بيان من الحركة السياسية النسوية السورية في اليوم العالمي للمرأة

يتزامن الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة مع ذكرى الثورة السورية التي تدخل عامها التاسع في حين أن المرأة السورية ما تزال تعيش تحت وطأة استبداد سياسي واقتصادي واجتماعي قمعي، وما تزال ما بين تعرضها لمختلف أشرس أشكال العنف والظلم والتهاون في حقوقها وكرامتها وإرادتها وحتى في انسانيتها من قبل نظام غاشم يسلب وطنها، وجماعات متطرفة تجتاحه، وما بين مخاوف وقلق ومعاناة قد تصل حد التضييق في دول اللجوء.

يمر يوم المرأة العالمي مجددًا على النساء السوريات وأكثر من 20 ألف منهنّ قد قتلت بإجرام النظام والإرهاب، وأكثر من 7 آلاف منهنّ ما يزلن في سجون النظام، وأكثر من 5 ملايين من المهجرات داخل سوريا وخارجها؛ ويمر هذا اليوم على نساء ادلب وسط تجدد قصف النظام الوحشي الذي أودى بحياة أكثر من 100 مدني جلهم أطفال، واستمرار الاضطهاد والقمع الممارس عليهن وعلى عائلاتهن من قبل الفصائل الإرهابية والمتطرفة مثل جبهة تحرير الشام.

وكذلك يأتي يوم المرأة العالمي بينما نشهد استمرار انتهاكات بحق النساء السوريات، من بينها ما يسمى جرائم الشرف، التي يرعاها القانون السوري بتخفيف الجرم عن مرتكبيها، حتى باتت موروثًا اجتماعيًا حملته مجموعات مختلفة الانتماءات الاجتماعية والسياسية إلى دول الجوار ومناطق النزوح.

ورغم كل ذلك لم تتوقف المرأة السورية عن العطاء ولم تتراجع عن الصمود، كحالها منذ انطلاقة الثورة، في صلب الحراك جنبًا إلى جنب مع رجال سوريا، ومثلًا ثوريًا يحتذى في كل مرحلة من مراحل النضال من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية.

تشيد الحركة السياسية النسوية السورية بالنساء السوريات وتضحياتهن ونضالهن وجهودهنّ؛ وإننا في الحركة نؤكد وقوفنا مع نساء سوريا في الثورة ضد الاستبداد، ونعاهد كل امرأة سورية بأننا ماضون بالعمل بصدق وإخلاص في سبيل القضاء على كافة الحواجز السياسية والاجتماعية التي تعيق تحصيل كافة الحقوق السياسية والمجتمعية، وأن جهودنا مستمرة بالتوازي على صعيد تمكين النساء ورفع نسبة تمثيلهن على الصعيدين السياسي والاجتماعي، وتعزيز مواقعهنّ حتى الوصول إلى مواقع صنع القرار، وذلك بغية تحقيق الحياة الكريمة الآمنة لهنّ وضمان كامل حقوقهن، وتشمل هذه الجهود العمل على مكافحة كافة أشكال العنف والتمييز القائم على النوع الاجتماعي.

ومع احتفال العالم بيوم المرأة نطالب العالم بالوقوف والتضامن مع المرأة السورية في ثورتها ضد الاستبداد والظلم من خلال الضغط على المجتمع الدولي والمنظمات العالمية ومؤسساته الحقوقية والإنسانية لوقف كل عنف ضد المدنيين في سوريا وحمايتهم من قمع النظام بتطبيق جميع القرارات الدولية المتعلقة بسوريا وعلى رأسها بيان جنيف 1 لعام 2012، وقرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015، والقرار 2118 لعام 2013، والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار وتحقيق الانتقال السياسي وإتاحة المجال للسوريين لبناء دولتهم الحرة الديمقراطية القائمة على أساس العدالة والقانون والمواطنة المتساوية وتطبيق كل الاتفاقيات والتفاهمات الدولية المطالبة بضمان المساواة بين الرجل والمرأة.

في هذا اليوم، نرفع تحية احترام وتقدير إلى المرأة السورية في سوريا وفي المخيمات ومدن اللجوء والشتات، وهي مستمرة في نضالها من أجل حقوق شعبها العادلة. عاش الثامن من آذار يومًا عالميًا لاحترام وتقدير المرأة ودورها الإنساني النبيل.

الرحمة للشهداء والحرية
للمعتقلين والمختفين والنصر لشعبنا العظيم

والحرية لنساء سوريا ونساء العالم أجمع 

الأمانة العامة للحركة السياسية النسوية السورية           

8 آذار 2019