عضواتنا وأعضاؤنا

صبا الحكيم

صبا الحكيم، من مدينة إدلب، خريجة صيدلة من جامعة دمشق، وعملت كصيدلانية قبل الثورة كما كانت متطوعة مع إحدى الجمعيات المعنية برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، مقيمة في ألمانيا، عضو مؤسس في الحركة السياسية النسوية السورية.

سارعت صبا منذ بداية الثورة، هي وعدد من الصيادلة والأطباء ومجموعة من الشباب الجامعيين، إلى تشكيل ما أسموه التجمع الوطني للشباب والمثقفين، الذي كان ينظم ويشارك في المظاهرات والاعتصامات، التي كانت تحدث في بداية الثورة. عمل التجمع على تنظيم حملة دعم لحمص عندما حوصرت، كما ساهمت صبا في إرسال الأدوية والمواد الإغاثية إلى المناطق المنكوبة. وعندما بدأت مرحلة الاعتقالات كانت صبا من ضمن الوفد الذي ذهب إلى محافظ إدلب للمطالبة بالمعتقلات/ين. ليدخل بعدها النظام بالدبابات إلى المدينة عام 2012، ويبدأ القتل والقصف على المدنيات/ين وقمع المظاهرات، كانت صبا الامرأة الوحيدة في الوفد الذي التقى بالمراقبين الدوليين في تلك الفترة ليطالب بالسماح بالتظاهر، وسحب الجيش من المدينة وأطلاق سراح المعتقلات/ين. بدأت تتلقى تهديدات بالاعتقال هي وزوجها الذي توجه إلى تركيا، وبعد أن تم تدمير منزلها في إدلب، التحقت صبا وأولادها بزوجها بعد أيام، حيث عملت كمديرة لمكتب طبي تابع لإحدى المنظمات السورية في غازي عينتاب، والتي تقدم الدعم الطبي، مثل إنشاء 6 عيادات أسنان بريف حلب، وإنشاء مستودع استراتيجي للأدوية، وغيرها من الإنجازات التي تفتخر بها صبا. بقيت صبا حوالي الثلاث سنوات في تركيا، ثم ذهبت إلى ألمانيا حيث تقيم حالياً.

“حققت الحركة طموحي بممارسة العمل السياسي من منظور نسوي، يساعد المرأة على أخذ مكانتها الحقيقية في المجتمع ويكون صوتها مسموعاً في تقرير مستقبل سوريا.”

تقول صبا إنها لم تكن راضية عن نظام الحكم في سوريا، خاصة بعد أحداث حماة في الثمانينات، كانت ترفض ديكتاتورية النظام وسياسة القمع التي يستخدمها ضد شعبه، وتضيف أنه وبسبب عدم وجود حياة سياسية في سوريا أو إمكانية ممارسة العمل السياسي، كان اهتمامها في السياسة من خلال قراءة الكتب السياسية فقط، إلى أن جاءت الثورة وسارعت للمشاركة طامحة بالتغيير، وتحقيق مستقبل أفضل تستحقه كل السوريات/ين، حيث تقول إن الناس كان لديها تعطش للعمل السياسي، ولكنها كانت تفتقر للخبرة، ما سبب في وقوع كثير من الأخطاء ضمن مؤسسات المعارضة. وفيما يخص التحديات التي واجهت المرأة تحديداً في العمل السياسي، تقول صبا: إنه هناك الكثير من التحديات أولها العادات والتقاليد، والمجتمع الذكوري الذي يحاول إلغاء دور المرأة والتقليل من أهمية قدراتها وإنجازاتها على كافة الأصعدة.

انضمت صبا إلى الحركة السياسية النسوية السورية، إلى جانب انضمامها إلى شبكة المرأة السورية لأنها تقول إنها شعرت بضرورة وجود جسم يضم كل هذه القدرات والخبرات النسائية التي يجمعها هدف واحد وهو التركيز على قضايا المرأة إلى جانب العمل السياسي، بعد كل التهميش والإقصاء الذي تعرضت له النساء في عملها مع مؤسسات المعارضة الأخرى، لذلك تقول صبا إن الحركة حققت طموحها بممارسة العمل السياسي من منظور نسوي يساعد المرأة على أخذ مكانتها الحقيقية في المجتمع ويكون صوتها مسموعاً في تقرير مستقبل سوريا.

وترى صبا أن الحركة استطاعت أن تثبت نفسها، وتمكنت من استقطاب عدد كبير من النساء والخبرات المتواجدة في كل مكان، سواء في الداخل أو الخارج، ولأن العضوات مؤمنات بقضيتهن ويعملن لأجلها بإخلاص، تعتقد صبا أن الحركة ستحقق الكثير من الإنجازات مستقبلاً، وأهمها تعزيز تواجد المرأة في أماكن صنع القرار، كما أنها تساعد حالياً في تمكين النساء من خلال الحوارات والاجتماعات السياسية، لكي يكون لهن دور فعال في تقرير مصير وبناء سوريا الحديثة.

“سأستمر في العمل بالشأن العام حتى تتحقق كل أهداف الثورة، ويفرج عن المعتقلات والمعتقلين، ويحاسب المجرمون، وكل من أساء للشعب السوري، ويتم إخراج القوى الأجنبية التي احتلت سوريا، إلى جانب الهدف الأول وهو إسقاط النظام الديكتاتوري الفاسد.”

كما تؤكد صبا على ضرورة وجود حل سياسي لإنهاء الحرب في سوريا، وتحقيق الأهداف والمبادئ التي خرجت من أجلها الثورة، وهي الحرية والعدالة والمساواة، ودولة القانون، والديمقراطية بدستور جديد، وانتخابات نزيهة، وتبادل السلطات، وتقول إنها سوف تستمر في العمل بالشأن العام حتى تتحقق كل هذه الأهداف، ويفرج عن المعتقلات/ين، ويحاسب المجرمون، وكل من أساء للشعب السوري، ويتم إخراج القوى الأجنبية التي احتلت سوريا، إلى جانب الهدف الأول وهو إسقاط النظام الديكتاتوري الفاسد.

تقول صبا لنساء سوريا: لا تقبلن دور الضحية، لديكن إمكانيات كبيرة، ويجب أن نستمر ونتعاون جميعا كي نعود إلى بلدنا ونبنيها معاً. النساء السوريات واعيات وقمن بأعمال وإنجازات رائعة أبهرت العالم والمجتمعات المضيفة لهن خلال سنوات الحرب. المرأة السورية هي محط استحسان وإعجاب أينما وجدت بفضل ثقافتها وإمكانياتها وإنجازاتها في كافة المجالات.