أريد محاكمة عادلة وإنسانية لمرتكبي الانتهاكات في سوريا

 

مقابلة مع منيرة (اسم مستعار)، ناجية من الاعتقال

حاورتها أمل السلامات، عضوة الحركة السياسية النسوية السورية

 

ضمن حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد النساء، أجرت الحركة السياسية النسوية مقابلة مع منيرة (53 عاماً)، من ريف دمشق، ناجية من الاعتقال، لتحدثنا عن نشاطها الثوري الذي كان سببًا في اعتقالها من قبل أجهزة ومخابرات النظام، وما تعرضت له من عنف وانتهاك في سجونه ومعتقلاته، ثم عملها لدعم الناجيات من الاعتقال في تركيا، رؤيتها في محاسبة مرتكبي جرائم الاعتقال، ووجهة نظرها في الطريق لتحقيق العدالة وإحلال السلام في سوريا. 

 

“لأن الطفل هو الأساس”

عملت منيرة قبل عام 2011، كمديرة لروضة للأطفال، وعن عملها هذا تقول منيرة: “أحب الطفل، والطفل بالنسبة لي هو الأساس، لذلك عندما عُرض عليَّ إدارة روضة للأطفال لم أتردد لحظة. كانت الروضة خاصة، لكنها تتبع لوزارة تربية وتعليم النظام”، تتابع منيرة: “جل همي كان رفع مستوى تعليم وثقافة الأطفال، فأسست منهاجًا جديدًا للروضة يوسع معارف ومدارك الأطفال، أدخلت كتيبات العلوم التي لم تكن موجودة في الروضات، اعتمدت في إيصال المعلومات للطفل على الصور والأسئلة الإيحائية. كنت صديقة للأطفال، وقمت بزيارات دورية لذويهم وأهاليهم لنتعاون كلينا في حل مشاكل الأطفال. لقد نجحت في عملي”.

 

“لطالما حملت فكرًا سياسيًا”

اتخذت منيرة ضمنيًا، ومنذ صغرها، موقف المعارض من حكم بيت الأسد: “عايش والدي فترة حكم الأسد الأب ولطالما حدثني عن معارضته للكثير من ممارساته. كنت أتحدث معه أيضًا عن حزب البعث، الذي كنت أراه حزب جيد كبنود وقواعد، وهو كنظام حكم لا بأس به إن طبق في الدولة، لكنه حقيقة لم يطبق، بل كان مجرد كلامًا نظريًا فقط. تعلمت السياسية ولطالما حملت فكرًا سياسيًا”.

“حزب البعث الذي طبق في سوريا كان حزبًا لتكميم الأفواه، أنت لا رأي لك مطلقًا، رأيك الوحيد هو الموافقة ودون نقاش على ما يريده الحزب وحاكمه، ومعارضتك له تعني الذهاب إلى السجن والأفرع الأمنية” تتابع منيرة. 

 

منيرة والمظاهرات السلمية 

“تابعت سقوط الرؤساء في تونس ومصر وليبيا، وخاصة هروب رئيس تونس، كنت سعيدة جدًا. عندما انتقلت المظاهرات من درعا إلى منطقتي في بداية عام 2011، ذهبت مباشرة إلى أحد الشباب الذي ينظم المظاهرات في الحي الذي أقطن به، وقلت له أريد أن أكون معكم.” هذا ما حدثتنا عنه منيرة عن بداية انطلاقة الثورة. 

التحقت منيرة بكل جرأة في صفوف المتظاهرات/ين السلميات/ين وبدأت نشاطها الثوري: “ساهمت في إعداد وتحضير اللافتات للمظاهرات أيام الجمع، فتحت بيتي للاجتماعات السرية بين الثائرات/ين والمتظاهرات/ين، كنت أجمع التبرعات والمبالغ التي تصلني لدعم المظاهرات باللوجستيات المطلوبة.”، تتابع منيرة: “لمدة ثلاثة أشهر كان لدى الشباب المتظاهرين توجس وخوف مني، لأنني كنت أعيش حياة منعمة وفي بحبوبة مادية، فكانوا يتساءلون فيما بينهم، كيف لي أن أترك كل ذلك والتحق بصفوفهم؟ لكنني بفضل أمانتي وقناعتي بالثورة استطعت كسب ثقة الجميع”.  

