مطالب العاملات والعاملين في المجال الإنساني بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني

توجهت الحركة السياسية النسوية السورية بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني إلى بعض العاملات والعاملين في المجال الإنساني في الشمال السوري، بهدف تسليط الضوء على مطالبهن/م والتركيز على احتياجات المجتمع من وجهة نظرهن/م كونهن/م الأكثر انخراطاً مع الواقع في المنطقة، وخاصة في ظل الأعداد المتزايدة من النازحات والنازحين من ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي منذ بداية الحملة العسكرية الشرسة التي شنها النظام السوري مع حليفته روسيا.

تركز رشا عبد الرحمن (إعلامية) على أن المطلب الأساسي لكل العاملات والعاملين في المجال الإنساني هو الوقف الفوري للقصف على المدنيين الأبرياء العزل، وتؤكد رشا على ضرورة تأمين مأوى آمن للأسر النازحة قائلةً: “تجلس الأسر النازحة تحت أشجار الزيتون، الحرارة مرتفعة، لا يوجد مياه ولا حتى أدنى مقومات الحياة”. 

تعتبر رفيف السيد وهي متطوعة في مجال العمل الإنساني أن وقف الدعم من الدول المانحة تسبب بازدياد الوضع سوءاً، وتقول بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني: “من المهم جداً العمل على حماية الكوادر العاملة في المجال الإنساني من القصف المتعمد. ومطالبة الدول الداعمة بزيادة مساعداتها الإنسانية وذلك بإرسال تقارير موثقة ودراسة تفصيلية وتقييم للاحتياجات للجهات المانحة ومؤسسات الأمم المتحدة، لوضعها بصورة الوضع الكارثي وتأثير تأخر الدعم وما ينجم عنه من انتشار للأمراض وحالات سوء تغذية للأطفال على وجه الخصوص؛ بسبب قلة الرعاية الصحية والطبية التي تنجم عن غياب التمويل”.

يؤكد بديع أبرص، وهو يعمل في واحدة من منظمات المجتمع المدني، على أن تجهيز المخيمات بشكل سريع وطارئ والعمل على زيادة مراكز الإيواء المؤقتة في الشمال السوري أمر مهم للغاية نظراً لتزايد أعداد الأسر النازحة. كما ركز بديع على ضرورة تأمين موارد للمياه ونقاط طبية وأفران متنقلة لسد حاجة المخيمات، بالإضافة للقاحات وحليب الأطفال وتأمين سلل غذائية والمساعدات الغير غذائية وقسائم نقدية للعوائل النازحة. 
يقول بديع: “من المهم جداً دعم قطاع الدعم النفسي ليصبح قادراً على تأمين الخدمات للأفراد والجماعات النازحة”.

أما بخصوص توقف العملية التعليمية بسبب القصف والنزوح؛ يرى مصطفى ذكرى، وهو مشرف تعليم في “منظمة عطاء”، أنه من المهم الاستمرار بدعم العملية التعليمية، وخصوصاً رواتب المعلمات والمعلمين، والعمل على إيجاد بدائل عن الدوام المدرسي كالتعليم المنزلي أو ضمن مساحات آمنة. 

تقول رقية درفيل وهي تعمل في “مكتب تمكين المرأة” : “أتمنى أن نتخلص من موضوع تقديم سلة الإغاثة والمعونات والقسائم للمقيمات والمقيمين في المنطقة، وندعمهم بدلاً عن ذلك بمشاريع صغيرة، فتصبح السيدة قادرة على إعالة نفسها وعائلتها، أي أن ينحصر العمل الإغاثي في الاستجابة للنازحات والنازحين الجدد ريثما يستقروا أو يعودوا لبيوتهن/م”
تؤكد رقية على ضرورة دعم الدورات التدريبية والصحة المجتمعية والندوات التي تسهم في بناء جسور سلام ومحبة بين النساء المقيمات والمهجرات والنازحات. 

أحمد الجربان مدير “منظمة رؤى المستقبل” يؤكد على أن العاملات والعاملين في المجال الإنساني بحاجة اليوم إلى دعم في الأمور اللوجستية بشكل كبير، فالمشافي والنقاط الطبية، وحتى سيارات الإسعاف أوفرق الدفاع المدني السوري، يتم استهدافهم في القصف فيفقدوا معداتهم اللوجستية. ويضيف أحمد: “العاملات والعاملون في المجال الإنساني بحاجة لرعاية صحية خاصة حتى يستمروا بالقيام بالخدمات التي يقدمونها”.

يؤكد محمد المخزوم وهو من عناصر الدفاع المدني على ما ذكره أحمد من ضرورة تعويض الآليات والمعدات التي تعرضت للقصف. ويضيف محمد: “من المهم دعم فريق الدفاع المدني والفرق الطبية والمسعفين بعدد إضافي من الكوادر من خلال توظيف كوادر جديدة بسبب وجود إصابات وشهداء ضمن هذه الفرق، وكون المرحلة الجديدة تتطلب المزيد من الجهود لمواكبة الوضع الراهن”.

ترى رابية حرامي، وهي تعمل في “تجمع المرأة السورية”، أن العاملات والعاملين في الشأن الإنساني أصبحن/وا في الوضع الراهن في إدلب وريفها بحاجة لرعاية نفسية لكثرة الأهوال التي تعرضن/وا لها، وللمشاهد القاسية لأشلاء شهداء القصف الهمجي، عدا عن أن معظم المنظمات الداعمة تستنكف عن العمل بسبب ظروف القصف فيزداد الوضع المأساوي سوءاً. تقول رابية: “كونوا أداة ضغط على حكوماتكن/م لتناصر الشعب السوري، إن الشعب السوري يغتال من قوات النظام السوري وحليفته روسيا وسط صمت دولي”. 

يقترح محمد القاسم (إعلامي) شراء أراضٍ على الحدود التركية للنازحات والنازحين الجدد وإقامة مساكن جماعية عليها، وذلك نظراً لغلاء إيجارات البيوت في هذه المناطق، ويضيف قائلاً: “العائلات النازحة لا تملك حتى أجرة النزوح إلى المناطق الآمنة، فيجب تأمين سيارات ومصاريف لنقلهم”.

تقول غاردينيا الاسماعيل: “الجيش يتقدم من جهة وموارد المعيشة تقل من جهة أخرى، ناهيك عن قلة فرص العمل وغلاء أجور السكن وما إلى ذلك. نطالب المنظمات الإنسانية والدولية أن تقيم مشاريع دعم وتوفر فرص عمل. جميع نواحي الحياة في إدلب في خطر سواء المجال التعليمي والصحي والاقتصادي والاجتماعي… نحن بحاجة لخطة كاملة مدروسة”.

حاولت الحركة السياسية النسوية السورية من خلال هذا التحقيق نقل جزء من متطلبات العاملات والعاملين الإنسانيين في سوريا، اللواتي/الذين يعملن/ون ضمن أخطر الظروف وأصعبها، ونتوجه لهن/م بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني بجزيل الشكر والامتنان على جهودهن/م وتضحياتهن/م النفيسة في سبيل سوريا حرة كريمة.