نظام أليفيا، ولو لم يحصل هذا لما سقط هذا النظام حسب الفيلم، ومن الأفكار التي تم نقاشها أيضاً أن الفيلم وكأنه ينذر أنه في حال تم بقاء النظام المستبد الحاكم واستمر توارث السلطة عبر الأجيال ستصبح هذه البلاد سجن كبير لشعوبها، كما تم نقاش فكرة أن الثورات من الممكن أن تخبو ثم تعود، كما حصل على أرض الواقع في الثورتين الفرنسية والإسبانية.

 تقول عضوة الحركة السياسية النسوية السورية نضال جوجك: إن الأنظمة الشمولية مهما تغير الزمان والمكان تبقى لها صفة واحدة، وهي الهيمنة والترهيب من أجل البقاء في السلطة مدى الحياة. لكن رغم كل محاولات الإقصاء لطالبي الحرية، ومحاربة الأفكار التحررية بكافة الوسائل القمعية، لا بد أن يأتي يوم وتنتصر تلك الأفكار، لأن الأفكار لا تموت حتى لو مات أصحابها، وأليفيا جسدت دور الأجيال في تحقيق الحرية وإسقاط نموذج تلك الأنظمة مهما طال الزمن.