لعبت منيرة دورًا في تشجيع النساء على الخروج في المظاهرات، وظلت مصرة على انضمامها لصفوف الشباب المتظاهرين رغم طلب أهلها التوقف عن ذلك كونها امرأة: “كان أهلي وأخوتي الذكور، يطلبون مني التوقف عن نشاطي الثوري، ليس لأنهم ضد الثورة، بل خوفًا عليَّ كوني امرأة، كما أنهم كان يستغربون انخراطي الكامل في مساعدة الشباب المتظاهرين في عمليات التنسيق والتحضير والدعم للمظاهرات، إذ من وجهة نظرهم أنني لدي مكانتي الاجتماعية  ومنصب وظيفي محترم، كنت أرد عليهم بأنني إذا لم أساند الثورة فمن سيساندها؟”، وعن تشجيع منيرة لمشاركة النساء بالمظاهرات تقول: “المرأة تمثل نصف المجتمع، وعدم وجود المرأة في المظاهرات يعني بأننا نقتل نصف المجتمع”. 

 

منزل منيرة يصبح مشفى ميدانيًا

“كنا نأمل سقوط النظام خلال فترة قصيرة، لكن انتهاج النظام العنف والرصاص ضد المتظاهرات/ين، نقلنا لمرحلة نضال ثورية جديدة” تخبرنا منيرة عن كيفية انتقال بيتها من مكان للتحضير للمظاهرات إلى مشفى ميدانياً. 

“أصبح لدينا إصابات، لم يكن لدينا مكان لمعالجة وإسعاف المصابات/ين، ما الحل؟ لدي منزلي،” تتابع منيرة: “تحول منزلي لمشفى ميدانيًا. التبرعات المالية من الأصدقاء وأهل المنطقة صارت لتأمين المواد الطبية واللوازم الإسعافية الأولية. لم أتوقف للحظة حتى خريف عام 2011 يوم اعتقالي”. 

 

45 يومًا في المنفردة

تعرض منزل منيرة في بداية شهر أيلول 2011 لحملتي تفتيش ومداهمتين متتاليتين من قبل أجهزة ومخابرات النظام الأمنية، دون أن يجدوا أي دليل أو أثر. لكن في منتصف أيلول 2011، تحاصر ثلاث سيارات عسكرية وأمنية منزل منيرة وتعتقلها: “لم تجد أجهزة ومخابرات النظام الأمنية لدى مداهمتها لمنزلي لمرتين متتاليتين أي أثر أو دليل، كان الشباب المتواجدين في منزلي الذين يساعدون المصابين قد فروا. لكن أحد رجال الحي الذي اعتقل سابقًا من قبل مخابرات النظام، أخبرهم عن بيتي ونشاطي، إضافة لتقارير أمنية كانت سببًا في مداهمة قوات النظام لمنزلي واعتقالي”. 

“حاوطوا المنزل، كسروا الأبواب والشبابيك وانهالوا عليَّ ضربًا وأنا في منزلي. (مطمشة) معصوبة العينين، اقتادوني إلى فرع أمن الدولة في دمشق، ثم أدخلوني إلى غرفة تفتيش، كان فيها سيدة، جردتني من حجابي (غطاء الرأس) وأغرقتني بوابل من الشتائم البذيئة، ليأخذني بعدها عدد من العساكر وأنا سافرة الرأس إلى الحبس”. 

تزج منيرة في المنفردة: “المنفردة، وما أدراك ما المنفردة. أنا طويلة وضخمة الجثة، والمنفردة ضيقة جدًا. قضيت فيها كل فترة احتجازي، لا أخرج منها إلا وقت التحقيق”. 

تمعن منيرة في وصف حالتها في المنفردة وتقول: “لم أكن أعرف ليلي من نهاري، شبح الموت وحده هو الذي كان يرافقني. أسوأ ما في الأمر هو أنني كنت أشعر بأن المنفردة مسحت كل قدراتي الذهنية، فمثلاً لم أكن قادرة على تلاوة سورة الفاتحة، حيث كنت أنسى كلماتها، رغم أنني حافظة جيدة للقرآن”. 

من أكثر الأمور التي كانت تشعر منيرة بالإهانة هو وقوفها كالصنم أمام سجانها: “ابني هو الشخص الوحيد الذي كنت أريد أن أطمئن أنه بخير، خاصة أن اعتقالي وضربي تم أمام عينيه، شعور المهانة والذل انتابني لحظتها، لكن هذا الشعور كان أكبر عندما كنت أقف أمام سجاني كالصنم وهو يتأملني واقفة أمامه، مجردة من حجابي، مرتدية ثيابي المنزلية التي خرجت فيها لحظة اعتقالي”. 

“سنأخذكم إلى الموت، إلى الإعدام.” هذا ما كان يقوله لنا السجانون حين كانوا يقتادوننا إلى مكان آخر لا نعرفه، تقول منيرة: “حرب نفسية وعصبية كانوا يمارسونها علينا. حين نقلوني أنا وسجناء آخرين إلى مكان لا نعرفه، أزالوا عن عيوننا (طمشات العيون) عصبات العيون، أجزم بأنهم أزالوها عن قصد، كي نرى تلك المناظر في ساحة المكان الذي وصلنا إليه، أجساد ملقاة على الأرض تسيل منها الدماء، أجساد فوق بعضها البعض تتعرض للتعذيب، لن أنسى ذلك المنظر ما حييت”. 

لم يتمكن محققي الأفرع الأمنية من إثبات “جرم” تحول منزل منيرة إلى مكان لمساعدة مصابي المظاهرات (مشفى ميداني)، علاوة على أن أهل منيره وأصدقائها وسكان حيها لم يتوقفوا عن إرسال الوسائط إلى أفرع المخابرات للإفراج عن منيرة، فردة فعل سكان الحي الذي تقطنه منيرة بسبب اعتقالها كانت كبيرة، تجلت بالمظاهرات المطالبة بالإفراج عنها، وبحديث البعض عن اعتقالها على بعض القنوات العربية الإعلامية، وذلك كونها امرأة أولاً، ولأنها أثبتت أيضاً مدى وفائها وإخلاصها للثوار والثورة. 

تخرج منيرة بعد 45 يومًا من الحبس الانفرادي: “أفرجوا عني بعد 45 يومًا، وصلت إلى منزلي لأزيل عنه بقايا الشمع الأحمر الذي وضعته أجهزة النظام ومخابراته على بابه، احتضنت أهلي بحرارة وحرقة، كنت متعبة. ولاحقًا بسبب عدم قدرتي على التمدد في المنفردة، أصبت بدسك في رقبتي، إضافة إلى تقرحات شديدة في المعدة”.  

 

الاعتقال لم يردع منيرة عن نشاطها الثوري

“بالرغم من أنني بت أخاف الاعتقال مرة ثانية، وأفضل الموت عليه، إلا أنه لم يكن رادعًا لي لأتوقف عن التنسيق للمظاهرات ومساعدة الشابات والشباب في حراكهن/م الثوري بعد خروجي من السجن” تقول منيرة. 

لم تكن منيرة راضية عن عسكرة الثورة بعد شباط 2012، ورفضت تمامًا انضمام عناصر وأشخاص عرف عنهم تبينهم التطرف والتشدد الإسلامي: “حمل بعض الشباب المتظاهرين السلاح لاحقًا بعد شباط 2012، رغمًا عنهم بسبب شدة قمع النظام للمظاهرات بالقصف والرصاص. بدأت تتشكل المجالس العسكرية في المناطق الثائرة ضد النظام، وتشكلت معها الفصائل المعارضة المسلحة”.

وتتابع: “أردتها ثورة، حرة، شعبية، وليس ثورة مسيسة دينيًا. أذكر تمامًا عندما شاهدت الراية السوداء ترفع في منطقتي عام 2015، قلت: إنهم يدمرون الثورة”.

خرجت منطقة منيرة عن سيطرة النظام، وبقيت منيرة فيها تعمل بلا كلل: “عملت في مجال الإغاثة، وفي مجال توثيق الانتهاكات، كما بقيت مديرة للروضة، التي استمرت بدعم ذاتي داخلي، ولم تعد فقط روضة للأطفال، فكانت تصبح مساءً مكانًا لتدريس طالبات وطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية على أيدي مدرسات/ين ومعلمات/ين متطوعات/ين من أهالي المنطقة، كنا نأمن لهؤلاء الطالبات والطلاب الحافلات التي تقلهم لمناطق سيطرة النظام لتقديم امتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية.

تزوجت من شاب دعم عملي ونشاطي الثوري، وبقينا نعمل أنا وهو سويًا حتى عام 2016، عام مغادرتنا وخروجنا نهائيًا من بلدتنا ومن سوريا مع قوافل التهجير إلى الشمال السوري، ومن ثم إلى تركيا”.  

 

الدعم للناجيات في تركيا

احتاجت منيرة فترة للتعافي من رضوضها النفسية والجسدية، لتعود بعد ذلك ململمة ذاتها وتبدأ بالنضال لدعم الناجيات من الاعتقال المتواجدات في ولاية هاتاي: “بعد دخولي إلى تركيا، خضعت فترة للعلاج النفسي من خلال تناول الأدوية، عانيت فترة من نوبات الصرع، تطور وتفاقم وجع الديسك ليصبح آلامًا مبرحة تمتد لرقبتي وذراعي، لدرجة أنني لم أكن قادرة على تقشير تفاحة، إضافة لمشاكل تأمين العيش والمسكن والدخل، لكنني تعافيت، نعم لقد نجوت”. 

“لماذا الناجيات؟” تقول منيرة: “خرجت الناجيات من المعتقلات بحالة نفسية وجسدية وآثار اجتماعية سيئة، لذلك يجب تقديم الدعم لهن. شاهدت وسمعت عشرات الناجيات هنا في تركيا، يعانين ظروفًا نفسية وجسدية قاسية من أثر الاعتقال، لا دعم لهن سواءً على المستوى النفسي أو الجسدي أو المعاشي الصعب في تركيا”. 

بداية هذا العام بدأت منيرة مع عدد من الناجيات المتواجدات في الريحانية التابعة لولاية هاتاي التركية، بتجميع وتنظيم أنفسهن: “منذ بداية العام أنشأت مع عدد من الناجيات مجموعة على منصات التواصل الاجتماعي، عملنا على تجهيز ملف خاص بنا يتضمن وثائق داعمة، يمكن أن نرسله لأي جهة تعمل على موضوع الناجيات من الاعتقال”. 

كما أن منيرة تمكنت في خريف هذا العام من خلق منصة لصوت الناجيات من الاعتقال في الريحانية: “لم يكن لدينا نحن الناجيات في الريحانية سقفًا يجمعنا أو يحمينا، تمكنت بعد بذل جهود طويلة من أن أصبح عضوة في الجمعية الاجتماعية السورية الديموقراطية، وهي جمعية مرخصة تهدف لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للسوريات/ين ولم شملهن/م. شغلت فيها وبشكل تطوعي مكتب المرأة، لأتمكن بعدها من إقناع مدير الجمعية بضم الناجيات في الريحانية إلى مكتب المرأة بصفتهن ناجيات من الاعتقال. هكذا أصبحنا تحت سقف يحمينا، نتمكن فيه من الاجتماع واللقاء. بدأنا وبتمويل بسيط من الجمعية من تنفيذ بعض الأنشطة للناجيات، أصبحنا منصة وكتلة ليعلوا صوتنا، لنحكي همومنا ومشاكلنا وقصصنا، ولنكون أكثر فاعلية في حل قضايا ومشكلات الشعب السوري”. 

تشرح منيرة آلية لدعم الناجيات من الاعتقال من وجهة نظرها: “العمل على دعم الناجيات يجب أن يأخذ بالحسبان عمر الناجية وحالتها الصحية والجسدية، فالناجية الصغيرة بالعمر التي تتمتع بصحة جسدية جيدة، يمكن تعليمها وتدريبها وتمويلها بمبلغ مادي لتطلق مشروعها، أما الناجية التي تعاني من أمراض أو إعاقات جسدية، فهذه لابد من أن يتم كفلها ماديًا ولابد من تقديم الدعم العلاجي والطبي بحالتها، ويمكن تأمين عمل منزلي لها، في حين أن الناجية الكبيرة بالعمر بحاجة لكفالة مادية، ويمكن الاستفادة منها من خلال العمل الفكري، فهي قد تكون متعلمة وتحمل شهادات ولديها خبرة عملية. ليس هدفنا كناجيات تأمين الأكل والشراب فقط، يهمنا أن نعمل، هذا بحد ذاته دعم وعلاج نفسي”.  

هل المنظمات النسوية والنسائية تمكنت من مساعدة الناجيات وتقديم الدعم لهن؟ 

ترد منيرة على هذا التساؤل: “ليس بالشكل المطلوب والأمثل. صحيح أن هناك منظمات كفلت عدد من الناجيات، لكن لفترة محددة! المشاريع المستدامة هي الحل. ثم أن المنظمات التي لديها مشاريع لمساعدة الناجيات من الاعتقال لا تشمل كل الناجيات، فعلى سبيل المثال هناك أكثر من 20 ناجية في مدينة الريحانية التركية، لا تقدم لهن أي مساعدة أو دعم”. 

 

رؤية منيرة لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات في سوريا

“إذا أردنا أن نطبق قانون العين بالعين والسن بالسن في سوريا، سيكون هناك مشاكل لا تنتهي، لن نصل إلى مرحلة السلم في سوريا، وعلى المستوى الشخصي أريد أن أكون جزءًا من تطبيق العدالة الانتقالية والمحاسبة في سوريا.” بهذه العبارة بدأت منيرة حديثها عن محاسبة مرتكبي الانتهاكات في سوريا، وتابعت: “أريد المحاسبة، لكن محاسبة تصون كرامتي، أريد كناجية بدايةً تطبيق مبدأ جبر الضرر، فأنا كناجية من المعتقل مثلاً خسرت صحتي، من سيعوضني عنها وكيف؟ أريد أن أكون في وظيفة لأتمكن من إبراز قدراتي. ماذا عن أسر الشهيدات والشهداء؟ ماذا عن الأشخاص الذين فقدوا منازلهن/م؟ كل هؤلاء يحتاجون إلى جبر للضرر”. 

تذهب منيرة في وجهة نظرها عن محاسبة مرتكبي الانتهاكات بصورة تفصيلية أكثر، فتقول: “شخصيًا لن أقبل بالاعتذار فقط، فمثلاً لن أقبل أن يقدم رؤساء الأفرع الأمنية وأصحاب القرار فيها الاعتذار لي، أريد محاكمتهم محاكمة عادلة وإنسانية، علنية ودولية، فهم مجرمو حرب. أما عناصر الأفرع الأمنية والسجانين فهم ليسوا إلا عبيدًا مأمورين، ربما يكفي محاكمتهم في محاكم وطنية داخلية”. 

 

كيف ترى منيرة دور المرأة السورية في الحل السياسي في سوريا

“لم أكن أعلم عن الدستور السوري أو قانون الأحوال الشخصية وقوانين العقوبات ومدى إجحافها بحق المرأة، اليوم وبعد حضوري لتدريبات وورشات، أقول بأن غياب المرأة السورية عن وضع دستور جديد لسوريا يعني مزيداً من الإجحاف والإقصاء، لابد أن تكون المرأة متواجدة في الحل السياسي”. 

 

خاتمة 

هناك مئات الناجيات السوريات، اللواتي قد تكون قصصهن أكثر قهرًا من منيرة، لكننا أردنا من مقابلتنا معها أن نضيء على شكل من أشكال العنف الذي تعرضت له النساء السوريات، فكان الاعتقال واحداً من أكثر أشكال العنف السياسي الذي انتهجه النظام السوري ضد أي ممارسة أو نشاط سياسي ضده، ضاربًا بعرض الحائط كل القوانين والمعايير الإنسانية والدولية. ومن جهة ثانية أردنا أن نرفع صوت الناجيات من الاعتقال من خلال مقابلتنا، فيتسنى لهن الحديث عن معاناتهن الجسدية والنفسية والاجتماعية، والوقوف على احتياجاتهن، والإشارة مباشرة لما تعرضن له من عنف وانتهاكات جسدية ونفسية، والأهم هو كيف يتطلعن للعدالة والمحاسبة، ودورهن القادم في سوريا. 

 

 

*كل ما ذكر في المقابلة يعبر عن رأي من أجريت معهن المقابلة، ولا يعبر بالضرورة عن رأي الحركة السياسية النسوية السورية